خبير: التلاميذ الذكور أكثر عرضة للصعوبات التعليمية من الإناث
أفاد أستاذ التعليم العالي، والخبير في السياسات التربوية، الحسين زاهدي، بأن بيانات دولية ومحلية كشفت عن ظاهرة متنامية تشير إلى أن التلاميذ الذكور في العديد من البلدان، بما فيها المغرب، أكثر عرضة بشكل ملحوظ من زميلاتهم الفتيات لمشكلات تعليمية خطيرة.
وبناء على دراسات وأبحاث دولية أجريت خلال العشرين سنة الماضية، أوضح زاهدي في تدوينة له، على حسابه الشخصي بموقع “فايسبوك”، أن الذكور يعانون من مشكلات مثل التكرار، وتدني النتائج الدراسية، ناهيك عن عدم إتمام سنوات التمدرس.
وأشار الخبير إلى أن هذه الظاهرة، التي كانت مقتصرة في البداية على فتيان البلدان ذات الدخل المرتفع أو المتوسط الأعلى، قد تغير اتجاهها وأصبحت الآن تشمل عددا من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط الأدنى.
وأشار إلى أن الأرقام الصادرة عن مديرية الدراسات والاستشراف والإحصاء بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أكدت أن المغرب ليس استثناء من هذه التحولات، “فقد أظهرت البيانات المتعلقة بالموسم الدراسي 2024/2023 فجوة واضحة بين الجنسين”.
وفسر ذلك، بالقول إن نسبة التكرار بلغت 10.1% لدى التلاميذ الذكور، بينما كانت 5.3% فقط لدى التلميذات، أي أن نسبة التكرار المتوسطة عند الذكور ضعف ما تحقق عند الإناث تقريبا، ونسبة الانقطاع عن الدراسة المتوسطة وصلت إلى 4.9% لدى الذكور، مقابل 3.3% عند الإناث.
وعلى ضوء هذه المعطيات، نبه زاهدي إلى ضرورة استثمار البيانات والمعطيات التي تقدمها مديرية الدراسات الاستشرافية والإحصاء والتخطيط للمنظومة التربوية الوطنية، مشددا على أهمية فهم التحولات المجتمعية ذات العلاقة بمنظومة التربية والتكوين، ووضع السياسات التربوية الملائمة والاستباقية.
كما حذر الخبير في السياسات التربوية من الركون إلى الانطباعات والأحكام غير العلمية التي يتم تداولها بشأن ضعف اهتمام الذكور بالدراسة، أو الاكتفاء “بإبداء الأسى والأسف” على هذا الواقع، داعيا إلى اتخاذ إجراءات مبنية على أسس علمية لمواجهة هذه المشكلة المتفاقمة.