story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

حُشِد لها بأقل من يوم.. المغاربة يحتجون في مسيرة مليونية بالرباط ضد التجويع في غزة

ص ص

خرج عشرات الآلاف من المغاربة، يوم الأحد 20 يوليوز 2025، وسط العاصمة الرباط في مسيرة شعبية مليونية، عبروا خلالها عن غضبهم من جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وطالبوا بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإنهاء اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.

المسيرة التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في إطار الحراك العالمي لإنهاء التجويع في غزة، أكدت مجدداً احتفاظ جماعة العدل والإحسان، إحدى أبرز مكونات الجبهة وأكبر التنظيمات الإسلامية في البلاد، بقدرتها على التعبئة الشعبية في الشارع المغربي.

فلم يتطلب الأمر أكثر من يوم واحد منذ الإعلان عن المسيرة، حتى توافد آلاف المغاربة من مختلف مدن المملكة إلى ساحة “باب الأحد”، نقطة انطلاق المسيرة منذ ساعات الصباح الأولى، مجسدين مشهداً مليونياً حاشداً صدحت فيه الحناجر بصوت واحد: “أنقذوا غزة، أوقفوا التطبيع”.

وفي هذا الصدد، قال محمد حمداوي، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن الشعب المغربي يؤكد من خلال هذه المسيرة “تضامنه المطلق مع قطاع غزة، وتنديده بسياسة التجويع الممنهجة التي يمارسها الكيان الصهيوني”.

وشدد حمداوي على أن ما يحدث في غزة “عار على الأمة العربية والإسلامية، وعلى أحرار العالم كافة، أن يقفوا متفرجين بينما تُباد غزة وتُجَوَّع.

ورفع المتظاهرون شعارات قوية تؤكد على أن “غزة ليست وحدها”، وتدين الاحتلال، وتطالب بوقف فوري للتجويع والإبادة، وتحمل الكيان الصهيوني وتخاذل المنتظ الدولي الرسمي كامل المسؤولية عن المجازر.

وشاركت في المسيرة، التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، تنظيمات سياسية وحقوقية بارزة، منها جماعة العدل والإحسان، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب النهج الدمقراطي، إلى جانب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحركة “بي دي إس” (BDS)، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.

كما عرفت المسيرة مشاركة جمعيات مهنية تمثل الأطباء، والمهندسين، والطلاب، والشباب، والنساء، وكذا فصائل من النقابات والفاعلين الميدانيين في الحركات الاجتماعية.

ورفرفت في سماء العاصمة اليوم الأعلام الفلسطينية بكثافة، كما توشح المشاركون بالكوفيات، ورفعوا صور الشهداء وقيادات المقاومة، تعبيراً عن الوفاء للدماء التي سالت في غزة، ولصمود أهلها في وجه آلة الإبادة.

وكان التعبير الأبرز في قلب المسيرة قرع المتظاهرين الأواني المنزلية في تقليد يتكرر بالأشكال الاحتجاجية للمغاربة فيما يسمى “الطنطنة” للتعبير عن ألم الجوع الذي يعاني منه الفلسطينيون باستهداف ممنهجة لم يسلم منه الأطفال الرضع والشيوخ الكبار.

وقال محمد حمداوي، وهو مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في جماعة العدل والإحسان،: “رسالتنا إلى المقاومة: نحن معكم دائماً وأبداً. نقول لهم: الأمة العربية معكم في عمقها، حتى وإن صمت أكثرها فإن نبضها معكم”.

ووجه حمداوي رسالة المسيرة الشعبية أيضاً إلى “المدنيين الصابرين، القابضين على الجمر في قطاع غزة: لقد أسقطتم بسيادتكم وصمودكم سياسة التهجير الصهيونية، واحتضنتم المقاومة بكل شجاعة. فتحية لكم من الرباط، من قلب هذه المسيرة المليونية”.

وأضاف أن الشعب المغربي يؤكد “وقوفه الثابت إلى جانب القضية الفلسطينية، ورفض التام لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني”، مشيراً إلى أنه يطالب أيضاً السلطات المغربية بإسقاط جميع مظاهر وأشكال التطبيع فوراً”.

وناشد حمداوي المغاربة “ضرورة التحلي باليقظة الدائمة في مواجهة محاولات الاختراق الصهيوني لمجالاتنا الحيوية، سواء في التربية أو الزراعة أو الاقتصاد أو غيرها”.

ومن جانبه، قال جمال العسري الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، “نخرج اليوم لنعلن بصوت عالٍ تنديدنا وإدانتنا واستنكارنا لهذه الحرب الشرسة، هذه الحرب الوحشية التي تعجز الكلمات عن وصف بشاعتها”.

وتابع: “ارفعوا الحصار عن غزة. 19 سنة من الحصار، أليس هذا كافياً؟”، معرباً عن استنكاره للحرب التي “تُمارَس فيها كل أشكال الإبادة والتجويع والتعطيش والقتل”. كما دمّرت المستشفيات والمساجد والكنائس، والمنازل، ولم تترك حجراً على حجر.

وشدد العسري، وهو المنسق الوطني السابق للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، على أن العدو “تجاوز كل الخطوط الحمراء، فانتقل إلى سياسة جديدة، تتمثل بالتجويع والتعطيش الشامل”، لافتاً إلى أنه “بعد أن رفض الشعب الفلسطيني كل محاولات التهجير من أرضه لجأ العدو إلى تهجير من نوع آخر، وهو التهجير إلى الموت”.

وعبرت سعاد براهمة، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن إدانتها لـ”ما يقترفه الكيان الصهيوني من جرائم أمام مرأى ومسمع من العالم”، مستنكرة دعمه من قبل “الأنظمة الإمبريالية الغربية”، التي على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

واستنكرت براهمة أيضاً “الصمت والتواطؤ الواضح من الأنظمة العربية والمغاربية والشرق أوسطية، تجاه ما يجري في غزة”، مشيرة إلى أن الجرائم الإسرائيلية “ليست مجرد اعتداءات، بل هي إبادة جماعية ودمار شامل امتد من فلسطين وغزة إلى كل مواقع الإسناد للمقاومة الفلسطينية، سواء في لبنان أو اليمن أو إيران”.

واسترسلت براهمة قائلة: “نؤكد بصوت واحد: نحن ضد العدوان على غزة، وندين كل أشكال التواطؤ والصمت تجاه الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني على أراضيه المحتلة”.