story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

حكيمي والإعلام والكرة الذهبية

ص ص

أشرف حكيمي ليس لأنه مغربي فقط، وعميد منتخبنا الوطني، سنستخرج طبول الإشادة والفخر به، وسنراه أفضل ظهير أيمن في العالم بناء على عاطفتنا المفرطة تجاه ولدنا المحبوب.

ما يقدمه أشرف على الملاعب منذ مدة طويلة، وما يقول عنه كبار التقنيين المتخصصين من غير المغاربة، هو الدليل على أن الولد يستحق فعلا أن يتم تصنيفه الأفضل في مركزه حاليا، بل ومع عظماء من لعبوا في الرواق الأيمن عبر تاريخ كرة القدم.

وفوق هذا أهدافه وتمريراته الحاسمة وتأثيره الكبير في نتائج فريقه باري سان جيرمان، واستقرار مستواه طيلة الموسم ولقب دوري ابطال أوربا الذي كان له فضل كبير في الفوز به… كلها معطيات تجعل عميد الفريق الوطني ضمن الثلاثة الأوائل على رأس قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعبي العالم.

نتحدث هنا عن المعايير الرياضية الصرفة التي تؤهل أي لاعب للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية، والتي تتوفر و”زيادة” في أشرف حكيمي، كما يمكنها أن تتوفر في لاعبين آخرين خصوصا في فريق باري سان جيرمان الذي يصنع موسما تاريخيا مذهلا مع مدربه الإسباني لويس إنريكي.

لكن السؤال الذي سنعود لطرحه مرغمين هذا الموسم أيضا بخصوص جائزة الكرة الذهبية، وهو.. هل بقيت لهذه الجائزة من مصداقية بعد كل الجدل الذي تحدثه كل سنة ؟ هل لازال فيها معيار رياضي واحد ضمن المعايير الأساسية للتصويت على الفائز، حتى نتحدث عما يقوم به أشرف حكيمي فوق الملاعب؟ هل طريقة التصويت التي تشمل عددا هائلا من أصحاب الصفات والإنتماءات (والحسابات أيضا)، يمكن لها أن تمنح “البالون دور” لمن يستحقه فعلا، ومن منطلقات رياضية وتقنية؟

تاريخ الكرة الذهبية لازال شاهدا على الظلم الكبير الذي حرم أساطير فذة من الفوز بها، بعد أن دخلت أمور “البيزنيس” والشركات الراعية والأموال المترعرعة على الخط .. يكفي أن نتذكر هنا “وزير الدفاع” الإيطالي فرانكو باريزي في بداية التسعينات، وأيقونتي البارصا في جيلها الذهبي أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديس، ولاعب باييرن ميونيخ الفرنسي الفذ فرانك ريبيري، وأمير روما فرانشيسكو توتي وغزال الأرسنال تييري هنري، وآخرون صنعوا العجب العجاب في مسيرتهم الكروية، لكنهم .

المغاربة الذين يطالبون اليوم بتشكيل جبهة إعلامية قوية لمساندة أشرف حكيمي والضغط من أجل إنصافه ومنحه الجائزة التي يستحقها، وإن كان ذلك من باب العاطفة والغيرة الوطنية التي يستحقون عليها كل التنويه والتقدير، إلا أنه وبكل الصراحة الممكنة هي مطالب مغرقة في المثالية وفي حسن النية، وهما الصفتان اللتان لا توجدان في قاموس لا الفيفا ولا مجلة “فرانس فوتبول” ولا الذين يصوتون على الفائز بالكرة الذهبية.

لو كانت عمليات “اللوبينغ” الإعلامية هاته تجدي نفعا، وتغير توجهات أصحاب الأصوات التي تختار اللاعب الأفضل عالميا، أو من يفبركها، لكان الإعلام الرياضي الإسباني والإيطالي المعروفان بقوة تأثيرهما قد نظموها لفائدة تشافي وإنييستا وتوتي مثلا. أو التجأت إليها صحافة ريال مدريد الموسم الماضي وهي ترى أن الأمور تسير في اتجاه حرمان فينيسيوس جينيور من الكرة الذهبية رغم توقيعه على موسم هائل وبكل الأرقام والإحصائيات.

هذه السنة، وبالرغم من أننا كمغاربة نرى في عميد منتخبنا الوطني أشرف حكيمي الأحق بجائزة الكرة الذهبية بالنظر للأشياء التي ذكرتها حول استمرارية التألق والأرقام المسجلة في المباريات واللقب الكبير المتحصل عليه، إلا أن المعطيات الأولية حتى الآن (في انتظار نهاية مونديال الأندية وبداية الموسم المقبل)، تشير إلى منحها لعثمان ديمبيلي لعدة أسباب أبرزها عادة منحها للمهاجمين، ثم “فرنسية” المجلة المانحة، وأيضا، وبكثير من الموضوعية، نظرا للمستوى الهائل أيضا الذي أظهره اللاعب السابق للبارصا بعد التحول من شخص عابث عديم المسؤولية، إلى محترف ناضج ومسؤول، ومندمج بإيجابية مع زملائه ومساهما معهم بفعالية في إبراز أفضل نسخة ل “البي إس جي” عبر تاريخه.

على أية حال، نحن الآن في منتصف السنة، ولازال هناك متسع من الوقت لتحدث فيه الكثير من المتغيرات في موضوع جائزة الكرة الذهبية، لكن سواء كانت من نصيب ولدنا المتألق الرائع، أو من نصيب غيره، فذلك لن يغير من قناعتنا المغربية التامة أنه الأفضل عالميا كلاعب وكمحترف وكإنسان.