حقوقي: متضررو الزلزال يُواجهون الصيف في خيام أشبه بالحمامات الشعبية

مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة بمختلف مناطق المغرب، تتزايد معاناة سكان إقليم الحوز المتضررين من زلزال الثامن من شتنبر، والذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها دون مأوى، مضطرين لقضاء صيف آخر في خيام لا تقيهم لهيب الشمس.
وإلى جانب الظروف المناخية الصعبة، لا تزال الهزات الارتدادية تهز المنطقة ومعها أفئدة ساكنتها، حيث بلغت قوة آخر هزة أرضية، الثلاثاء 06 ماي الجاري، 4.5 درجات على سلم ريشتر، مما يفاقم من مشاعر الخوف والقلق لدى هؤلاء المتضررين.
في هذا الإطار، أكد منتصر إثري، عضو التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز، أنه “على مدى قرابة عامين، لا يزال المتضررون يعانون الويلات في الأقاليم والمناطق المنكوبة، حيث يقاومون الحرارة المفرطة داخل الخيام البلاستيكية والبدائية في فصل الصيف، ويواجهون البرد القارس، والرياح العاتية، والأمطار الرعدية، والثلوج في فصل الشتاء”.
وفي تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، يوم الأربعاء 7 ماي 2025، وصف إثري وضع المتضررين بأنه “رحلة عذاب وألم ومعاناة”، في مسلسل يشبه “رحلة الشتاء والصيف”، والذي على حد تعبيره “يبدو أن البعض لا يريد له أن ينتهي”.
وأوضح المتحدث، الذي تضرر بدوره من الزلزال وفقد منزله، أن “الواقع مرير ومؤلم، والمعاناة لا تزال مستمرة، بل يتفاقم العذاب داخل خيام تُشبه الحمامات الشعبية”، “وذلك وسط تأخير كبير وبطء شديد في وتيرة إعادة الإعمار وتأهيل مناطق الزلزال، بالإضافة إلى الدعم المقدم للأسر والذي لا يتجاوز مبلغ 80 ألف درهم للأغلبية المطلقة بالرغم من أنها فقدت منازلها بالكامل ، وإقصاء آلاف الأسر من الدعم المخصص للضحايا”.
وأبرز في هذا الصدد، أن “ملفات المتضررين شابتها خروقات وتلاعبات عديدة، موردا أن ذلك ما أكدته العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان في تحقيق ميداني، أشارت فيه إلى أن عملية تعويض الضحايا وإعادة الإعمار شابتها خروقات، وكشفت عن إقصاء عدد كبير من الأسر رغم تقديمها لوثائق تثبت الضرر الكلي الذي لحق بمساكنها، وذلك نتيجة لتقارير مغلوطة من طرف بعض أعوان السلطة”.
وتابع المتحدث أن “لجنة تقصي الحقائق تحدثت عن أن 16 في المائة من الأسر المتضررة لم تستفد من أي دعم”، “وهو ما ساهم بالإضافة إلى عوامل أخرى، في تأخير إعادة الإعمار والإيواء، وأطال أمد المعاناة والآهات، مما جعل الأسر تترقب من جديد معاناة فصل الصيف القادم”.
وشدد الفاعل المدني على أن “المتضررين نظموا عدة وقفات ومسيرات احتجاجية، وراسلوا مختلف الجهات المعنية في مناسبات متكررة، مطالبين بتسوية ملفاتهم وتمكينهم من حقهم في التعويض، بعدما قدموا الوثائق التي تُثبت الفقدان الكامل لمنازلهم”،غير أنهم “لم يتلقوا إلى حدود الساعة أي استجابة فعلية لهذه النداءات”.
وخلص إثري إلى التأكيد على أن “الحق في السكن مكفول بموجب المواثيق الوطنية والدولية”، مشيراً إلى أن “التعليمات الملكية كانت واضحة وصريحة منذ بلاغ 14 شتنبر 2023، ومع ذلك، لا تزال الساكنة المتضررة تجد نفسها اليوم دون سكن، في وضع يطرح أكثر من علامة استفهام”.
وفي السياق، كانت خدمة تتبع الزلازل عبر الإنترنت قد أظهرت الثلاثاء 06 ماي 2025، أن هزة أرضية بلغت قوتها 4.5 درجة على سلم ريشتر سجلت صباح اليوم الثلاثاء 06 ماي 2025، بالقرب من قرية “أنوغال” التابعة لإقليم الحوز في جهة مراكش-آسفي
وأظهرت ذات المعطيات أن الهزة تم تسجيلها على الساعة الثانية عشرة وواحد وعشرين دقيقة بالتوقيت المحلي، وذلك على بعد 6 كيلومترات من قرية “أنوغال” التابعة لإقليم الحوز.
وكانت قرية “أنوغال” من المناطق الجبلية التي تأثرت بشدة جراء زلزال الحوز الذي وقع في شتبر 2023، والذي أودى بحياة ما يقرب من 3,000 شخص وأثر على مئات الآلاف من الأشخاص.