story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

حسن بركة.. المغربي الذي ربط قارات العالم سباحة

ص ص

عندما وصل السباح حسن بركة إلى نقطة بحرية في البحر الأحمر بين مصر والسعودية، في محاولة ربط قارتي إفريقيا وآسيا سباحة، وقبل أن يصل إليه زورق خفر السواحل السعودي لتأمين بقية رحلته إلى اليابسة، شعر بجسم ضخم يمر على يساره في هدوء، كان قرشا من النوع الفتاك الذي يؤمن فريسته قبل الإنقضاض عليها.

حاول حسن عدم الإلتفات إلى حيث القرش لتجنب تبعات الخوف، إلى أن تدخل رجال خفر السواحل السعوديون بوضع آلات يدوية داخل المياه تحدث صدى صوتيا يبعد جميع الكائنات البحرية عن المكان، ورافقوا السباح المغربي إلى الشاطئ لينهي المرحلة الأخيرة من هدفه الذي أدخله التاريخ وموسوعة غينيس للأرقام القياسية كأول إنسان يربط قارات العالم الخمس سباحة.

كانت هذه فقط واحدة من المخاطر الكبيرة التي واجهت السباح المغربي في مغامرته الفريدة، من ضمن مرات عديدة كان قاب قوسين أو أدنى من الهلاك بسبب أحوال البحار والمناخ وهجمات الكائنات البحرية، لكن عزيمته القوية وتصميمه على بلوغ مقصده كان دائما حافزا له على الإستمرار.
 
تطواني الولادة ومدريدي المنشأ

ولد حسن بركة في العاشر من أبريل من عام 1987 بمدينة تطوان، وبها درس في سنواته الأولى قبل أن يستقر في العاصمة الإسبانية مدريد ويكمل مشواره الدراسي إلى الباكالوريا، ثم الدراسات الجامعية، حيث حصل على الإجازة في الإقتصاد متخصص في التحقيق التجاري، وبعدها انتقل سنة 2012 إلى مدينة تولوز الفرنسية لنيل دبلوم الماستر في إدارة المؤسسات والإستشارات الرياضية.

وكانت الرياضة دائمًا جزءًا من حياة حسن بركة، بحيث أنه منذ وصوله إلى سن الرابعة من عمره، ألحقه والداه بجمعية لرياضة الجيدو، ثم بعد ذلك لعب كرة القدم مع الفئات الصغرى لأحد أندية الهواة في مدريد، وفضل التوجه إلى رياضة الريكبي مستغلا طوله وبنيته الجسدية القوية، ولعب في دوري الدرجة الأولى الإسبانية.

لكن مسيرته في الريكبي انتهت فجأة بعد تعرضه لإصابة خطيرة في الكتف في عام 2009. هذه الإخفاقات المتتالية، كان من الممكن أن يستسلم معها الآخرون، لكن العكس هو الذي حصل مع حسن بركة، إذ كانت العامل الأساسي في تشكيل شخصيته
من حيث الإصرار على النجاح.

وهكذا ركز حسن بركة على السباحة كنوع رياضي آخر كان يستهويه ويمارسه بين الفينة والأخرى، إلى أن قرر التفرغ له وتخطيط أهداف مستقبلية كانت تبدو نوعا من الأحلام بعيدة المنال، ومغامرة تحوز نسب ضئيلة للنجاح، ومن بينها ربط قارات العالم الخمس عبر السباحة.
 
رحلة التحدي.. مغامرة تحققت

في 30 من يناير من عام 2014 أعلن حسن بركة عن انطلاقه في تنفيذ فكرته المغامِرة لربط قارات العالم بواسطة السباحة الحرة، سماها “رحلة التحدي”، والتي استلهمها من نجاحه في عبور مضيق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا رابطا بذلك قارة إفريقيا وأوربا.

وقال لوسائل الإعلام وقتها إن أهدافه من هذا التحدي ” ليست فقط رياضية، بل تتعداها إلى إشاعة قيم التضامن والعطاء، وتحقيق الإنجازات، وحماية البيئة، إضافة إلى ترويج صورة جيدة عن المغرب”.

وهكذا انطلق حسن بركة إلى مضيق البوسفور ليربط قارتي آسيا وأوروبا انطلاقا من إسطنبول الشرقية إلى إسطنبول الغربية، كما ربط قارتي أوروبا وأمريكا عبر السباحة بين جزيرتي ديوميد الصغرى والكبرى في ألاسكا بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في مسافة هي الأصعب بحكم درجة حرارة مياهها المنخفظة، ومن مصر إلى السعودية عبر البحر الأحمر ليربط بين إفريقيا وآسيا عبر مسافة تبلغ 25 كيلومتر، كما تمكن من العبور سباحة من مدينة يوتونغ بجمهورية بابوازيا غينيا الجديدة، إلى الشواطئ الإندونيسية، رابطا بذلك بين قارتي آسيا وأوقيانوسيا.

وخلال هذه الرحلات الشاقة، كان حسن بركة يدخل في استعدادات مكثفة وقاسية لكي يتأقلم جسده مع الخصوصيات المناخية لكل مرحلة، ويتدرب باستمرار على كيفية التعامل مع التيارات البحرية المتقلبة، بالإضافة إلى الإنضباط لتعليمات طاقمه المتخصص في الأمور البدنية والطبية والنفسية.
 
أرقام قياسية مختلفة

بالإضافة إلى نجاحه في هدف ربط قارات العالم عبر سباحة، استطاع حسن بركة تحقيق رقم قياسي كأول مغربي يسبح في مياه متجمدة تصل إلى أربع درجات فقط لمسافة بلغت 1600 متر، وذلك ببحيرة أݣلمام أزݣزا بضواحي مدينة خنيفرة، وهو رقم معترف به ومسجل في قائمة الرابطة الدولية للسباحة داخل الجليد.

كما يعد السباح حسن بركة أول مغربي استطاع إنهاء تحدي 7 ماراطونات في 7 أيام على مستوى 7 قارات، سنة 2015 بمحطة السويد، بواسطة رياضة تعرف بإسم بينسويمران والتي تضم رياضتي الجري والسباحة، بالإضافة إلى حمله لرقم قياسي عالمي مسجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية ويتعلق بعبور خليج العقبة سباحة في توقيت 8 ساعات و30 دقيقة و42 ثانية.