story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
حقوق وحريات |

تكريم خديجة الرياضي في اليوم الوطني للمرأة المناضلة لمشاركتها بأسطول الصمود

ص ص

احتفى حقوقيون ونشطاء بالمرأة المغربية المشاركة في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، ضمن فعاليات اليوم الوطني للمرأة المناضلة التي تصادف 11 دجنبر من كل سنة، وهو تاريخ رحيل المناضلة سعيدة المنبهي.

وتم تكريم كل من الحقوقية خديجة الرياضي والناشطة جميلة العزوزي، مساء الجمعة 12 دجنبر 2025، بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لمشاركتهما في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة في شتنبر الماضي، وذلك في مناسبة تعتبر تكريمًا لدور المرأة المناضلة في الدفاع عن الحقوق والحريات.

تكريم للمرأة الفلسطينية

في هذا الصدد، قالت خديجة الرياضي في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن هذا التكريم “يأتي في مناسبة بالغة الأهمية، إذ يُصادف ذكرى استشهاد المناضلة المغربية سعيدة المنبهي، التي قدّمت حياتها من أجل تحرر الشعب المغربي، والدفاع عن حقوقه، وعن قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية”.

وأضافت الرياضي أن هذا التكريم يأتي في أعقاب مشاركتها في أسطول الصمود، وهو ما اعتبرته “رابطًا نضاليًا بين كفاح المرأة المغربية وكفاح المرأة الفلسطينية، انطلاقًا من القناعة الراسخة بأن تحرر الشعوب هو معركة واحدة وأممية”.

وأشارت إلى أن حرية الشعوب “لا يمكن أن تتحقق ما لم تتحرر فلسطين”، مشددة على أن هذا الربط بين النضالين المغربي والفلسطيني “أمر بالغ الأهمية”. وقالت: “يشرّفني أن يأتي هذا التكريم في هذا السياق بالذات، لما يحمله من اعتراف بدور المرأة الفلسطينية المحوري والأساسي في النضال، وفي استمرار القضية الفلسطينية جيلاً بعد جيل”.

وترى الرياضي أن صمود الشعب الفلسطيني يستمد قوته من صمود المرأة الفلسطينية، إذ إن “صمودها يعني صمود الأسرة بأكملها، وتضحيتها تعني تضحية الجميع، وانخراطها في النضال يعني انخراط الأسرة كلها في معركة التحرر”.

كما أن المرأة الفلسطينية هي التي “حافظت على مشعل القضية، ونقلته من جيل إلى جيل، وربّت أبناءها على الوعي بالقضية، وشجّعتهم على النضال والمقاومة، وبذل الغالي والنفيس، بل وتقديم أرواحهم من أجلها”، بحسب الرياضي.

وأكدت الرياضي، وهي منسقة مجموعة “مغربيات ضد التطبيع”، على أن دور المرأة الفلسطينية هو دور سامٍ وريادي، “فهي مدرسة في الصمود، وشعلة ونبراس يُهتدى به في مسيرة النضال”. وقالت: “نحن نستفيد كثيرًا من تجربتها ونستلهم منها القدوة، تمامًا كما نستلهم في المغرب تجربة الشهيدة سعيدة المنبهي، التي تظل بالنسبة لي نموذجًا وقدوة في النضال والتضحية”.

من تكون المنبهي؟

وعن قصة اليوم الوطني للمرأة المناضلة، قالت نعيمة واهلي، منسقة لجنة حقوق النساء والمساواة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن هذه الأخيرة ارتأت قبل 15 عامًا تخصيص يوم للاحتفاء بالنساء المناضلات في المغرب، وتم اختيار تاريخ 11 دجنبر، ذكرى استشهاد سعيدة المنبهي لهذه المناسبة.

وأوضحت واهلي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أنه يتم إحياء هذه الذكرى سنويًا من خلال ندوة فكرية أو عروض فنية، إضافة إلى تكريم نساء ومناضلات، إذ كان من بين النساء اللواتي تم تكريمهن العام الماضي نساء حراك فكيك. وأضافت أن المناضلة سعيدة المنبهي “كانت أستاذة وشاعرة، ومناضلة في الحركة الماركسية اللينينية ‘إلى الإمام’، وظلت ذكراها شاهدة على انتهاكات سنوات الرصاص ونبراسًا للأجيال القادمة”.

وروت واهلي قصة اعتقال المنبهي من مراكش، في يناير 1976، قبل الحكم عليها بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة القيام بأنشطة معادية للدولة، ومن ثم خوضها إضرابًا عن الطعام توفيت إثره في اليوم السادس والثلاثين من الإضراب، بتاريخ 11 دجنبر 1977، عن عمر يناهز 25 سنة.

وكانت المنبهي قد احتُجزت بمعتقل درب مولاي الشريف السري، الشهير بكونه مركزًا لأخطر جرائم التعذيب في عهد الملك الحسن الثاني، مع ثلاث مناضلات أخريات، وهناك تعرضن للتعذيب الجسدي والنفسي قبل نقلهن إلى السجن المدني بالدار البيضاء.

وترى نعيمة واهلي أن تاريخ وفاة المنبهي “ظل ذكرى شاهدة على انتهاكات سنوات الرصاص”، مشيرة إلى أن استشهادها “يعد بمثابة سوط على ظهر الطغاة”.

جوهرة في الحبس

وكان الحقوقيون على موعد ضمن فعاليات هذه السنة في اليوم الوطني للمرأة المناضلة مع عرض فيلم “جوهرة بنت الحبس”. وتحدثت الحقوقية نجية لبريم لصحيفة “صوت المغرب” عن هذا العرض قائلة: “من خلال شخصية ‘جوهرة بنت الحبس’، يكتسب هذا العمل رمزية قوية بالنسبة لنا في هذا اليوم، لأنه يسلط الضوء على تجربة النساء داخل السجون وظروف الاعتقال السياسي”.

وقالت لبريم: “هذه الرمزية، بالنسبة لنا، ترتبط أولًا بإحياء ذكرى استشهاد المناضلة سعيدة المنبهي، التي تصادف ذكراها يوم 11 دجنبر”، مشيرة إلى أن الفيلم يتناول في جوهره قضية الاعتقال السياسي بشكل عام، “لكنه يركز بشكل خاص على تجربة النساء داخل السجون”، إذ يكشف عن الظروف القاسية التي تعرضت لها المرأة المعتقلة، من اغتصاب وتعذيب.

كما يسلّط الفيلم الضوء على ظاهرة الاختطاف، “إذ نلاحظ أن البطلة، رغم قضائها ست سنوات في السجن، يتم اختطافها ونقلها إلى مكان آخر، في إشارة واضحة إلى ممارسات القمع خارج إطار القانون”، بحسب المتحدثة ذاتها.

ويعود الفيلم، الذي تم إنتاجه بالتزامن مع تجربة “الإنصاف والمصالحة”، بالمشاهد إلى سنوات الرصاص، حيث يُبرز الاعتقال التعسفي والاختطاف وأساليب التعذيب المختلفة، كما يسلّط الضوء على نضال عائلات المعتقلين السياسيين، وعلى الصراعات التي قد تنشأ داخل الأسرة الواحدة، “بين من اختار الاصطفاف إلى جانب السلطة، ومن استمر في مسار النضال”.

وترى لبريم أن واقع الفيلم مستمر في وقتنا الحاضر، مشيرة إلى أن المخرج “يعبّر عن هذه الاستمرارية بذكاء من خلال توظيف شخصية الطفلة جوهرة، التي تتولى سرد المعاناة التي عاشتها داخل السجن”. فمن خلال حرمانها من الطفولة، ومن اللعب، ومن التعليم، ومن أبسط حقوقها كطفلة، “يعيد الفيلم المشاهد إلى ما يجري داخل السجون، ويبعث رسالة واضحة مفادها أن المعاناة انتقلت من جيل إلى جيل”.

وقالت لبريم، وهي رئيسة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط: “وهذا ما نعيشه اليوم فعليًا، إذ يتضح أن ما ناضلت من أجله سعيدة المنبهي لا يزال قائمًا”. وأضافت: “سنوات الرصاص لم تنتهِ، بل ما تزال مستمرة، وبأساليب أكثر عنفًا وحدّة”، مستحضرة الاعتقالات السياسية المتواصلة بحق نشطاء الحراكات الاجتماعية والصحافيين والمدونين.