تقرير إسباني يكشف تصاعد خطاب الكراهية ضد المهاجرين المغاربيين

كشف تقرير صادر عن المرصد الإسباني للعنصرية وكراهية الأجانب، التابع لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، عن تسجيل أكثر من 54 ألف محتوى يتضمن خطاب كراهية على شبكات التواصل الاجتماعي خلال شهر يونيو 2025، مشيرا إلى أن 81% من هذه الرسائل استهدفت أشخاصاً من شمال إفريقيا، ما يظهر تصاعدا ملفتا مقارنة بشهر ماي الذي سجل نسبة 69%.
وتزامن هذا التصاعد في الكراهية الرقمية مع أحداث سياسية ورياضية شهدتها إسبانيا، من بينها أعمال شغب أعقبت نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، واعتقال شرطي في توريخون على خلفية وفاة مواطن مغربي، حيث لعبت هذه الأحداث، بحسب التقرير، دوراً في تأجيج الخطابات العدائية، التي استغلتها جهات متطرفة لبث الكراهية اتجاه المهاجرين المغاربيين.
وسجل التقرير أن 56% من المحتويات المعادية للمهاجرين تضمنت أساليب “التجريد من الإنسانية”، و22% ربطتهم زيفاً بانعدام الأمن، في حين حرّض 14% منهم صراحة على طردهم من البلاد.
ورغم خطورة هذه المؤشرات، لم تتجاوز نسبة المحتويات التي حذفتها منصات التواصل الاجتماعي 29% من إجمالي الرسائل المبلغ عنها، مع تفاوت كبير بين المنصات، إذ حذفت تيك توك 92% من المحتويات المبلغ عنها، مقابل 40% فيسبوك، 23% إنستغرام، و5% فقط يوتيوب، في حين لم تحذف منصة X سوى 9%.
ويكشف التقرير كذلك أن 95% من الرسائل العدائية كانت موجهة ضد الرجال المهاجرين، مستخدمة في 89% منها لغة عدوانية صريحة، مع توظيف رموز وتعبيرات مشفرة لتجاوز أنظمة المراقبة الآلية.
وفي هذا السياق، أكدت وزيرة الإدماج الإسبانية، إلما سايث، أن هذا الواقع الرقمي يعكس ظاهرة بنيوية تتطلب تحركاً حازماً من قبل المنصات والمؤسسات والمجتمع ككل، مؤكدة أن “تطبيع خطاب الكراهية في الفضاء الرقمي يقوّض أسس التعايش الديمقراطي ويهدد النسيج الاجتماعي”.
وقد وثق التقرير تطوراً مقلقاً في أشكال خطاب الكراهية، من اللغة المباشرة إلى استخدام صور رمزية ومحتوى بصري مولّد بالذكاء الاصطناعي، ما يعقّد عملية الكشف عنه ويزيد من سرعة انتشاره.
وجاء التقرير في وقتٍ شهدت فيه بلدة “توري باتشيكو” بإقليم موريسيا جنوب إسبانيا موجة من الاعتداءات العنيفة، شنّتها مجموعات من اليمين المتطرف ضد المهاجرين، خصوصًا أبناء الجالية المغربية، وذلك خلال يومي السبت والأحد 12 و13 يوليوز 2025.
وعلى إثر ذلك، تحوّلت البلدة إلى ساحة اشتباكات بين المتطرفين من جهة، والشباب المغاربة وقوات الأمن من جهة أخرى، في مشاهد وصفتها وسائل إعلام بـ”حرب الشوارع”، ما دفع السلطات إلى تعزيز تواجدها الأمني بنحو 50 عنصراً من الحرس المدني والشرطة المحلية.
واندلعت هذه الأحداث بعد تداول مقطع فيديو قديم على تطبيق واتساب يُظهر شاباً مغربياً يعتدي على رجل مسن، زُعم أنه إسباني من سكان البلدة، رغم أن الضحية الحقيقي أكد أن لا علاقة له بالحادث المصور.
وسياسيا، استغل حزب “فوكس” الإسباني اليميني المتطرف هذه الإشاعة لتأجيج الكراهية، مما أدى إلى تدفق متطرفين من مدن أخرى لتنفيذ اعتداءات عنيفة على المهاجرين، وسط اتهامات بنشر التحريض والكراهية عبر شبكات التواصل.