story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

تقرير إسباني: ثلاث عقبات تعرقل نقل قاعدتين أمريكيتين من إسبانيا إلى المغرب

ص ص

أفادت صحيفة “فوزبوبولي” الإسبانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يواجه ثلاثة عقبات رئيسية في حال قرر نقل قاعدتي روتا ومورون العسكريتين إلى المغرب، في ظل تصاعد التوتر مع الحكومة الإسبانية بسبب الخلافات المتعلقة بالإنفاق الدفاعي.

وتصاعدت هذه الدعوات عقب تصريح للسيناتور الأمريكي السابق روبرت غرينواي، المقرب من ترامب، الذي دعا علنًا إلى إعادة تمركز القوات في المملكة المغربية، إذ نشر مقطع فيديو لترامب وهو ينتقد رفض إسبانيا رفع إنفاقها الدفاعي، وأرفقه بتعليق قال فيه “حان الوقت لنقل قواعد روتا ومورون إلى المغرب”.

لكن الصحيفة شددت على أن تنفيذ مثل هذا القرار يصطدم بثلاثة عوائق رئيسية، أولها يتعلق بالجانب اللوجستي، حيث ذكرت أن المغرب “لا يتوفر على أية منشأة عسكرية جوية-بحرية تضاهي قاعدة روتا من حيث البنية التحتية والقدرات الاستيعابية”، مؤكدة أن حجم القوات الأمريكية المنتشرة حاليًا في قادس الإسبانية “يجعل من الصعب تعويضها في أي بلد مجاور، بما في ذلك المغرب”.

أما العائق الثاني، بحسب المصدر ذاته، فيتمثل في انتماء إسبانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إذ تُعد قاعدة روتا موقعًا أساسيًا لخمس مدمرات أمريكية مزودة بنظام الصواريخ “AEGIS”، والتي تُشكّل جزءًا من الدرع الصاروخي للحلف في أوروبا، ولا يسمح الإطار القانوني للحلف بنشر هذه القدرات العسكرية في دولة ليست عضوًا فيه.

وأضافت الصحيفة أن العامل الثالث الذي يعقد مسألة النقل هو الارتباط التاريخي والاجتماعي العميق بين روتا والوجود العسكري الأمريكي، والذي يمتد منذ توقيع اتفاقيات مدريد سنة 1953، ملفتة إلى أنه بعد قرابة سبعة عقود، أصبحت المدينة موطنًا لحوالي 3.000 عائلة أمريكية، وتطورت لتشكل بيئة اجتماعية وثقافية منسجمة مع هذا الوجود.

وربطت الصحيفة بين هذه التطورات والتوتر السياسي القائم بين ترامب ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، خاصة بعد رفض هذا الأخير الالتزام بما تم الاتفاق عليه في قمة لاهاي الأخيرة برفع ميزانية الدفاع إلى 5% من الناتج الداخلي الخام.

ومن بين هذه الإجراءات، تضيف الصحيفة، “تهديدات بفرض تدابير جمركية على إسبانيا أو حتى مقاطعة السياحة”، رغم أن “خبراء أمريكيين يشككون في قدرة واشنطن على خوض مواجهة تجارية مباشرة مع عضو داخل الاتحاد الأوروبي”.

في المقابل، أشار المصدر ذاته، إلى أن “المغرب يُتابع هذه التحولات باهتمام بالغ”، معتبرًا أن “الصدام بين ترامب وسانشيز قد يشكل فرصة استراتيجية له، خاصة على ضوء التعاون المتنامي بين الرباط وواشنطن في السنوات الأخيرة على المستوى العسكري والدبلوماسي”.

وتُعد قاعدة “روتا”، التي أُنشئت بموجب اتفاق التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وإسبانيا عام 1953، مركزًا استراتيجيًا للقوات الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا والشرق الأوسط. وتستضيف القاعدة حاليًا نحو 2,800 جندي أمريكي، بالإضافة إلى خمس مدمرات.

ويشار إلى أنه سبق أن طُرح خيار نقل جزء من الأسطول الأمريكي إلى قاعدة “القصر الصغير” المغربية خلال الولاية الأولى لترامب، وذلك في تقارير إعلامية تعود إلى يوليو 2020.