story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رأي |

تعبيرات الشباب : بوح لا بد منه ..

ص ص

ثمة أسئلة مركبة ، أجوبتها رهينة بإرادة الطرح و القدرة على ملامسة الحقائق كما هي . أسئلة تتجاوز حسابات اللحظة ، لتمس ، بوعي عميق ، جوهر القضايا المفروض التعاطي معها بكل مسؤولية منذ مدة ليست بالقصيرة..

المدخل إلى  ذلك يتجاوز ما تعيشه بلادنا من أحداث  في الآونة الاخيرة ، لأنها و بحكم الواقع مرحلة لا شك تؤسس لأخرى كما هو حال محطات سابقة كانت أصعب بشكل كبير . لكن ذلك لا يمنع من أن ينطلق المرء في قراءته لما يقع من معطى هام يفرض نفسه في النقاش حاليا : هل كان يجب أن تتدخل القوات الامنية المختلفة لتفريق تعبيرات الشباب و منع وقفاته الاحتجاجية ؟ هل كان يجب أن يتم ذلك بالشكل الذي تم به؟ مما لا شك فيه أن للدولة معطياتها و قراءتها لما هو كائن و ممكن ، و بالتالي كان قرارها بالصيغة التي وقف عندها المواطن يوم السبت الأخير ، لكن وجب القول ، من زاوية نظر قد لا تكون ملمة بكافة المعطيات، أن المقاربة الامنية ، بمنع الوقفات الاحتجاجية ، كانت خطأ كبيرا ، و زاده سلوك بعض رجال الامن و القوات المساعدة سوءا ، خصوصا في ظل سلطة الصورة و قدرتها على الانتشار بوقعها النفسي القوي و قدرتها على تكوين رأي عام رافض لأشكال التعنيف و الممارسات الحاطة بكرامة كثير ممن تصيدت الكاميرات لحظة تعرضهم لذلك .. هل كان ذلك سببا مباشرا في التطور السلبي للتعبيرات الشبابية ؟ قطعا هو سبب ضمن أسباب أخرى ، لا سيما في ظل غياب نوع من الفعل التأطيري المؤسس على قناعات و تجارب تفهم في طبيعة الفعل الاحتجاجي و ما يتطلبه من تحضير و تخطيط و وعي بأهمية ربطه بالفعل الحضاري، بعيدا عن الاضرار بالمصالح العامة و الخاصة .. الواقع أن ثمة دائما من يحترفون اقتناص الفرص ، و منع الوقفات ساهم بشكل و آخر في بحث البعض عن واقع جديد، بمنطق رد الفعل على الفعل، و برؤية تتوخى استغلال اللحظة و الركوب عليها لتحقيق ما يجب تحقيقه في ظل اندفاع شبابي يظل بريئا في قصده و مراده.. هل يمكن أن نسقط بذلك في تحليل لصيق بنظرية المؤامرة؟؟ لا بأس أن نعرج على ملاحظة أساسية لا شك يعيش على وقعها كل فاعل محتك بالشباب و قضاياه.. فشخصيا و في  أحيان كثيرة أتفاجأ بحقد دفين يكنه بعض الشباب لكل ما يتعلق بالدولة ، كل ما هو رسمي ، أو يحيل على المخزن أو السلطة أو النظام حسب تعبيراتهم المختلفة ..أفكر فيما يجهرون به من مواقف و أحكام لا أتفق مع جزء كبير منها ، أنصت ، و أربط الامر بسياق عشته شخصيا في سن معينة ، حتى أنني أعود لبعض مقالتي المنشورة في جريدتي الاتحاد الاشتراكي و الاحداث المغربية بالخصوص ، هاجمت فيها و عبرت عن مواقف بخصوص عدد من القضايا و الاشخاص، ولم يحدث لي شيء ، لم أعتقل و لم يتابعني أحد و حتى لم يؤثر ذلك على مستقبلي الدراسي ، المهني أو السياسي. مقالات حين أطلع عليها اليوم أجدني مستغربا من مضمونها و كم الاحكام الجاهزة فيها. لكنني أعتبرها طبيعية في لحظة كنت أعبر فيها عما أعيشه و أراه و أسمعه من مناضلات و مناضلين من قيادة الحزب.. ذلكم جزء من واقع يعيشه شباب اليوم ، لكن في ظل نوع من الغياب المؤسف للدور التأطيري للاحزاب السياسية و شبيباتها، و تحول كثير من التنظيمات لمجرد هياكل شحن للدفع بالشباب للتهجم على الآخر و الدفاع عن قيادات الاحزاب اللهم حالات قليلة لا تصل لأصابع اليد الواحدة .. تلك الاحزاب التي يحاول بعضها اليوم الركوب على ما يقع بحثا عن غنيمة انتخابية دون تقديم أي إجابات عملية لمجموع الاشكالات التي يعيشها المواطنات و المواطنين و على رأسهم الشباب.. هل ندور في حلقة مفرغة دون الوقوف عند الاسئلة الواجب طرحها؟ الاعتراف بذلك مدخل لتجاوز إشكالات الواقع الحالي، بدءا من سؤال التراجعات المقلقة على مستوى الحريات ، مرورا بالاحتقان الشعبي المرتبط بضعف القدرة الشرائية و عدم الأمان الصحي و الهواية في التعاطي مع سؤال التربية و التكوين كأساس لأي تقدم دائم تنشده بلادنا .. ما يقع هو إختبار حقيقي ، و هو في ذات الآن فرصة لتدارك كثير من الاخطاء ، و تقييم عدد من الاختيارات .