story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

تخفيضات “مزعومة” على الكتب المدرسية تُثير الجدل والرابطة تنفي

ص ص

مع اقتراب الدخول المدرسي لموسم 2025-2026، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وإعلانات تروّج لتخفيضات كبيرة على الكتب واللوازم المدرسية، وصلت في بعض الحالات إلى 20%، مما أثار جدلًا واسعًا وتساؤلات حول مصداقية هذه العروض ومدى قانونيتها.

وفي السياق أصدرت رابطة الكتبيين بالمغرب بلاغًا توصلت به جريدة “صوت المغرب”، تؤكد فيه أن ما يتم الترويج له عبر بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي من “عروض وتخفيضات استثنائية” على الكتب واللوازم المدرسية، هو مجرد “ادعاءات باطلة ولا أساس لها من الصحة”.

وأوضح البلاغ أن هذه العروض تعتمد على “خدعة تسويقية” تقوم أولًا برفع الأسعار، ثم الإعلان عن ما يسمى “الخصم”، ليُباع المنتج في نهاية المطاف بالسعر العادي نفسه المعتمد في كافة المكتبات على الصعيد الوطني.

وفي تصريح لـصحيفة “صوت المغرب”، حذر الحسن المعتصم، رئيس رابطة الكتبيين بالمغرب، من انتشار ممارسات وصفها بـ”المضللة” على مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بعروض وهمية لتخفيضات في أسعار الكتب واللوازم المدرسية مع اقتراب الدخول المدرسي الجديد.

وقال المعتصم: “لاحظنا في الأيام الأخيرة ترويج عدد من الصفحات الإلكترونية لمقاطع فيديو وإعلانات تدّعي تقديم تخفيضات تصل إلى 20% على الكتب واللوازم المدرسية، وهو أمر لا أساس له من الصحة”.

وأوضح أن هذه العروض، التي تُقدم في ظاهرها على أنها تخفيضات، “ما هي إلا وسيلة تضليل للمستهلك، حيث يُرفع السعر أولًا، ثم يُعلن عن خصم غير حقيقي، ليُباع المنتوج في النهاية بالسعر المعتمد نفسه داخل المكتبات الوطنية”.

وأكد رئيس الرابطة أن “هذه السلوكات لا تُربك فقط مهنة الكتبي، بل تُحدث أيضًا بلبلة وسط الأسر المغربية”، معتبرًا أن ما يحدث “يتناقض تمامًا مع الجهود المبذولة لضمان دخول مدرسي منظم وسليم”، مضيفًا في الوقت ذاته: “كيف يمكننا الحديث عن دخول مدرسي ناجح، بينما يتم تجاهل حقوق الكتبيين والتلاعب بثقة الأسر؟”.

وأعرب المعتصم عن قلقه من استفحال “الإعلانات الكاذبة” التي تنسبها بعض الصفحات الإلكترونية إلى “مكتبات غير موجودة على أرض الواقع”، واصفًا هذه الممارسات بأنها “نصب واحتيال صريح يجب التصدي له حماية للمواطنين”.

وختم تصريحه بالتشديد على أن “الكتاب المدرسي ليس سلعة استهلاكية عادية، بل هو منتوج تربوي أساسه الجودة والثقة”، داعيًا الأسر المغربية إلى اقتنائه من مكتبات مهنية معروفة وموثوقة، تلتزم بالقانون وتحرص على دعم المدرسة العمومية وإنجاح الدخول المدرسي.

وفي غضون ذلك أشارت الرابطة في بلاغها إلى أن بعض الفيديوهات الدعائية يتم تصويرها داخل مكتبات كبرى للبيع بالجملة بمدينة الدار البيضاء، ما يُضفي طابعًا وهميًا من المصداقية، محذّرة من الانسياق وراء هذه الحملات المضلّلة.

كما نبهت الرابطة إلى وجود صفحات وهمية تروّج لإعلانات كاذبة وتنسب عروضًا لمكتبات لا وجود لها في الواقع، في إطار عمليات نصب واحتيال تستهدف الأسر المغربية مع اقتراب الدخول المدرسي.

وفي هذا السياق، دعت رابطة الكتبيين بالمغرب الآباء وأولياء الأمور إلى اقتناء الكتب واللوازم المدرسية فقط من المكتبات المعروفة والموثوقة، حفاظًا على حقوقهم وضمانًا لجودة ما يقتنونه من منتجات.

ويشهد الدخول المدرسي كل سنة إقبالًا متزايدًا من الأسر المغربية على اقتناء الكتب واللوازم الدراسية، في ظل استعداد التلاميذ للعودة إلى مقاعد الدراسة، ما يجعل هذه الفترة موسمًا حيويًا وحساسًا تتكاثف فيه العروض التجارية ويكثر فيه الطلب، سواء في المكتبات أو عبر المنصات الإلكترونية.

وعلى صعيد آخر كانت رابطة الكتبيين بالمغرب قد عبرت عن رفضها القاطع لأي “تهميش أو تجاوز” للدور المحوري للكتبيين ضمن سلسلة توزيع الكتاب، مؤكدة على ضرورة احترام الحقوق المهنية للكتبيين، وعلى رأسها هامش الربح المحدد في دفتر التحملات من طرف الناشرين.

وحملت الرابطة، في بلاغ لها، الناشرين الفائزين بصفقات الكتب المدرسية الخاصة بمؤسسات الريادة، المسؤولية الكاملة عن أي “اختلالات” قد تنجم عن عدم احترام بنود دفتر التحملات، خاصة في ما يتعلق بآليات التوزيع ومراعاة التوازن المهني بين مختلف الفاعلين في القطاع.

وأكدت الرابطة على ضرورة إعادة تنظيم العلاقة المؤسساتية بين مختلف المتدخلين كالناشرين، الموزعين، الكتبيين، وذلك على أسس شفافة وواضحة، داعية إلى إطلاق حوار وطني جاد يهدف إلى بلورة تصور تشاركي جديد لمستقبل الكتاب المدرسي ببلادنا، بما يضمن العدالة المهنية ويصون مكتسبات الكتبيين.