story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
إعلام |

بين النجاحات المتتالية والألقاب القارية.. 2025 سنة ذهبية للكرة المغربية

ص ص

في الوقت الذي يحتضن فيه المغرب نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 لكرة القدم، وتعيش مدنه وملاعبه على إيقاع الكرة الأفريقية، يتجدد حلم الفوز بالكأس القارية، الغائبة عن خزانة “أسود الأطلس” منذ نصف قرن، وهذه المرة على أرض الوطن ووسط جماهير متعطشة للتتويج.

وبين مدرجات ممتلئة، وملاعب حديثة، وتنظيم يحظى بإشادة المتابعين، تتجه أنظار القارة السمراء، ومعها العالم، نحو المملكة التي باتت عنوانًا للثقة والجاهزية في أفق استحقاقات كبرى، في مقدمتها تنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

لم يكن هذا الحضور المغربي القوي وليد الصدفة، بل ثمرة مسار طويل من العمل والتخطيط، تُوّج بسلسلة من الإنجازات الرياضية غير المسبوقة، جعلت من سنة 2025 محطة استثنائية في تاريخ الرياضة الوطنية، سنة يمكن وصفها بـ”الفترة الذهبية” للكرة المغربية، حيث تتابعت النجاحات، وتنوعت الألقاب، وتأكد أن كرة القدم المغربية لم تعد مجرد منافس، بل أصبحت قوة قارية ودولية وواجهة مشرقة لـ”الدبلوماسية الناعمة” للمملكة.

ومنذ الإنجاز التاريخي ببلوغ نصف نهائي كأس العالم في قطر 2022، دخلت كرة القدم المغربية مرحلة جديدة، عنوانها الاستمرارية، والرهان على التكوين، ورفع سقف الطموحات، فجاءت سنة 2025 لتكرّس هذا التحول، عبر تتويجات جماعية وفردية، رجالًا ونساءً، وفي الفئات السنية، بل وحتى في الرياضات الخاصة، لتؤكد أن المستحيل ليس مغربيا والنجاح لم يعد استثناء.

استهل المنتخب المغربي الأول سنة 2025 بطريقة لافتة، بعدما واصل سلسلة انتصاراته بـ 19 فوزًا متتاليًا في المباريات الرسمية والودية، محطما بذلك الرقم القياسي العالمي لأكثر المنتخبات تحقيقا لأطول سلسلة من الانتصارات المتوالية، فضلا عن تأهله للمرة الثالثة تواليا لنهائيات كأس العالم 2026 بأمريكا، كندا، والمكسيك.

ولم تتوقف الإنجازات عند المنتخب الأول، بل امتدت إلى المنتخب الوطني الرديف، الذي بصم على مشاركة مميزة في كأس العرب، توّجها باعتلاء منصة التتويج بعد مشوار حافل بالمباريات القوية والمواجهات الصعبة.

وتُوّج المنتخب الوطني المغربي الرديف، بقيادة الناخب الوطني طارق السكتيوي، بلقب كأس العرب لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، إثر تغلبه على المنتخب الأردني ب 3-2، بعد اللجوء إلى الشوطين الإضافيين في مباراة نهائي دورة قطر 2025 التي جرت يوم الخميس 18 دجنبر الجاري على ملعب لوسيل بالعاصمة القطرية الدوحة.

وعلى الصعيد الأفريقي، كتب المنتخب المغربي للاعبين المحليين، بقيادة طارق السكتيوي، فصلاً جديدًا من فصول التألق، بتتويجه بلقب بطولة إفريقيا للاعبين المحليين (الشان)، عقب فوز مستحق على نظيره منتخب مدغشقر في النهائي، الذي جمع بينهما، السبت 30 غشت 2025، بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين على أرضية ملعب موي الدولي بكاساراني في العاصمة الكينية نيروبي.

وسبق أن توج “أسود الأطلس” بنفس اللقب عامي 2018 و2020 لينفردوا بالرقم القياسي لأكثر المنتخبات الإفريقية تتويجا بعدما كان يتساوى مع منتخب الكونغو الديمقراطية الفائز بنسختي 2009 و2016.

واحدة من أبرز محطات سنة 2025 أيضا، تمثلت في الإنجاز غير المسبوق للمنتخب المغربي للشباب، الذي تُوّج بكأس العالم لأقل من 20 سنة لأول مرة في تاريخه، في إنجاز سيبقى محفورًا في ذاكرة الكرة المغربية والإفريقة والعربية أيضا، وذلك عقب فوزه على نظيره الأرجنتيني بنتيجة (2-0) في المباراة النهائية التي أقيمت في العاصمة التشيلية سانتياغو يوم 19 أكتوبر 2025.

وسجل اللاعب المغربي ياسر الزابيري هدفي اللقاء في الشوط الأول، ليقود “أشبال الأطلس” إلى أول لقب عالمي في تاريخهم، ويصبح هداف البطولة برصيد 5 أهداف.

وعلى مستوى الفئات السنية، فاز المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 17 سنة بلقب  النسخة الخامسة عشرة لكأس إفريقيا للأمم بعد تغلبه على منتخب مالي بركلات الترجيح، في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب البشير بالمحمدية يوم السبت 19 أبريل 2025.

ولم يقف إنجاز الأشبال عند هذا الحد، بل بصموا على مشاركة مميزة في كأس العالم التي احتضنتها قطر، بعدما بلغوا ربع النهائي، قبل أن يقصوا بهدف قاتل للمنتخب البرازيلي سجله في الوقت الميت يوم 21 نوفمبر 2025.

وعلى صعيد الأندية، تُوج نادي نهضة بركان بلقب كأس الكونفيدرالية الإفريقية توتال إنيرجيز 2024/2025 على حساب نادي سيمبا التنزاني، يوم 25 ماي 2025، بعد تعادله بنتيجة 1-1 في مباراة الإياب التي أقيمت في زنجبار، ليحسم اللقب بعد فوزه في مجموع المباراتين بنتيجة 3-1، في نهائي اتّسم بالإثارة والحماس.

وفي كرة القدم النسوية، تمكن المنتخب الوطني النسوي من بلوغ نهائي كأس إفريقيا للأمم التي احتضنها المغرب في الفترة الممتدة من 5 إلى 26 يوليوز 2025.

وكانت لبؤات الأطلس قريبات من التتويج باللقب أمام المنتخب النيجيري القوي، إذ تقدمنا في المباراة بهدفين نظيفين، لكن في الجولة الثانية عرفت النيجيريات كيف يقلبن المباراة لصالحهن بعدما أنهينا اللقاء بنتيجة ، ليتوجن باللقب الإفريقي على حساب المنتخب الوطني.

وإلى جانب ذلك، حصدت سيدات الجيش الملكي لقب دوري أبطال إفريقيا، وذلك عقب الفوز على أسيك ميموزا الإيفواري بحصة (2-1) في مباراة النهائي، والتي أقيمت شهر نونبر الماضي على أرضية ملعب قناة السويس بمصر.

ويعد هذا اللقب هو الثاني في تاريخ الفريق العسكري، بعدما فاز لأول مرة بنسخة 2022 على حساب ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي.

هذا الإنجاز عكس التطور اللافت الذي تشهده الكرة النسوية بالمغرب، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، وهو ما تعزّز بتتويج المنتخب الوطني النسوي لأقل من 20 سنة ببطولة شمال أفريقيا عقب الفوز على مصر في النهائي بنتيجة هدفين دون مقابل.

سنة 2025 كانت أيضًا سنة التألق الفردي بامتياز، حيث توج الدولي المغربي أشرف حكيمي بجائزة الكرة الذهبية لأحسن لاعب إفريقي، خلال حفل جوائز الكاف Caf Awards 2025 الذي أقيم بالرباط، شهر نونبر الماضي، وذلك بعد موسم استثنائي رفقة ناديه الفرنسي باريس سان جيرمان حصد فيه أغلب الألقاب الممكنة، وفي مقدمتها لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي، والدوري الفرنسي والسوبر الأوروبي وكأس السوبر الفرنسي فضلا عن خوض نهائي كأس العالم للأندية التي احتضنتها الولاية المتحدة الأمريكية الصيف الماضي.

ولم يكن حكيمي وحده في دائرة الأضواء، إذ حصد ياسين بونو جائزة أفضل حارس مرمى في أفريقيا، بفضل تألقه اللافت مع المنتخب الوطني ونادي الهلال السعودي، بينما واصلت غزلان الشباك كتابة اسمها بأحرف من ذهب، بتتويجها كأفضل لاعبة كرة قدم أفريقية، تأكيدًا للحضور القوي للمرأة المغربية في الساحة الكروية.

وإلى جانب الشباك، فازت لاعبة المنتخب المغربي، ونادي الجيش الملكي، ضحى المدني، بجائزة أفضل لاعبة شابة لعام 2025، في فئة السيدات، خلال هذا الحفل القاري.

فضلا عن ذلك، توج خلال هذا الحفل كل من المنتخب المغربي لكرة القدم لأقل من 20 سنة بجائزة أفضل منتخب لسنة 2025، بعد فوزه التاريخي بلقب كأس العالم لهذه الفئة، الذي جرت منافساته في الشيلي.

وتوج اللاعب المغربي عثمان معما، مهاجم المنتخب لأقل من 20 سنة، ونادي واتفورد الإنجليزي، أيضا بجائزة أفضل لاعب شاب لهذا العام.

وكان اللاعب المغربي الشاب عثمان معما قد اختير أفضل لاعب في العالم لفئة أقل من 20 سنة خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم لهذه الفئة التي استضافتها شيلي في أكتوبر الفارط، وفاز أشبال الأطلس بها.

وامتد التألق المغربي إلى الرياضات الخاصة، حيث أحرز المنتخب المغربي لقصار القامة كأس محمد السادس الدولية، عقب فوزه على البنك الأهلي المصري.

وتتويجًا لهذه السنة الاستثنائية، يحتضن المغرب حاليًا كأس أمم أفريقيا 2025، في نسخة تحولت إلى واجهة حقيقية لقدرة المملكة على تنظيم أكبر التظاهرات القارية، تسعة ملاعب حديثة، وبنية تحتية بمعايير عالمية، وتنظيم محكم نال إشادة الاتحادات والمنتخبات والجماهير.

وفي انتظار صافرة النهائي يوم 18 يناير 2026، يواصل المغرب تقديم صورة بلد جاهز، ورياضة متوهجة، وطموح مشروع للتتويج بالكأس على أرضه، ليُسدل الستار على سنة 2025 كأحد أفضل الأعوام في تاريخ الرياضة المغربية.