story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

بوريطة: القرارات في إفريقيا يجب أن تصنعها الشعوب والدول ذات السيادة

ص ص

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن القرارات في إفريقيا يجب أن تصنعها الشعوب والدول ذات السيادة، مؤكدًا أن “المغرب يدعم بشكل ثابت هذا المبدأ في علاقاته مع شركائه داخل القارة وخارجها”.

وجاءت تصريحات بوريطة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، يوم الخميس 16 أكتوبر 2025 في موسكو، على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها الوزير المغربي إلى روسيا، حيث تطرّق الطرفان إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ويندرج هذا اللقاء في إطار الشراكة الاستراتيجية المعمقة التي وقعها الملك محمد السادس، والرئيس فلاديمير بوتين في مارس 2016. وأشاد الوزيران بالزخم القوي الذي أضفاه عليها قائدا البلدين، حيث تواصل رؤيتهما تقوية وتوجيه هذه الشراكة التي بلغت أوجها.

وأشار المسؤول المغربي، الذي ناقش مع لافروف ملف الصحراء المغربية، إلى ضرورة احترام سيادة الدول ومصالحها الوطنية، مع رفض أي إملاءات أو “وصفات جاهزة” تُفرض من قبل القوى الاستعمارية السابقة، مبرزًا أن”المغرب يساند اختيارات الشعوب الإفريقية ويتابعها عن قرب”.

وأردف المتحدث “نحن نتفق مع روسيا على أهمية تحقيق الاستقرار في دول الساحل، مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، لأن استقرار هذه الدول ينعكس مباشرة على استقرار المملكة المغربية والمنطقة بأكملها”.

وفي السياق ذاته، شدّد الوزير على أن المغرب يدعم جميع البرامج والمبادرات الهادفة إلى مكافحة الإرهاب في تلك الدول، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مشيرًا إلى أن “هذا التنسيق يشكّل جزءًا أساسيًا من رؤية المغرب للأمن الإفريقي المشترك”.

كما تناول الجانبان قمة روسيا–إفريقيا ومسار التعاون المنبثق عنها، حيث وصف بوريطة القمة السابقة التي استضافتها روسيا بأنها “ناجحة للغاية”، معتبرًا أن القمة المقبلة، المقررة الأسبوع القادم، ستكون فرصة جديدة لتنسيق المواقف بشأن القضايا الكبرى وتحديد أولويات العمل المشترك.

وأكد بوريطة أن الاستقرار والأمن في القارة الإفريقية يظلان من أبرز أولويات التعاون المغربي–الروسي، موضحًا أن البلدين ملتزمان ببناء عالم متعدّد الأقطاب وأكثر عدلاً، قائلاً: “نعتقد أن هذا النموذج من النظام الدولي هو الأكثر إنصافًا لجميع الدول، لأنه يوفّر إطارًا متوازنًا للتعايش وفرصًا حقيقية للتنمية في إفريقيا وسائر مناطق العالم”.

وفي حديثه عن العلاقات الثنائية، قال الوزير: “لقد عقدنا الجزء الأول من حوارنا العميق والمثمر مع صديقي وزميلي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف”، مبرزًا أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تمثّل موقفًا ثابتًا للملك محمد السادس، الذي يُثمّن علاقاته الإيجابية والمتينة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكشف بوريطة أن العام المقبل سيشهد الاحتفال بالذكرى العاشرة لتوقيع البيان المتعلق بتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيرًا إلى أن “هذه المناسبة ستكون فرصة لاستعراض ما تحقق من اتفاقيات ومشاريع منذ الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا”.

وأضاف أن قطاع السياحة بين البلدين يعرف تطورًا ملموسًا، إذ يزور آلاف السياح الروس المغرب سنويًا، مبرزًا أن الرحلات الجوية المباشرة الأسبوعية بين الدار البيضاء وموسكو ساهمت في تعزيز هذا التبادل، مع التحضير لفتح خط جديد يربط الدار البيضاء بسانت بطرسبورغ خلال السنة المقبلة.

وأشار بوريطة إلى أن التعاون السياسي بين البلدين يشهد تنسيقًا مستمرًا في مختلف القضايا الدولية، مضيفًا أن “توقيع عدد من الوثائق الجديدة اليوم سيمنح هذا التعاون طابعًا أكثر تنظيمًا ونضجًا، خصوصًا فيما يتعلق بالمشاورات المنتظمة بين وزارتي الخارجية”.

وأكد الوزير أن المغرب ينظر إلى روسيا كشريك استراتيجي فاعل على الساحة الدولية، موضحًا أن التعاون بين البلدين لا يستهدف أي طرف، بل يسعى إلى تعزيز السلام والاستقرار في العالم العربي والقارة الإفريقية، مشيدًا بالدور الإيجابي الذي تضطلع به موسكو في معالجة عدد من القضايا الإقليمية الحساسة.

وكشف المتحدث أن الدورة الثامنة للجنة المغربية–الروسية المشتركة ستنعقد غدًا بموسكو، برئاسة الوزير الروسي ديميتري باتروشيف، لمناقشة الخطوات المقبلة لتطوير الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مضيفًا أن عام 2026 سيشهد تبادل زيارات مكثفة بين الوزارات المعنية، وتنظيم فعاليات ثقافية متبادلة.

وذكّر بوريطة بأن العلاقات المغربية–الروسية تعود إلى القرن الثامن عشر، موضحًا أن البلدين يرتبطان بعدد كبير من الاتفاقيات الثنائية في مجالات متعددة، “ربما أكثر مما لدينا مع أي دولة أخرى”، وهو ما يشكّل، حسب قوله، إرثًا تاريخيًا ينبغي البناء عليه لمواصلة تعزيز التعاون الثنائي.

كما أعرب عن أمل المغرب في أن تسهم رئاسة روسيا المقبلة لمجلس الأمن الدولي في أبريل القادم في تعزيز احترام القانون الدولي وعدم تطبيقه بانتقائية، مؤكّدًا أن “الملك محمد السادس يتابع شخصيًا تطور هذه العلاقات، ويعتبر روسيا شريكًا موثوقًا وصديقًا استراتيجيًا للمغرب”.