story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

بعد مادلين وحنظلة.. أكبر أسطول بحري يستعد للإنطلاق نحو غزة

ص ص

بعد منع ثلاث سفن إنسانية من الوصول إلى قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 18 سنة، تستعد عشرات السفن للإبحار في نهاية غشت الجاري من ضفتي البحر الأبيض المتوسط نحو غزة، بهدف كسر الحصار المفروض على القطاع المدمر جراء الحرب الهمجية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين منذ 22 شهرا.

وعلى عكس المحاولات الإنسانية الأولى التابعة لتحالف أسطول الحرية، والتي اقتربت سفينتان منها من غزة، تتألف هذه المبادرة من أربع منظمات، بينها تحالف أسطول الحرية، والحركة العالمية نحو غزة، وأسطول الصمود المغاربي، ومبادرة “صمود نوسانتارا” الشرق آسيوية.

وتحمل السفن، التي من المرتقب أن تنطلق أول بعثة منها بتاريخ 31 غشت 2025 من إسبانيا، بينما تنطلق البعثة الثانية من تونس في شتنبر 2025، نشطاء ومساعدات إنسانية، وهو ما يمثل جهداً شعبياً عالمياً تقوده التحالفات الأربع، بهدف فتح ممر إنساني بحري، وفضح جرائم الحرب المرتكبة، ودعم صمود الفلسطينيين في مواجهة التجويع والإبادة الجماعية.

ويشير منظمو أسطول الصمود إلى أنه مع استعداد عشرات السفن للمشاركة، “لن يكون هذا مجرد أسطول بحري، بل تذكيراً بأن العالم يراقب، وأن الفلسطينيين في غزة وفلسطين ليسوا وحيدين، وأن الشعوب لن تصمت”.

وأوضح الأسطول أن هناك أخطاراً ستواجه القوارب المشاركة، “لكن الخطر الأكبر يكمن في السماح لإسرائيل وحلفائها بارتكاب إبادة جماعية دون عقاب”، مشدداً على أن السفن المدنية التي تحمل المساعدات الإنسانية أو تشارك في الاحتجاج السلمي في المياه الدولية، محمية بموجب قانون البحار.

ومن أهداف الأسطول، الذي من المتوقع أن تشارك فيه وفود من جنسيات مختلفة بينها المغرب، كسر الحصار غير الشرعي الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بحراً عبر أسطول سلمي، وتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للفلسطينيين في غزة، الذين يعرّضهم الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه للتجويع والإبادة الجماعية المتعمدة.

هذا بالإضافة إلى فتح ممر إنساني بقيادة الشعوب في وقت فشلت فيه الحكومات، وفضح الصمت والتواطؤ والحماية واستغلال جرائم الحرب في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن السعي إلى إنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وتؤكد هيئة الأسطول أنها بدأت بالفعل في الاستعدادات العملية واللوجستية تحضيراً للانطلاق، مشددة على أن المهمة تجري في المياه الدولية وبشكل قانوني، وأن أي اعتراض لها من قبل القوات الإسرائيلية يُعد غير قانوني ويُصنَّف بأنه قرصنة واعتداء على السفن المدنية.

ويراهن المنظمون كذلك على الضغط الشعبي في الدول الغربية، وعلى تغطية إعلامية أوسع من تلك التي رافقت قوارب سابقة، خاصة بعد الاهتمام الدولي الذي أثارته سفينتا “حنظلة” و”مادلين”.

وفي 20 يوليوز الماضي، كانت قد أبحرت السفينة “حنظلة” من ميناء غاليبولي الإيطالي في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 سنة، قبل اقتحامها من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي واختطاف طاقمها، الذي كان من بينهم الصحافي المغربي محمد البقالي، مراسل قناة الجزيرة، وذلك يوم السبت 26 يوليوز 2025.

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الصحافي المغربي محمد البقالي يوم الإثنين 28 يوليوز 2025، إلى جانب ستة آخرين من النشطاء على متن السفينة “حنظلة”، قبل الإفراج عن بقية النشطاء في وقت لاحق من الأسبوع ذاته.

وقبل “حنظلة”، أبحرت السفينة “مادلين” في يونيو 2025، والتي تعرضت أيضاً للاقتحام والاختطاف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. كما تعرضت سفينة “الضمير” لهجوم بمسيّرات في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا، مما أدى إلى اندلاع حريق وإحداث ثقب في هيكلها.

وأكد منظمو الحملة حينها أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم سفينة “الضمير”، مما أدى إلى فقدان الاتصال بالسفينة التي كانت تقل 30 شخصا من 20 دولة، بينهم برلمانيون ونشطاء حقوقيون.

وتُعد “حنظلة” السفينة رقم 37 ضمن سلسلة سفن تابعة لتحالف أسطول الحرية، وقد هددت إسرائيل مراراً باستخدام القوة لاعتراض أي سفن تحاول الوصول إلى غزة، كما سبق أن هاجمت عام 2010 السفينة “مافي مرمرة” ضمن أسطول الحرية قبالة سواحل فلسطين، ما أسفر حينها عن استشهاد عشرة مواطنين أتراك، وإصابة 56 ناشطاً، واعتقال متضامنين كان من بينهم مغاربة.