story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

بعد عام من استشهاد هنية.. “غاب سيد” وبقيت المقاومة صامدة

ص ص

“ماضٍ وأعرف ما دربي وما هدفي”. بهذه الكلمات خط القائد الفلسطيني الراحل إسماعيل هنية مساره على الساحة السياسية وساحة المقاومة الفلسطينية. وهي من الأناشيد التي كان يرددها دائماً، على دربٍ عاهد خلاله أن “لا اعتراف بإسرائيل”، وهدفٍ تتجه بوصلته نحو تحرير القدس وعودة اللاجئين، ونيل الشهادة في سبيل الله.

في مثل هذا اليوم من عام 2024، استُشهد الرئيس السابق لحركة المقاومة الإسلامية – حماس، إسماعيل هنية، بغارة إسرائيلية في العاصمة الإيرانية طهران، وهو الحدث الذي هزّ الشارع العربي، بما فيه المغربي، الذي تظاهر غضبًا ضد عملية الاغتيال.

إسماعيل هنية، الذي حاول الاحتلال قتله عدة مرات منذ 2003، والذي قاد معركة المقاومة الفلسطينية في عملية “طوفان الأقصى” لقرابة عام، عرفته غزة إمامًا وخطيبًا مفوهًا لأحد مساجد مخيم الشاطئ، ثم رئيسًا للوزراء يعيش في بيتٍ قديم داخل المخيم، قبل توليه رئاسة المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية – حماس.

قبل قيادته حركة المقاومة الإسلامية، كان إسماعيل هنية قد ترأس في يناير 2006، قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية، ليصبح رئيسًا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس في فبراير 2006.

وفي يونيو 2007، أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قرارًا بإقالة إسماعيل هنية، وهو ما رفضه هنية مواصلاً رئاسة ما أصبح يُسمى “الحكومة المقالة”، واتخذ من غزة مقرًا لها، مع استمرار الحرص على فتح الباب أمام المصالحة الوطنية مع السلطة الفلسطينية، إلى أن أعلن قبوله التنازل عن رئاسة الحكومة المقالة في إطار مصالحة شاملة، وهو ما أسفر عن تشكيل حكومة جديدة في يونيو 2014 برئاسة الأكاديمي رامي الحمد الله.

وبعد ثلاث سنوات، أصبح رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة قائدًا في مايو 2017 لحركةٍ سوف تنجح في تغيير قواعد الصراع بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، في حروب متتابعة، من أبرزها معركة “سيف القدس” عام 2021، وأشدها معركة “طوفان الأقصى”، المستمرة منذ أكتوبر 2023، فضلًا عمّا لعبه من دور سياسي وتفاوضي بين المعركتين وخلالهما.

جاء يوم السابع من أكتوبر 2023، ليجد رئيس حركة المقاومة الإسلامية – حماس نفسه قائدًا لمعركة وجودية، ألحقت خلالها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، خسائر فادحة في صفوف العدو الإسرائيلي بشريًا وماديًا.

العملية التي أسرت خلالها المقاومة جنودًا ومستوطِنين، جاءت ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في البلاد، واستباقًا لخطة أمنية – عسكرية كانت تستهدف قطاع غزة. قابلتها إسرائيل بشن حرب إبادة جماعية، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين، أغلبهم من النساء والأطفال.

وفي تحليلها لمسيرة هنية وإدارته للمعركة، وصفت وكالة رويترز القائد الفلسطيني بـ”الوجه الدبلوماسي الصارم” للحركة الفلسطينية أمام العالم مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، التي استُشهد فيها 3 من أبنائه و4 من أحفاده. كما استُشهد ما لا يقل عن 60 فردًا آخرين من أقاربه وأبناء عمومته في العدوان.

ومن جانبها، وصفت صحيفة “الغارديان” هنية بـ”الشخصية المعتدلة” في حركة حماس، مشيرة إلى أنه كان له دور حيوي في الجهود الدبلوماسية لتأمين وقف إطلاق النار.

كما نقلت “واشنطن بوست” عن دبلوماسي قوله إن هنية لعب دورًا فعالًا في المفاوضات بسبب قدرته على تحقيق العديد من الاختراقات بوصفه صانع قرار مهمًا إلى جانب زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار.

“إذا غاب سيدٌ قام سيد”، كانت هذه آخر كلمات الشهيد إسماعيل هنية، وكأنه شعر بدنو أجله وترك رسالة قبل أوان موعد الرحيل بسويعات. إذ قال مستشهدًا بآية قرآنية عن الحياة والموت والخلود والصمود: “هكذا هي الدنيا، هو أمات وأحيا وأضحك وأبكى، سبحان الله تعالى يحيي ويميت، ولكن هذه الأمة خالدة إن شاء الله ومتجددة. وكما قال الشاعر: إذا غاب سيدٌ قام سيدٌ، إن شاء الله تعالى”.

مر عام على استشهاد القائد الفلسطيني البارز إسماعيل هنية، ومنذ ذلك الوقت استهدفت إسرائيل عددًا من القادة البارزين في حركة المقاومة الإسلامية – حماس، من بينهم الرئيس الجديد للحركة الشهيد يحيى السنوار، وقائد أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيد محمد الضيف.

وفي مقال تحليلي، قالت صحيفة “الغارديان” إن حركة المقاومة الإسلامية – حماس ما زالت صامدة حتى النهاية، وتعمل الآن على استعادة دورها السياسي في القطاع، مشيرة إلى أن حماس لا تزال حاضرة في القطاع، على الرغم من اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وخلفه يحيى السنوار.

أما عسكريًا، فتواصل كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، إلى اليوم عملياتها في مواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلي، ودبابات ومدرعات جيشه وسط القطاع، مسجّلة مقتل عشرات الجنود وإصابة آخرين باستمرار، فضلًا عن إلحاق أضرار بالغة بآلياته العسكرية.