story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

برادة: عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة يصل إلى 280 ألف تلميذ

ص ص

قال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، إن الوزارة تعمل جاهدة على مواجهة ظاهرة الهدر المدرسي، التي وصفها بأنها “تحدٍّ وطني كبير”، مؤكدًا أن التعليم الإعدادي يمثل الحلقة الأضعف في هذا المسار.

وأوضح الوزير، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، الإثنين 30 يونيو 2025، أن عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة في سنة 2021، أي مع بداية عمل الحكومة الحالية، كان يبلغ حوالي 334 ألف تلميذ، “وتمكنت الوزارة، عبر مجموعة من التدابير، من تقليص هذا الرقم إلى 280 ألف تلميذ في سنة 2024”.

وأضاف أن 160 ألفًا من هؤلاء المنقطعين يأتون من سلك التعليم الإعدادي، أي ما يعادل 60% من مجموع الحالات، بينما تتوزع البقية بين التعليم الابتدائي (حوالي 50 ألفًا، خاصة في العالم القروي بسبب مشاكل النقل، والمرافق الصحية، والماء الصالح للشرب) والتعليم الثانوي التأهيلي (حوالي 70 ألفًا).

وأشار برادة في هذا السياق إلى إطلاق تجربة هذا العام عبر ما سماه “الإعداديات الريادية”، والتي تعتمد على تنويع الأنشطة (رياضة، مسرح، موسيقى…) كوسيلة لخلق التوازن النفسي، وتقوية ثقة التلميذ في نفسه، وتشجيعه على الاستمرار في الدراسة.

وأوضح الوزير أن الهدر المدرسي غالبًا ما يبدأ عندما يسقط التلميذ في الامتحانات، أو يحصل على نقاط ضعيفة، أو يشعر بالإقصاء داخل الفصل، أو يعاني من ظروف اجتماعية أو نفسية، دون أن يتلقى الدعم اللازم، مؤكدا أن “التلميذ الذي لا يجد نفسه في التعلم التقليدي قد يبرع في المسرح، أو الرياضة، أو الموسيقى، ولذلك علينا اكتشاف مكامن قوته، ومرافقته في بناء مشروعه الشخصي.”

وأضاف أن الوزارة “بدأت تجربة استباقية تستند إلى الذكاء الاصطناعي، مكّنت من تحديد حوالي 90% من التلاميذ المعرّضين لخطر الانقطاع، بحيث يتم تتبعهم فرديًا، وتقديم دعم تربوي أو اجتماعي أو نفسي حسب الحاجة، بتنسيق مع الأسر والجمعيات”.

وأشار المسؤول الحكومي إلى أنه يتم الاشتغال مع 200 جمعية حاليًا، في إطار برنامج “فرصة ثانية”، الذي يهدف إلى إعادة إدماج المنقطعين عن الدراسة، مضيفا أن “الوزارة سترفع دعمها لهذه الجمعيات من أجل الزيادة في عدد المستفيدين من 20 ألفًا إلى 30 أو 35 ألفًا خلال العام المقبل”.

وشدد المتحدث على أهمية التركيز على التعليم الإعدادي، وضرورة إطلاق شبكة وطنية لـ”مدارس الفرصة الثانية”، تستهدف تلاميذ سنة أولى وسنة ثالثة إعدادي بشكل خاص، لمنعهم من الخروج إلى الشارع دون تأهيل أو توجيه.

وقال في هذا الصدد إن: “الهدف هو ألا يخرج أي تلميذ إلى الشارع دون أن يحصل على فرصة ثانية؛ إما عبر الرجوع إلى الدراسة، أو الولوج إلى التكوين المهني، أو الاندماج في الحياة العملية عبر دعم مهاراته.”