“برؤية إفريقية”.. الكراوي يسلط الضوء على تحولات العالم الجديد

تم، مساء الأربعاء 10 دجنبر 2025 خلال لقاء نظم بالدارالبيضاء، تسليط الضوء على الإصدار الجديد للكاتب إدريس الكراوي بعنوان ” في فهم العالم الجديد: رؤية إفريقية” .

وخلال هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من المعهد المغربي للعلاقات الدولية، قدم إدريس الكراوي عضو أكاديمية المملكة المغربية، هذا الكتاب الذي يعد محاولة لتحليل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم الجديد، وفرصة لتسليط الضوء على العناصر البارزة للواقع الذي تحركه هذه التحولات، واستخلاص تداعياتها على التوازنات الجيو-اقتصادية العالمية، وتحديد التأثيرات الرئيسية على السلام والاستقرار والأمن والازدهار في الغرب وفي الجنوب العالمي.

ويقدم هذا المؤلف، برؤية إفريقية، قراءة من شأنها المساهمة في فهم التحديات الجيوسياسية على المستويات الثلاثة لمكانة إفريقيا ودورها المستقبلي في العالم الجديد، والقضايا الاجتماعية الجديدة، بالإضافة إلى العلاقة بين الديمقراطية والثقافة والتنمية في زمن التاريخ المتسارع.

وبهذه المناسبة، أكد الكراوي، الذي هو رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة، أن هذا المؤلف يحاول دراسة الاتجاهات الرئيسية التي تميز العالم الجديد الذي يشهد حاليا تحولات كبيرة، مشيرا، في هذا السياق، إلى ثلاثة اتجاهات: عصر التطرفات، وعصر التفككات، وعصر عدم اليقين.

وأشار إلى أنه على ضوء هذه الاتجاهات، بات من الضروري طرح السؤال حول كيفية نظر إفريقيا إلى هذا العالم الجديد، مبرزا أن الكتاب يسلط الضوء على الديناميات الحالية في إفريقيا والتي “تنبع من وعي متزايد بالمزايا النسبية والتنافسية والاستراتيجية التي تتمتع بها القارة في هذا العالم الجديد”.

وأضاف أنه إذا تم استيفاء الشروط الموضوعية، فإن هذه المزايات ستمكن من جعل القارة الأفريقية، في هذا العالم الجديد، ليس فقط قطب نمو للاقتصاد العالمي وسوق المستقبل، ولكن يمكن أن تشكل أيضا مختبرا للتحولات الكبرى، بما في ذلك التحولات المناخية والرقمية والطاقية.

وحسب الكراوي، وهو أيضا رئيس منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، فإن “كل هذا سيحدث في إطار إفريقيا جديدة بفضل تحالفات جيواستراتيجية جديدة وجيل جديد من الاندماج والتكامل الإقليمي الذي سيمكننا من بناء إفريقيا الغد في عالم جديد يتسم بعدم يقين متزايد ومخاوف جديدة”.

كما أبرز أهمية رأس المال البشري الإفريقي الذي يشكل ، إذا تم تثمينه من خلال التكوين والتعليم والابتكار، ركيزة أساسية وفاعلا محوريا في إفريقيا الجديدة.

من جهة أخرى، أكد المؤلف على الدور المحوري للمغرب في هذه القارة الأفريقية الجديدة، مذكرا بالتزام المملكة المستمر والمتعدد الأبعاد لفائدة القارة الأفريقية.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد جواد الكردودي، رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، على أهمية الموضوع الذي تم تناوله من خلال هذا المؤلف في السياق العالمي الحالي الذي يتسم بتحولات كبيرة وواقع جديد.

وأضاف أن هذا الكتاب يسلط الضوء أيضا على التحديات والرهانات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تفرضها هذه التحولات، وتحليل دور إفريقيا في العالم الجديد.