بأسماء الرضّع الشهداء.. مغربيات يتظاهرن تنديداً بإبادة أطفال غزة

في مشهد إنساني معبّر، احتشدت مجموعة من الناشطات المغربيات في ساحة “باب الحد” بالعاصمة الرباط، في وقفة احتجاجية تنديداً بالتجويع الإسرائيلي الممنهج في قطاع غزة، وعدوان جيش الاحتلال الذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الفلسطينيين الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء.
الوقفة الرمزية التي دعت إليها مجموعة “مغربيات ضد التطبيع”، التابعة للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، عرفت تلاوة أسماء الشهداء من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم السنة الواحدة، منذ أكتوبر 2023.
وخلال الوقفة، مساء الخميس 31 يوليوز 2025، تلت الناشطات ما يقرب من ألف اسم لطفل وطفلة استشهدوا جراء حرب الإبادة الجماعية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقد أثّر هذا المشهد في الحاضرات، حيث لم تتمالك العديد من الناشطات دموعهن، وكذلك المارة الذين تأثروا بالموقف الإنساني العميق.
وبين لائحة وأخرى من أسماء الشهداء، كانت المتظاهرات يرددن شعارات تطالب بإنهاء العدوان والتجويع، من قبيل “افتحوا المعابر، أوقفوا المجازر”، إلى جانب شعارات أخرى تطالب بإنهاء العلاقات الديبلوماسية مع الاحتلال، مثل “فلسطين أمانة، والتطبيع خيانة”، وهتافات تضامنية مع الشهداء، مثل “الشهيد ترك وصية، لا تنازل عن القضية”.

وفي هذا السياق، صرّحت بشرى الرويسي، عضو مجموعة “مغربيات ضد التطبيع”، لصحيفة “صوت المغرب”، أن الوقفة الرمزية التي اتخذت شكل اعتصام، تُعد مبادرة من المجموعة باعتبارها صوتاً نسائياً يعبر عن المرأة المغربية.
وأوضحت أن هذه المبادرة تأتي “تنديداً بالجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة”، مشيرة إلى أن ما يحدث من تجويع ممنهج، وإبادة جماعية، وتطهير عرقي، يمثل جرائم صارخة ضد الإنسانية.
وأضافت أنه “تمت تلاوة أسماء الشهداء من الرضّع، تعبيراً عن هول الجريمة الشنعاء”، مؤكدة أن هؤلاء الأطفال “لم يشكلوا أي خطر على الاحتلال الإسرائيلي، لا من قريب ولا من بعيد”، ومع ذلك، فإن حسّه الإجرامي، وتماديه في القتل، وصمت المجتمع الدولي، وتخاذل الحكومات العربية، كلها عوامل شجعته على الاستمرار في ارتكاب المجازر.
وحملت المتظاهرات صوراً لفلسطينيين، من بينهم أطفال، تُجسد مأساة التجويع في غزة، كما قمن بتكريم شهداء العمل الصحافي الذين ارتقوا أثناء توثيقهم لجرائم الاحتلال الإسرائيلي ونقلها إلى العالم.

وأكدت الرويسي أن هذه الوقفة تأتي لإدانة الجرائم المرتكبة، ولرفع أصوات النساء المغربيات مطالبات بوقفها، وبفضّ اتفاقية التطبيع التي وقّعتها الحكومة المغربية مع إسرائيل سنة 2020.
وقالت: “نحن نرفع أصواتنا اليوم إلى الدولة قصد إيقاف التطبيع مع الكيان، وإلغاء كل أشكال المعاملات معه”، مشيرة إلى أن ذلك وحده “كفيل بأن يؤلمه، ويدفعه لإيقاف هذه الإبادة الجماعية التي يرتكبها في حق أبناء غزة، وخاصة الأطفال منهم”.
وفي السياق، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 18 ألفا و592 طفلا فلسطينيا منذ بدئه حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر 2023 وحتى 29 يوليوز 2025، بحسب بيانات رسمية حصلت عليها وكالة الأناضول من وزارة الصحة بالقطاع المحاصر منذ أكثر من 18 سنة.
وتكشف قائمة الأسماء الصادرة عن وزارة الصحة، أن آلاف الأطفال قتلوا في أعمار مبكرة جدا، وكثير منهم لم يمنحوا من الحياة سوى أيام، بل ساعات أحيانا، قبل أن تفتك بهم صواريخ الجيش الإسرائيلي وقنابله.