انهيار مسجد تينمل ومآثر تاريخية

أودى الزلزال العنيف، الذي ضرب قرى ودواوير المغرب في ثامن شتنبر 2023، بحياة آلاف الناس، فيما شرد آخرين تاركا إياهم بلا مسكن ولا مأوى، لكنه أودى أيضا بتاريخ طويل وعريق من التراث اللامادي للمنطقة، إذ دمّر مسجد تينمل العريق وألحق أضرار بمآثر ومبان تاريخية أخرى.
ظل هذا المسجد التاريخي صامدا في وجه الزمن مدة تسعة قرون، قبل أن تحول هزة أرضية دامت 20 ثانية أسواره وقبابه إلى أطلال، بالرغم من أنه كان يخضع لآخر لمسات الترميم. ويعد مسجد تينمل الأعظم، الموجود بجماعة تلات نيعقوب الجبلية، من أكثر المباني الأثرية تضررا بسبب الزلزال العنيف الذي أودى بحياة المئات من الضحايا وخلف آلاف الجرحى والمشردين.
ويعرف المسجد، الذي بني عام 1148 خلال حقبة الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي، ببعده الروحي والحضاري، حيث شيّد تخليدا لذكرى الزعيم الروحي للموحدين المهدي بن تومرت المدفون بموقع تينمل، المهد الثاني للحركة الموحدية بعد موقع إغليز، ومنه أطلق ابن تومرت دعوته لبناء الدولة الموحدية.
بدورها المدينة العتيقة لمراكش، التي تعد تراثا عالميا بحسب اليونسكو، تعرضت لأضرار كبيرة جراء الزلزال العنيف حيث انهارت عدة منازل فيما تشققت أخرى وصارت غير آمنة على ساكنيها. ويعد حي الملاح التاريخي الذي كان يقطن به اليهود في الماضي على وجه الخصوص، من أكثر الأحياء التي سجلت خسائر كبيرة في المنازل. ولم يزل الخوف من انهيار بيوت أخرى يجثم على صدر قاطني حي الملاح والمدينة العتيقة خاصة مع تكرر الهزات الارتدادية بالمنطقة.
أضرار مشابهة تعرضت لها مآثر مدينة تارودانت التاريخية، إذ لم تسلم أسوار تارودانت من آثار الزلزال العنيف حيث تعرضت جدرانها الشاهقة لتصدعات وشقوق كثيرة. وفي أكادير انهار جزء من قصبة أكادير أوفلا. وانهارت قصبة تاوريرت، إحدى أهم القلاع الأمازيغية، من الداخل وأغلقت أبوابها كليا. ولحقت بالزاوية التاريخية بمنطقة تامصلوحت أضرار خطيرة.