story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

انفلات أمني في مخيمات تندوف.. ناشط صحراوي: مؤشر على انهيار الجبهة الداخلية للبوليساريو

ص ص

شهد مخيم العيون في تندوف، نهاية الأسبوع المنصرم، مواجهات دامية بالأسلحة النارية بين عصابتين تنشطان في تهريب المخدرات، وسط حالة من الهلع والرعب بين سكان المخيم، في ظل غياب تام لعناصر جبهة البوليساريو، وتجاهل الجيش الجزائري القابع على مشارف المخيم.

ووفق شهادات محلية ومقاطع فيديو موثقة، فقد تحول المخيم إلى ساحة حرب مفتوحة، إذ تبادلت العصابات إطلاق النار بشكل مكثف من فوق العربات المسلحة، ما دفع الأهالي إلى إغلاق منازلهم والاحتماء داخل البراريك لساعات طويلة.

وفي هذا الصدد، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن هذه الأحداث تؤشر على “انفلات أمني غير مسبوق”، وعلى انهيار في الجبهة الداخلية للبوليساريو، نتيجة تفكك أجهزتها الأمنية، وضعف قدرتها على التعبئة والتأطير، “بسبب الهزائم والانتكاسات المتتالية التي تلقاها المشروع الانفصالي على المستويين السياسي والدبلوماسي، وخاصة على المستوى الميداني”.

وأشار عبد الفتاح إلى أن مجموعات الجريمة المنظمة التي اقتتلت خلال هذه الأحداث “محمية من العناصر القيادية في البوليساريو، التي تعتمد على هذه المجموعات لتحصيل الصناديق السوداء لتمويل نشاطاتها”.

كما أكد أن هذه العناصر القيادية “متورطة في رعاية مجموعة من الأنشطة غير القانونية، خاصة الاتجار بالسلاح الذي مصدره مخازن البوليساريو، والاتجار بالمحروقات، إلى جانب الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات وغيرها من الأنشطة”.

ولفت عبد الفتاح إلى أنه “من اللافت أن هذه المجموعات تتحشد بناءً على المعطى القبلي، وتستغل انهيار المنظومة الداخلية للبوليساريو، وحالة السخط الشعبي والامتعاض العارم من ممارسات الجبهة الانفصالية التي يطبعها الفساد ونهب المساعدات الإنسانية بشكل منهجي”، وهو الأمر الذي ساهم في احتقان الوضع الداخلي، حسب تعبيره.

ويرى الناشط الصحراوي أن هذا الوضع بات يدفع بالشباب والمراهقين في مخيمات تندوف إلى الانتظام أو الالتحاق بهذه المجموعات الإجرامية المنظمة ذات الطابع القبلي، “نظراً لغياب أجهزة البوليساريو وانهيار مؤسسات الجبهة الانفصالية في مخيمات تندوف”.

وفي متابعته للأحداث، قال منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصاراً باسم منتدى “فورساتين”، إن مخيم العيون شهد إنزالاً كثيفاً لعدد ممن وصفهم بـ”قطاع الطرق والمجرمين” التابعين لإحدى عصابات تهريب المخدرات، قاموا بالهجوم على عناصر تابعة لعصابة أخرى، ضمن تصفية حسابات بين العصابتين.

وأوضح منتدى “فورساتين” أن هذه الأحداث جرت “في غياب تام لما يسمى بشرطة ودرك جبهة البوليساريو، ووسط صمت الجيش الجزائري الذي يرابط خارج محيط المخيم على بعد أمتار، ويستقوي فقط على الأبرياء من المسافرين والمتنقلين خارج المخيم”.

وأطلق أصحاب المساكن القريبة من موقع الأحداث نداءات للأهالي والأقارب للالتحاق بعين المكان وإنقاذهم من الموت، قبل أن ينتشر الخبر ويبدأ الناس في الاحتشاد استعداداً للذهاب إلى مسرح المواجهات، “غير أن تدخلات حالت دون ذلك، خوفاً من وقوع مواجهات دامية على نطاق أوسع”.

واكتفى المتظاهرون بتنبيه البوليساريو للتدخل وإنقاذ الموقف، وهو ما جاء متأخراً وبدون مبرر واضح، وفقاً لذات المصدر، الذي أشار إلى أن الجبهة بدت “وكأنها تزكي ما وقع، أو أنها تخشى المواجهة مع عصابات التهريب والمخدرات”.

ولفت المنتدى إلى أن “قيادات في جبهة البوليساريو متواطئة مع عصابات تهريب الأسلحة، وتشغيل المجرمين والمنحرفين لأغراض سياسية وشخصية”.

من جانبها، نددت ما تسمي نفسها مجموعة “صوت الشعب الصحراوي المكافح” بالأحداث، وقالت في بلاغ لها إن “ما يحدث اليوم في المخيمات من انفلات أمني لم يسبق له مثيل منذ إعلان الدولة الصحراوية (المزعومة)”.

وأكدت المجموعة أن ذلك “يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن فشل القيادة -التي أوصلنا ضعفها وسياساتها الرعناء إلى هذا الوضع- بلغ مرحلة تجردها من أي شرعية للبقاء في السلطة، ويجرد الشعب أيضاً من شرعية الصمت”.

وأضافت: “نحن اليوم أمام خيارين: إما أن تنتصروا لقضيتكم ومستقبل أبنائكم، وتسارعوا إلى اختيار قيادة جديدة قادرة على ضبط الأمور وإنقاذ ما تبقى من مشروعكم، وإما أن تكونوا شركاء في القضاء على قضيتكم والتفريط في مصيركم. لم يعد هناك متسع للحياد والتفرج على الأحداث؛ من يصمت عن هذا الواقع هو شريك فيه”.

من جهة أخرى، تظاهر شيوخ وأعيان المخيمات ضد جبهة البوليساريو متهمين إياها “بالسكوت عما وقع، وبأنها تتعمد ،بدعم وموافقة جزائرية، إدخال المخيمات في فوضى أمنية، لترهيب الساكنة وتطويعهم وتخويفهم لتكون مطالبهم بسيطة لا تتعدى توفير الأمن، ليبقوا بعيداً عن الخوض في السياسة، وفي الاحتجاج على الجيش الجزائري وعلى عصابة البوليساريو”، وفقاً منتدى “فورساتين”.