“انتهاك للكرامة والصحة”.. حقوقيون يدقون ناقوس الخطر في ميدلت
دقّ حقوقيون ناقوس الخطر بخصوص ما وصفوه بـ”التدهور المقلق” للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية بميدلت، محذرين من المس بحقوق المواطنين وتهديد الصحة العامة في المدينة.
وسجلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع ميدلت، في بيان توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، انتهاكات تمس الحق في الكرامة والعيش الكريم، وتهديدات للصحة العامة، وانتشار بؤر الأزبال، فضلاً عن اختلالات البنية التحتية، وانتشار البطالة.
وفي هذا الصدد، قالت رئيسة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بميدلت، إلهام بنسيمو، إن المدينة “لا تُستثنى عن باقي مناطق المغرب التي تعاني من التهميش”، معتبرة أن ميدلت “لم تستفد من موقعها الجغرافي المهم جداً كنقطة عبور أساسية، رغم أن تاريخها قديم وغني”.
وأضافت بنسيمو أن ميدلت “تتوفر على موارد معدنية وفلاحية متنوعة، من بينها التفاح والسفرجل والخوخ، لكنها لا تستفيد منها بالشكل المطلوب”، وهو ما “يفاقم هشاشتها الاقتصادية”. وشددت على أن الجانب العمراني “لا ينسجم مع الطبيعة الجبلية للمنطقة”.
وشددت المتحدثة على أن ظاهرة انتشار الأزبال وصلت “لمرحلة خطيرة، حيث توجد بؤر للنفايات في معظم الأحياء”، مشيرة إلى أن “الساحات العمومية، التي يُفترض أن تستقبل الساكنة والزوار، ليست في مستوى جيد، فهي غير مهيأة وغير نظيفة”. وقالت: “أينما ذهبت تجد الأزبال متراكمة، باستثناء الحي الإداري، الذي يبدو أفضل نسبياً”.
وأضافت بنسيمو أن المدينة “تعاني أيضاً من انتشار الحفر، بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة للكهرباء التي شهدتها أواخر الصيف، خاصة في شهر غشت، والتي كانت تستمر لساعات”، مشيرة إلى أن الانقطاعات عادت في الآونة الأخيرة أيضاً.
كما أوضحت أن “الشوارع تعرف انتشاراً للكلاب الضالة”، مؤكدة أن “كل هذه المشاكل برزت بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة، في غياب متنفس اقتصادي حقيقي يمكن أن يخفف من معاناة الساكنة”.
من جهته، سجل بيان الجمعية انتهاكات على مستوى الحق في الكرامة والعيش الكريم، “بحيث يتعرض الباعة المتجولون لشتى أنواع الحيف والمضايقات دون توفير بدائل تحفظ كرامتهم وتضمن لهم حقهم في العمل، في غياب مقاربة اجتماعية تنموية حقيقية”.
وأشار البيان إلى وجود “تهديدات خطيرة للصحة العامة”، إذ يعرف المستشفى الإقليمي وباقي المراكز الصحية “نقصاً كبيراً في الموارد البشرية والأدوية وكذا التجهيزات الأساسية”، وهو ما اعتبرته الجمعية “انتهاكاً واضحاً للحق في الصحة”.
وقالت الجمعية إن تزايد بؤر الأزبال وانتشارها في أغلب أحياء المدينة وأزقتها، إضافة إلى تسربات مياه الصرف الصحي، “يشكل تهديداً للصحة العامة للساكنة”، مشيرة إلى أنه “يعكس اختلالاً عميقاً في تدبير قطاع النظافة ويحرم المواطنين من الحق في بيئة سليمة”.
كما توقف البيان عند ما وصفه بـ”الارتفاع الصاروخي والمهول” في أسعار المواد الغذائية والعقار بما “لا يتناسب مع الوضعية الاقتصادية للمدينة”، مشيراً إلى انتشار البطالة، خاصة في صفوف الشباب، “في ظل غياب بدائل اقتصادية وفرص للشغل، مما نتج عنه تنامي ظاهرة السرقة وتعاطي المخدرات”.
ودعت الجمعية إلى إيجاد حلول عاجلة لحماية الباعة المتجولين وتوفير فضاءات عمل تحفظ كرامتهم، ووقف عمليات استصدار السلع والبضائع التي وصفتها بـ”التصرف الجائر وغير العادل” في حق هذه الفئة، مما يزيد من معاناتها.
وطالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بـ”التدخل العاجل لتنظيف الأحياء والقضاء على بؤر الأزبال المنتشرة، وإصلاح المنظومة الصحية بميدلت وتوفير التجهيزات والأطر الطبية والأدوية الضرورية”.
كما حثت على “إعادة تأهيل الشبكة الطرقية وتوسيعها بما يتلاءم مع خصوصية المدينة كمنطقة عبور، وضبط أسعار العقار بما يضمن الحق في السكن اللائق للفئات الهشة، والحد من الارتفاع المهول وغير القانوني سواء في البيع أو الكراء”.
ودعت أيضاً إلى “وضع برامج تشغيل حقيقية للشباب والقطع مع اقتصاد الريع والزبونية التي تشهدها ميدلت بشكل كبير، فضلاً عن توفير مشاريع تنموية وتمكين ساكنة الإقليم من الاستفادة من الثروة المعدنية، والحد من سياسة الريع المستشري بسبب سياسة التهميش الممارسة على الإقليم وساكنته منذ عقود، وإعادة الاعتبار للمجال البيئي خاصة الغابوي”.