story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
حقوق وحريات |

امرأة تقود وأمريكي يصرخ بوجه الإسرائيلين.. مشاهد من “حنظلة” يرويها البقالي

ص ص

بعد عودته إلى المغرب، يكشف الصحافي المغربي بقناة الجزيرة القطرية محمد البقالي عن مشاهد بطولية وثّقها خلال رحلته على متن السفينة “حنظلة”، التي كانت متجهة من إيطاليا نحو غزة لكسرة الحصار المفروض على القطاع، أبرزها وقع أثناء لحظات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للسفينة واختطافها من على المياه الدولية.

وقد اتسمت القصص التي يحملها البقالي من هذه الرحلة الإنسانية، التي كانت محاولة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة من طرف الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 18 سنة، قبل أن تتحوّل إلى ما وصفه بـ”حصار للحصار”، بمواقف عبّر عنها نساء ونشطاء لا يجمعهم بفلسطين لا دين ولا لغة، لكنهم وقفوا بثبات في وجه الاحتلال.

وفي إبرازه لدور المرأة على متن السفينة “حنظلة”، قال البقالي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن قائد السفينة كانت امرأة، مشيرًا إلى أن المنظّمين لم يكشفوا عن هويتها في البداية.

وذكر أيضًا أن من بادر بإطلاق الهتافات الأولى ضد الجنود الإسرائيليين كانت امرأة، كما أن أغلب من رفعوا الشعارات في وجه الاحتلال كن نساء.

وفي إحدى أبرز لحظات التوتر، تحدث البقالي عن ناشط أمريكي كان يصرخ في وجه جنود الاحتلال الإسرائيلي قائلًا: “أنا مِن دالاس.. أتفهمون ما معنى ذلك؟ أنا من يدفع رواتبكم!”

وأضاف: “لقد أخذوه بعنف، ولو لم يكن أمريكيًا لكان قد تعرّض لمعاملة أسوأ بكثير”، في إشارة إلى الناشط كريستيان سمولز، الذي لا يزال محتجزًا إلى جانب 13 ناشطًا آخرين بإسرائيل.

وأشار البقالي إلى أن التجربة أظهرت أن هناك عددًا من الشجعان حول العالم ليسوا عربًا، قائلًا: “هناك أناس أشجع منا، مثل سيرجيو الذي شارك على متن سفينة ‘مادلين’ قبل شهر ونصف.”

وذكر أن الناشط والمهندس الإسباني سيرجيو توريبيو، رغم اختلاف دينه وثقافته ولغته، “عرف فلسطين”، على حد تعبيره.

وأوضح أن هؤلاء النشطاء الأجانب قاموا بـ”مجهودين كبيرين”، مبينًا أن الأول فِكري، تعرّفوا من خلاله على القضية الفلسطينية، بينما الثاني نفسي، تمكّنوا فيه من تحطيم الصور النمطية والضغوط الاجتماعية في بلدانهم، وما وصفه بـ”الأصنام”.

وتابع قائلًا: “أنا لا أتحمّل أي تبعات مجتمعية لموقفي، إذ أنه بعد عودتي إلى المغرب لن أواجه مشاكل في التعامل مع محيطي”.

أما هم، يضيف البقالي، في إشارة إلى النشطاء الذين ينحدرون من جنسيات مختلفة: “فقد يكونون منبودين من طرف أصدقائهم أو عائلاتهم، ويخوضون هذا التحدي في بيئة غير داعمة. وهذا يجعل ما فعلوه أعظم”.

ووصل الصحافي المغربي محمد البقالي، يوم الثلاثاء 29 يوليوز 2025، إلى الدار البيضاء، بعدما تم ترحيله من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى المغرب، في أعقاب الإفراج عنه رفقة نشطاء آخرين اختطفوا من على متن السفينة “حنظلة” التي كانت متجة لكسر الحصار عن غزة.

وكان في استقبال الصحافي المغربي بقناة الجزيرة القطرية مجموعة من النشطاء والسياسيين والصحافيين، فضلاً عن المواطنين المتضامنيين، من بينهم ممثلين عن الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، ومجموعة العمل الوطنية لأجل فلسطين، والهيئة المغربية لمساندة المعتقلين السياسيين.

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن البقالي، يوم الإثنين 28 يوليوز 2025، مع 4 نشطاء آخري قبل ترحيلها إلى العاصمة الفرنسية باريس، ومن هناك إلى الدار البيضاء

وكان الزميل محمد البقالي، الصحافي بقناة الجزيرة، في مهمة إعلامية على متن “حنظلة” -قبل اختطافها لتغطية رحلة السفينة الإنسانية التابعة لتحالف أسطول الحرية، إلى جانب 20 متطوعاً من جنسيات مختلفة، بينهم برلمانيون أوروبيون وصحافيون ونشطاء، بهدف كسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 سنة.

واقتحمت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة “حنظلة” التابعة لأسطول “الحرية” قبل وصولها إلى قطاع غزة، واختطافها من وسط المياه الدولية.

ويذكر أن السفينة “حنظلة” أبحرت من ميناء غاليبولي الإيطالي صباح الأحد 20 يوليوز 2025، في مهمة إنسانية كانت تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة من طرف الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 18 سنة.

وحملت السفينة، وهي قارب صيد صغير بُني سنة 1968 في النرويج، على عاتقها رسالة سلمية، حيث شدد منظمو الرحلة على أن التحرك رمزي وسلمي بالكامل، ويهدف إلى تسليط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه سكان قطاع غزة المحاصر.

وتُعد رحلة “حنظلة” المحاولة رقم 37 ضمن أسطول الحرية لكسر الحصار البحري المفروض على غزة، ومعظم هذه المحاولات وُوجهت بالمنع أو الاعتراض من قبل القوات الإسرائيلية. وتبقى رحلة “مافي مرمرة” سنة 2010 الأبرز، حيث أسفر هجوم الجيش الإسرائيلي حينها عن استشهاد عشرة نشطاء أتراك وجرح العشرات.