اختتمت منافسات دور المجموعات من بطولة كأس العالم للأندية 2025 لكرة القدم التي تحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية، على وقع خيبة عربية جماعية، بعدما فشلت 4 أندية من أصل 5 ممثلة للعرب في بلوغ الدور الموالي، مقابل تأهل وحيد للهلال السعودي، الذي حمل راية العرب إلى الأدوار الإقصائية بعد ظهور متوازن ومقنع في مجموعة صعبة.

وبينما تألق الهلال وسط الكبار، غرقت أندية أخرى في دوامة النتائج السلبية والأداء الباهت، وعلى رأسها الوداد الرياضي، الذي ودّع البطولة بصفر نقطة، مسجلًا واحدة من أسوأ مشاركاته الدولية على الإطلاق، وهو ما فتح باب الانتقادات من جديد حول واقع الأندية العربية في المحافل الكبرى.

الوداد.. حصيلة صفرية

ودخل الوداد النسخة الجديدة من مونديال الأندية في الولايات المتحدة بأحلام كبيرة، مدفوعًا بتاريخه القاري العريق، وجماهيره الواسعة، لكن ما حدث على أرض الملعب لم يعكس لا الطموح ولا الاستعداد المفترض.

وخسر الفريق مبارياته الثلاث في المجموعة السابعة، أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، يوفنتوس الإيطالي، ثم العين الإماراتي، ليحتل المركز الأخير بصفر نقطة، وتستقبل شباكه 8 أهداف مقابل تسجيل هدفين فقط.

وفي هذا السياق، وصف المحلل الرياضي، عزيز البلغيتي، مشاركة “وداد الأمة” بـ”المتواضعة جدًا”، لا فقط بالنظر للنتائج، بل لأن الأداء جاء أقل بكثير من حجم التطلعات والتاريخ.

وأوضح البلغيتي خلال حديثه مع صحيفة “صوت المغرب” أن “الوداد لم يكن جاهزًا لا بدنيًا، ولا تكتيكيًا، ولا ذهنيًا”، مشيرًا إلى أن المسؤولية لا تقع بالكامل على عاتق المدرب أمين بن هاشم، الذي اجتهد حسب تعبيره في ظل ضيق الوقت ونقص الجودة في التعاقدات، بل يتحملها جميع مسؤولي النادي.

وقال البلغيتي: “حاول بن هاشم قدر الإمكان تقديم مشروع تكتيكي يحترم هوية الوداد، لكن الإشكال كان أعمق… هناك انتدابات لم تكن في مستوى المنافسة، لاعبين لم يكونوا مؤهلين بدنيًا أو ذهنيًا، وفوضى واضحة في الأداء الدفاعي والتمركز”.

وسجل المحلل الرياضي تراجع أداء لاعبين بارزين، مثل عبد المنعم بوطويل وجمال حركاس، إضافة إلى حارس المرمى مهدي بنعبيد، ووسط الميدان بقيادة المهدي مبارك، الذي وصفه البلغيتي بأنه “لم يقدّم شيئًا يُذكر”، معتبرًا أن “وسط الميدان كان كارثة تكتيكية”.

وشدد البلغيتي على أن الخلل بنيوي، داعيًا إدارة الوداد، برئاسة هشام أيت منا، إلى “وقفة جادة” لمراجعة مشروع الفريق، من حيث الانتدابات، وهيكلة الطاقم الفني، ودعم المدرب برؤية رياضية متكاملة.

وأضاف أن “الوداد فريق بتاريخ كبير، وبمرجعية إفريقية وعربية، غير أنه من غير المقبول أن يغادر المونديال بدون نقاط، ولا حتى أداء يشفع له”.

مشروع مثمر

وعلى النقيض، كان فريق الهلال السعودي النموذج العربي الأنجح في البطولة العالمية، بعدما حقق التأهل إلى دور الـ16، بفضل أداء مقنع في المجموعة الثامنة، تخلله تعادل صعب أمام ريال مدريد، وتعادل سلبي مع سالزبورج النمساوي، وفوز ثمين على باتشوكا، ليحصد خمس نقاط دون أن تتلقى شباكه سوى هدف واحد فقط.

واعتبر البلغيتي أن “الهلال يملك مشروعًا كرويًا متماسكًا، قائمًا على استقطاب لاعبين كبار مثل ياسين بونو وسافيتش وكاليدو كوليبالي”.

وأشاد المحلل بعمل المدرب سيموني إنزاغي، واصفًا إياه بـ”المدير التقني الذي أعاد صياغة هوية الفريق، ونجح في فرض أسلوبه بواقعية عالية”.

وأكد أن فوز الهلال على باتشوكا ثم تعادله الندّي أمام ريال مدريد “رسالة واضحة بأن الفريق بات رقما صعبا عالميا”، مضيفًا أن “الهلال يقدم كرة قدم عصرية، ناضجة من الناحية الذهنية والتكتيكية، وهو حاليًا المنافس العربي الوحيد القادر على الذهاب بعيدًا في البطولة”.

مشاركات عربية متفاوتة

وبعيدا عن إنجاز الهلال السعودي، تبقا المشاركة العربية في هذه البطولة العالمية متواضعة بشكل كبير، بحيث أن فريق الأهلي المصري، وباستثناء تألق بعض لاعبيه، خصوصًا من مهاجمه الفلسطيني وسام أبو علي، الذي سجل “هاتريك” أمام بورتو البرتغالي، عرف هو الآخر مشاكل جمة على مستوى الدفاع وتذبذب في مستوى الأداء العام للفريق، أضعف فرصه في التأهل.

وفي المقابل، لم يقدم الترجي الرياضي التونسي والعين الإماراتي ما يشفع لهما بمشاركة متميزة، إذ بدا الترجي هشًا أمام الفرق الأوروبية، رغم فوزه في مباراة واحدة، أما العين، فكان تائها في أول مواجهتين، ثم قدم عرضًا متوازنًا فقط في مباراته الأخيرة أمام الوداد.