story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

المنظمة الدولية للهجرة تدق ناقوس الخطر بمنطقة “مينا”

ص ص

في تقرير حديث، دقت المنظمة الدولية للهجرة ناقوس الخطر بشأن الهجرة غير النظامية عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي “لا تزال تحصد تحصد آلاف الأرواح”، في صفوف مهاجرين يخوضون رحلات محفوفة بالمخاطر بحثاً عن الأمان ومستقبل أفضل.

وتفيد بيانات “مشروع المهاجرين المفقودين” التابع للمنظمة الدولية، وفقاً لتقرير نشرته الأخيرة، يوم الأربعاء 21 ماي 2025، بأنه تم تسجيل ما لا يقل عن 3,488 حالة وفاة واختفاء في المنطقة خلال عام 2024، بينها 336 قبالة سواحل المغرب.

ويشير التقرير إلى أن هذه الأرقام من المحتمل أن تكون أقل من الواقع، نظراً لعدم الإبلاغ عن العديد من الحالات.

وتظل هوية نحو 60% من أصل 3,488 حالة مجهولة، في الوقت الذي أشار فيه التقرير إلى أن الغرق يبقى السبب الرئيسي للوفيات، في حين تشهد الوفيات الناتجة عن الظروف البيئية القاسية والحوادث والعنف هب الأخرى ارتفاعاً على عدة طرق برية.

وتبقى طريق وسط البحر الأبيض المتوسط أخطر الطرق البحرية المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تم تسجيل أكثر من 1,700 حالة وفاة واختفاء خلال عام 2024. بينما سجّل طريق المحيط الأطلسي لغرب إفريقيا المؤدي إلى جزر الكناري أعلى حصيلة وفيات له على الإطلاق، حيث تم تسجيل 1,095 حالة وفاة واختفاء، من بينهم 138 قبالة سواحل المغرب.

وتعكس هذه الزيادة الحادة، وفقاً للتقرير، تحولاً مقلقاً نحو رحلات بحرية أطول وأكثر خطورة إلى جزر الكناري، في ظل محدودية البدائل الآمنة التي تدفع الأفراد إلى المجازفة بحياتهم.

ولفتت المنظمة الدولية للهجرة الانتباه إلى أن العديد من الوفيات على الطرق البرية تبقى غير مرئية، خاصة في مناطق مثل الصحراء الكبرى، حيث يصعب الوصول وتكون إمكانيات الإبلاغ محدودة بشدة.

هذا وسجلت ما لا يقل عن 581 حالة وفاة واختفاء في صفوف المهاجرين بين الجزائر (288 حالة)، والمغرب (198 حالة)، وإسبانيا (95 حالة)، وهو ما يجعل من هذا الطريق أحد أكثر المسارات نشاطاً وخطورة في المنطقة.

كما وقعت بعض حالات الاختفاء خلال محاولات عبور المغرب نحو ألمرية، مع تركّز ملحوظ حول مدينة سبتة. تم العثور على إثر ذلك على جثث قبالة سواحل الناظور، والفنيدق، في حين تم الإبلاغ عن حالات غرق خلال محاولات العبور سباحة، خاصة في منطقتي “تاراخال” و”تشورّيو”.

ومن بين من تم تحديد هوياتهم في سنة 2024 من ضحايا الهجرة غير النظامية سجل التقرير “937 رجلاً، و275 امرأة، و159 طفلاً”، مشيراً إلى أن معظمهم لقوا حتفهم على الطرق البحرية.

ونبهت المنظمة إلى أن هناك حاجة ملحة لتعزيز آليات الحماية، وإنشاء طرق هجرة آمنة ومنظمة، وتحسين جمع البيانات وجهود تحديد الهوية لإنهاء وفيات المهاجرين ومعالجة آثار اختفاء الآلاف من المهاجرين في المنطقة.

وشددت على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الآمنة وغير النظامية، مبينة أنها “أمر حاسم لمنع المزيد من فقدان الأرواح”. ودعت إلى ضرورة إحداث تحول عاجل في النهج الإقليمي والدولي تجاه حوكمة الهجرة.

وحث التقرير إلى منع المزيد من فقدان الأرواح، معتبراً أن ذلك “سيتطلب توسيع مسارات الهجرة الآمنة والمنتظمة، وزيادة قدرات البحث والإنقاذ، وتعزيز أنظمة تحديد الهوية العابرة للحدود، ومعالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الناس إلى المخاطرة بحياتهم”.

وأشار إلى أنه من دون اتخاذ مثل هذه الإجراءات، “ستظل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست فقط منطقة عبور، بل أيضاً منطقة للاختفاء والموت والمعاناة المستمرة”.

تؤكد المنظمة الدولية للهجرة أن طريق وسط البحر الأبيض المتوسط لا يزال الأخطر، حيث سُجل أكثر من 1,700 حالة وفاة واختفاء في عام 2024. وتُعد كل من تونس وليبيا نقطتي الانطلاق الرئيسيتين للمهاجرين الذين يحاولون العبور المحفوف بالمخاطر نحو أوروبا.

أما بالنسبة للذين بلغوا الضفة الأوروبية، فأظهرت البيانات وصول ما مجموعه 14,480 مهاجراً عبر طريق غرب البحر الأبيض المتوسط، بانخفاض عن 15,708 في عام 2023.

وقد تم تسجيل جميع حالات الوصول إلى إسبانيا فقط، مما يدل على ثبات نقطة النهاية لهذا الطريق. وبخصوص الجنسيات الخمس الأكثر وصولاً عام 2024، فتصدر الجزائريون (10,037)، ثم المغاربة (4,642)، والماليون (680)، ييهم الغينيون (437)، والصوماليون (347)، كما ظهر السوريون (263) بأعداد أقل، مما يعكس أنماط النزوح الإقليمي الأوسع.