الملك يكرم لبؤات الأطلس.. قصة حلم انطلق منذ 2019

استقبل الملك محمد السادس، يوم الأربعاء 30 يوليوز 2025 بساحة عمالة المضيق– الفنيدق، المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم الذي توج وصيفا لبطل كأس إفريقيا للأمم 2024، التي احتضنتها ملاعب المملكة المغربية في الفترة ما بين 5 و26 يوليوز 2025.
وشكل هذا الاستقبال الملكي لحظة رمزية عميقة في مسار الرياضة الوطنية، من خلال تكريم الملك للبؤات الأطلس بعد مشوارهن في كأس الأمم الإفريقية للسيدات (الكان)، مؤكدا مرة أخرى التزامه الراسخ بتطوير الرياضة الوطنية، وخاصة كرة القدم النسوية.
ويدخل هذا التكريم الملكي في إطار رؤية استراتيجية يقودها الملك محمد السادس، تضع المرأة المغربية في صلب التقدم الوطني، بحيث أن المغرب جعل من تطوير كرة القدم النسوية، طيلة السنوات الأخيرة، أولوية وطنية، من خلال سياسة إرادية، منظمة وشاملة.
وتجلت هذه السياسة الرياضية في بناء النموذج المغربي لتطوير كرة القدم النسوية، حيث قامت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع، باعتماد خطة استراتيجية سنة 2019 لمدة أربع سنوات (2020–2024) لتطوير كرة القدم النسوية.
ولتنزيل هذه الخطة الاستراتيجية، تم إطلاق دوري وطني منظم للسيدات بالقسمين الأول والثاني، وتنظيم بطولات للفتيات تحت 17 وتحت 15 سنة، مع تقديم دعم مالي شهري للأندية النسوية.
وإلى جانب ذلك، تم أيضا تعزيز التأطير التقني عبر تكوين المدربين، ومنح شهادات معتمدة، مع إدماج كرة القدم النسوية في الأكاديميات الجهوية للجامعة، فضلا عن إنشاء مراكز تكوين مخصصة للفتيات.
وفضلا عن ذلك، تم خلق تعاون مع المدارس لاكتشاف المواهب منذ سن مبكرة، إضافة إلى تعزيز التغطية الإعلامية في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي لإبراز إنجازات الأندية والمنتخبات.
وفي هذا الإطار، يُجسّد الاستقبال الملكي للمنتخب النسوي اعترافاً بهذا الجهد الجماعي، ويَعد بمستقبل أكثر طموحاً لكرة القدم النسوية في المغرب، وهو ما يجعل الرياضة الوطنية ليست فقط وسيلة للإشعاع الدولي، بل أيضاً أداة قوية للإدماج والكرامة والمساواة.
وكان من نتائج هذا العمل الجبار الذي قامت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من أجل النهوض بحاضر ومستقبل الكرة النسوية، إنجازات مهمة، في السنوات الأخيرة، شملت مختلف الفئات.
بالنسبة للمنتخب الأول، توج وصيفا لبطل كأس إفريقيا للأمم في مناسبتين متتاليتين، سنة 2022، خلف المنتخب الجنوب إفريقي الذي توج بلقب الدورة التي احتضنها المغرب حينها، وسنة 2024، خلف المنتخب النيجيري الذي فاز باللقب في النسخة التي احتضنتها ملاعب المملكة كذلك.
وبين هاتين النسخيتين، وقّع المنتخب الوطني الأول سنة 2023 على أول مشاركة في بطولة كأس العالم التي احتضنتها أستراليا، محققا إنجازا غير مسبوق في تاريخ كرة القدم المغربية والعربية بتأهله للدور الثاني من البطولة العالمية.
وفي ما يخص منتخب تحت 20 سنة، حقق هو الآخر في ظرف أربع سنوات تأهلين متتاليين لبطولة كأس العالم لكرة القدم، كانت أول مشاركة له سنة 2022 بكوستاريكا، خرج حينها من الدور الأول، وثاني مشاركة مرتقبة ستكون نسخة 2024 بكولومبيا بعدما حقق التأهل في وقت سابق.
وفي ما يتعلق بمنتخب تحت 17 سنة، حقق بدوره تأهلين متتاليين لبطولة كأس العالم لكرة القدم، بحيث كانت أول مشاركة له سنة 2022 بالهند، حقق خلالها فوزا واجا أمام الهند وخرج من الدور الأول، فيما ستكون ثاني مشاركة له من باب نسخة 2024 بجمهورية الدومينيكان، بعدما حقق التأهل لههذ البطولة في وقت سابق.
منتخب كرة القدم داخل القاعة (فوتسال) لم يكن خارج صفحات التألق الذي تعرفه كرة القدم النسوية، إذ حقق لقب كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم داخل القاعة للسيدات (WAFUTSAL) 2025 (النسخة الأولى التي أُقيمت بالمغرب في الفترة من 22 إلى 30 أبريل 2025.
وبجانب هذا التتويج الجماعي، حققت لاعبتان مغرببيتان في هذه النسخة، جوائز فردية مهمة، وهما اللاعبة ضحى المدني التي توجت هافة للبطولة بـ 5 أهداف، واللاعبة ياسمين دمراوي التي توجت بجائزة أفضل لاعبة في الدورة.
وعلى مستوى الأندية الوطنية، حقق نادي الجيش الملكي لكرة القدم النسوية لقب دوري أبطال إفريقيا سنة 2022 بالمغرب، كأول ناد مغربي يحقق هذا الإنجاز على حساب نادي ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي.
وفي نسخة 2023 توج النادي المغربي الآخر سبورتينغ كلوب الدار البيضاء وصيفا لبطل دوري أبطال إفريقيا وراء ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي، في أول مشاركة له في هذه النسخة التي احتضنتها ساحل العاج.
وبهذين الإنجازين لأندية كرة القدم النسوية، أصبح المغرب أول دولة يصل فيها ناديان مختلفان من أنديتها إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا للسيدات.