المغرب يطلق مركزًا متطورًا لصيانة طائرات C-130 وF-16 ببنسليمان

أطلق المغرب مشروعًا جديدًا لتعزيز سيادته الصناعية والدفاعية من خلال وضع حجر الأساس لمركز صيانة ثقيلة للطائرات العسكرية من طراز C-130 هيركوليس وF-16 بمدينة بنسليمان، في خطوة تهدف لتطوير القدرات الوطنية في مجال الصيانة الجوية.
ويُعد المشروع ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، إذ ستتولى شركة مينتنانس أيرو ماروك (Maintenance Aéro Maroc – MAM)، التابعة لمجموعة سابينا إنجنيرينغ (Sabena Engineering)، تشغيل المركز، بدعم من شركاء رئيسيين هم لوكهيد مارتن (Lockheed Martin) الأمريكية، وميدز (MEDZ) التابعة لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير (CDG)، وماروك أيرونوتيك آسيتس (Maroc Aeronautic Assets – MAA) التي ستكون مالكة للبنية التحتية.
ويمتد المركز الجديد على مساحة تفوق 8.000 متر مربع داخل المنصة الجوية لبنسليمان، وقد صُمم وفق أعلى المعايير الدولية في مجال الصيانة الجوية، وسيُمكّن من تنفيذ عمليات الصيانة الثقيلة (PDM – Programmed Depot Maintenance) لطائرات النقل C-130 والطائرات المقاتلة F-16، مع إمكانية استقبال ثلاث طائرات C-130 في وقت واحد، بحسب ما أفادت به شركة لوكهيد مارتن.
وسيتيح المركز إنجاز ما بين زيارتين إلى أربع زيارات صيانة سنويًا، حسب حجم الأعمال المطلوبة لكل طائرة، مع استعداد البنية التحتية لاستقبال عدة طائرات F-16 عند الحاجة، كما تم تصميم المرفق لاحتضان برامج تحديث مستقبلية، منها مشروع ترقية طائرات F-16 بلوك 52 المغربية إلى المعيار فايفر (Viper)، وفق ما أكده ممثلو “لوكهيد مارتن”، الذين أوضحوا أن ذلك سيتم بالتنسيق مع السلطات الوطنية المختصة.
أما بالنسبة لبرنامج تحديث طائرات النقل C-130H الذي تشرف عليه شركة “إل3 هاريس” (L3 Harris)، فقد أوضحت “لوكهيد مارتن” أن المشروع لم يُفعّل بعد في هذه المرحلة، لكن المركز يجري تجهيزه واعتماده لاستقبال مشاريع التحديث المستقبلية، في إطار رؤية صناعية دفاعية طويلة الأمد للمملكة.
وخلال حفل وضع الحجر الأساس، الذي جرى بحضور مسؤولين من إدارة الدفاع الوطني والقوات الملكية الجوية إلى جانب ممثلين عن الشركات الشريكة، تم التأكيد على أن هذا المشروع لا يقتصر على تشييد منشأة تقنية، بل يُجسّد رؤية وطنية تهدف إلى تعزيز الاستقلالية التكنولوجية للمغرب وتكوين كفاءات محلية متقدمة.
وقال ستيفان بورتون (Stéphane Burton)، الرئيس التنفيذي لشركة سابينا إنجنيرينغ، إن “المشروع يجسد طموحًا جماعيًا وثقة متبادلة بين شركاء ملتزمين بمستقبل الصيانة الجوية”، مضيفًا أنه سيُصبح مركزًا قادرًا على خدمة بلدان أخرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
من جانبه، أكد راي بيسيلي (Ray Piselli)، نائب رئيس الشؤون الدولية بشركة لوكهيد مارتن، أن “هذا التعاون يتجاوز مجرد بناء قدرات صناعية، فهو يخلق فرص عمل عالية المهارة ويعزز النمو الصناعي في المغرب، بما يحقق أمنًا وازدهارًا مشتركين لجميع الأطراف”.
ومن المرتقب أن يبدأ تشغيل المركز رسميًا خلال النصف الثاني من سنة 2026، ليشكل بذلك أول مرفق من نوعه في إفريقيا مخصص لصيانة وتحديث طائرات C-130 وF-16، مع خطط مستقبلية لتوسيع أنشطته نحو صيانة المروحيات ومنصات جوية أخرى في إطار رؤية صناعية مستدامة.