المغرب وباكستان يتجهان لتوقيع اتفاقية تعاون في المجال العسكري

ينتظر أن يوقع المغرب وباكستان قريبًا اتفاقية تعاون عسكري جديدة، تهدف إلى “تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين في مجالات الدفاع والأمن”، وذلك بحسب ما أفادته به مصادر عسكرية، لموقع “ديفنس-أرابيك” (defense-arabic) المتخصصة في أخبار ومواضيع التسلح.
ومن المنتظر أن تشمل بنود هذه الاتفاقية، حسب المصدر ذاته، إنتاج الأسلحة الباكستانية بالمغرب، فضلا عن تنظيم دورات تدريبية وذلك في إطار رغبة الرباط في “تنويع شراكاتها الاستراتيجية وتوسيع شبكة حلفائها في المجال الدفاعي”.
وفي هذا السياق، قررت الرباط وإسلام آباد، في فبراير 2020، إعادة إحياء تعاونهما العسكري من خلال زيارات وتمارين مشتركة.
وبعد مرور خمس سنوات، من المحتمل أن تضع الصناعة الدفاعية الباكستانية موطئ قدم لها في المملكة، وذلك بعد زيارات متبادلة لمسؤولين عسكريين مغاربة وباكستانيين، إلى جانب تدريبات عسكرية مشتركة بين الطرفين.
وقد سبق أن اتفق البلدان على توسيع تعاونهما العسكري خلال زيارة الجنرال قمر جاويد باجوا، رئيس أركان الجيش الباكستاني، إلى المغرب في فبراير 2020.
وفي نونبر 2024، زار الجنرال محمد كديح، مفتش القوات المسلحة الملكية، العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث التقى نظيره الباكستاني المارشال ظهیر أحمد بابار سيدو.
وأتاحت هذه اللقاءات رفيعة المستوى وضع برنامج تعاون ثنائي، تُرجم ميدانيًا من خلال تدريبات مشتركة أجريت في أبريل الماضي بين وحدات من القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة الملكية ونظيراتها الباكستانية في مدينة شيرات. كما شاركت القوات المسلحة الملكية في أكتوبر 2023 في تمرين عسكري دولي أُقيم في باكستان.
وفي هذا الإطار، تمكنت باكستان، تحت إشراف “هيئة الإنتاج الدفاعي” (DPE) ومجموعات مثل “هيفي إندستريز تاكسيلا” Heavy Industries Taxila (HIT) و”المجمع الباكستاني للطيران” (PAC)، وكلاهما تأسس في عام 1971، من تطوير قدرات صناعية متقدمة.
وتنتج البلاد دبابات مثل “الخالد” و”الضرغام”، وآليات مدرعة، بالإضافة إلى ذخائر ثقيلة وأسلحة خفيفة.
وإلى جانب ذلك، تصنّع باكستان مقاتلة JF-17 Thunder، التي تم تطويرها بالتعاون مع الصين، ويتم إنتاج نسخ مطورة منها بشكل مستقل منذ عام 2010.
كما طورت باكستان، كذلك، عدة منظومات صاروخية أرض-أرض وأرض-جو، بعضها قادر على حمل رؤوس نووية. فضلا عن الاهتمام المتزايد الذي توليه إسلام آباد لتطوير أنظمة الرادار، والطائرات المسيّرة، والدفاع الإلكتروني، وهو ما يعزز مكانتها كمزود ومصدر للسلاح لعدد من الدول في آسيا وأفريقيا.
ويأتي الإعلان عن هذه الاتفاقية الجديدة، بين المغرب وباكستان، في وقت أبرمت فيه المملكة شراكة مع الهند، الخصم التقليدي لباكستان، في شتنبر 2024، وبالضبط مع مجموعة “تاتا” الهندية لإنتاج عربات قتال برية من طراز WhAP 8×8.
وقد تلا هذا الاتفاق وصول وفد من ممثلي شركات صناعة الدفاع الهندية إلى الرباط في دجنبر الماضي، حيث التقوا الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي.
وعلاوة على ذلك، عقد السفير الهندي في الرباط سانجاي رانا، بتاريخ 29 ماي المنصرم، اجتماعًا مع لوديي لـ”تعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع”، بحسب ما أعلنته البعثة الدبلوماسية الهندية.
وكان المغرب قد وقع، قبل أكثر من عام، اتفاقا مع شركة “تاتا أدفانس سيستم” (Tata Advanced Systems Maroc Construction) الهندية لصناعة مركبات سيتم توريدها لفائدة القوات المسلحة الملكية.
وأكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي، حينها، أن البلدين شرعا في مناقشات بهدف إنتاج هذه المركبات بشكل مشترك في المغرب، من أجل تلبية الطلب المحلي، ولكن أيضا لاستهداف الأسواق الأفريقية وحتى الأوروبية.
وكانت الشركة الهندية “تاتا أدفانس سيستم”، قد قامت بتسليم القوات المسلحة الملكية 90 مركبة من نوع 6 × 6 لحمل ونقل المعدات والذخيرة والقوات.
وحرصا منها على تنويع شركائها بين القوى العالمية، حققت المملكة تقاربا كبيرا مع نيودلهي على مختلف المستويات، بما في ذلك المجال العسكري، لا سيما منذ زيارة الملك محمد السادس إلى الهند في أكتوبر 2015.