المغرب- كينيا.. خبير: موقف نيروبي يقوض الحلف الداعم للأطروحة الانفصالية

في تطور ديبلوماسي ملفت، عرفت العلاقات الثنائية بين المغرب وكينيا، مطلع الأسبوع الجاري، دينامية جديدة، توجت بإعلان نيروبي، إحدى أبرز العواصم الاقتصادية والسياسية في شرق إفريقيا، دعم مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل نهائي وواقعي لقضية الصحراء المغربية.
وبالإضافة إلى توقيع خمس مذكرات تفاهم همّت مختلف المجالات، بما فيها التعاون في مجال الإسكان والتنمية الحضرية، ومجال شؤون الشباب، وتعزيز التعاون المتبادل في المجال الأكاديمي، والتعاون التجاري وتنمية القدرات في مجال الخدمات العمومية، تم تدشين أول سفارة لكينيا في التاريخ بالعاصمة الرباط، يوم الإثنين 26 ماي 2027، على هامش الزيارة التي يقوم بها الوزير الأول وزير الخارجية وشؤون المغتربين بجمهورية كينيا، موساليا مودافادي.
وتمثل هذه التطورات في العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية كينيا تحولاً بارزاً في موقف هذه الأخيرة التي كانت أحد أبرز داعمي الأطروحة الإنفصالية لجبهة “البوليساريو” منذ سنوات طويلة.
في هذا الصدد، يرى مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتجية عبد الفتاح الفاتيحي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن الموقف الكيني يعد دعماً مفصليا لمبادرة الحكم الذاتي من إحدى الدول “التي كانت تتماهى تماماً مع الخطاب الانفصالي الجزائري”.
وأضاف الفاتيحي أنه من شأن هذا الموقف “تقويض الحلف الإفريقي الداعم للأطروحة الانفصالية في مجموعة الدول الإفريقية الناطقة بالإنجليزية”.
وأشار الخبير في قضية الصحراء المغربية إلى أن الموقف الكيني “يثبت قوة وأداء العمل الدبلوماسي الرسمي من خلال قدرته على اختراق أحد أهم قلاع الانفصال في شرق إفريقيا”.
وأوضح الفاتيحي أن ما وصفه بـ”الاختراق الكبير”، لما له من أهمية في تحجيم الفكر الانفصالي في القارة الإفريقية، بحسب تعبيره، “سيدعو العديد من دول شرق إفريقيا إلى مراجعة مواقفها بخصوص دعم سيادة المغرب على الصحراء”.
ويتوقع مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات أن يتم استثمار موقف كينيا الأخير “لتعزيز مساعي التحالف الإفريقي من أجل طرد البوليساريو من منظمة الاتحاد الإفريقي”.
وفي هذا السياق، التقى وزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي بنظيره المغربي ناصر بوريطة، يوم الإثنين 26 ماي 2025، في العاصمة الرباط. وهو اللقاء الذي أعقبه إصدار بيان مشترك تضمن الإعلان عن موقف كينيا الجديد من مبادرة الحكم الذاتي المغربية.
وذكر البيان أن نيروبي “تعتبر مخطط الحكم الذاتي، بمثابة المقاربة المستدامة الوحيدة لتسوية قضية الصحراء، وتعتزم التعاون مع الدول التي تتقاسم الرؤية نفسها من أجل تفعيل هذا المخطط”.
وأكد الوزيران على “الدور الحصري للأمم المتحدة في العملية السياسية”، معربان عن دعمهما لقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 2756 (2024)، الذي كانت الجزائر قد قاطعت التصويت عليه من قبل أعضاء المجلس في 31 أكتوبر 2024.
وتبعا لذلك، قال موساليا مودافادي، بعد لقائه برئيس الحكومة عزيز أخنوش يوم الثلاثاء 27 ماي 2025، إن بلاده تطمح لتقوية شراكتها مع المملكة المغربية، مبرزا أن فتح سفارة جمهورية كينيا بالرباط، “يظهر الإرادة القوية للطرفين في فتح مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، لاسيما وأن البلدين يحتفلان هذا العام بالذكرى الستين لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية”.
وفي هذا الصدد، أعرب المسؤول الكيني عن عزمه زيارة عدد من المدن المغربية والاطلاع على واقعها التنموي، موضحا سعي بلاده إلى “تعميق التعاون وتبادل الخبرات مع المغرب في عدة مجالات”.
ومن جانبه أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن الدينامية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين المغرب وكينيا، تعكس تطورا إيجابيا والتزاما متزايدا على جميع المستويات.