المحترفون المغاربة.. ميركاتو استثنائي من شأنه تقوية صفوف المنتخب الوطني

شهدت فترة الانتقالات الصيفية لعام 2025 واحدة من أكثر التحركات غير المسبوقة للمحترفين المغاربة في القارة الأوروبية، إذ مع اقتراب الساعات الأخيرة من يوم الإثنين فاتح شتنبر 2025، الموعد الرسمي لاختتام الميركاتو، كانت أسماء اللاعبين المغاربة تتصدر عناوين الصحف الأوروبية، بعدما نجح عدد كبير منهم في التوقيع لأندية أوروبية كبيرة، وهو ما من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على مستوى المنتخب الوطني الأول لكرة القدم المقبل على محطات مهمة أبرزها كاس إفريقيا للأمم 2025، وكأس العالم 2026.
أبرز الانتقالات
البداية بانتقال الدولي نايف أكرد من وست هام الإنجليزي إلى أولمبيك مارسيليا الفرنسي في صفقة بلغت نحو 23 مليون يورو، ليعود إلى أجواء “الليغ 1” بخبرة إنجليزية كبيرة.
وفي ألمانيا، نجح باير ليفركوزن في التوقيع للموهبة الصاعدة إلياس بنصغير قادماً من موناكو الفرنسي، في حين فضّل أمين عدلي مغادرة ليفركوزن باتجاه بورنموث الإنجليزي، في رهان على بروز جديد في “البريميرليغ”.
وفي واحدة من أبرز صفقات الميركاتو، انتقل نائل العيناوي من لانس الفرنسي إلى روما الإيطالي بعقد طويل الأمد، وهو انتقال وصفته الصحافة الإيطالية بأنه استثمار استراتيجي لنادي العاصمة، أما بلال الخنوس فقد ودّع ليستر سيتي الإنجليزي ليلتحق بشتوتغارت الألماني على سبيل الإعارة، فيما غيّر عز الدين أوناحي الأجواء بشكل جذري برحيله عن مارسيليا نحو جيرونا الإسباني بعد فترة صعبة مع النادي الفرنسي.
ولم تتوقف الحركية هنا، إذ سجل شمس الدين الطالبي حضوره بالدوري الإنجليزي عبر نادي سندرلاند، بينما انضم حمزة إيكامان إلى ليل الفرنسي قادما من نادي غلاسكو رونجرز الاسكتلندي، وأسامة العزوزي إلى أوكسير الفرنسي، وعبد الكبير عبقار إلى خيتافي الإسباني، فضلاً عن وليد شديرة الذي سيخوض تجربة جديدة بقميص ساسولو الإيطالي على سبيل الإعارة.
صفقات نوعية
وفي قراءته لهذه التحركات، أكد المحلل الرياضي عزيز البلغيتي، أن “الميركاتو المغربي هذه السنة كان مختلفاً، لأنه لم يقتصر على مجرد انتقالات عادية، بل شمل صفقات نوعية نحو أندية لها ثقل في البطولات الكبرى”.
وأشار البلغيتي خلال حديثه مع صحيفة “صوت المغرب” إلى أن هذا الزخم “يعكس أيضاً النضج الذي بلغه اللاعب المغربي في السنوات الأخيرة”، موضحاً أن “الجيل الحالي يتميز بتنوع تجاربه، فمنهم من يتألق في البريميرليغ، ومنهم من يفرض نفسه في الليغا أو الكالتشيو أو البوندسليغا”.
وأضاف أن هذا التنوع يمنح المنتخب الوطني قوة مضاعفة، “لأن كل لاعب يأتي بخلفية تكتيكية وفنية مختلفة، تساهم في رفع مستوى المجموعة”.
وتابع المتحدث أنه “حينما نرى لاعباً مثل نايف أكرد يعود إلى فرنسا ليقود دفاع مارسيليا، أو العيناوي يوقع لروما، أو أوناحي يختار جيرونا الباحث عن التنافس على المراتب الأوروبية، فهذا يعكس أن اللاعبين المغاربة لم يعودوا مجرد مكملين، بل أصبحوا عناصر رئيسية تدخل في صلب المشاريع الرياضية لهذه الأندية”.
ولفت المحلل الرياضي إلى أن بعض الأسماء التي عانت من قلة دقائق اللعب، وجدت في هذا الميركاتو فرصة للعودة بقوة، ” بحيث أن الانتقال ليس دائماً نجاحاً مضمونا، لكنه خطوة ضرورية. أمثال آدم أزنو في إيفرتون أو أسامة العزوزي في أوكسير أمامهم فرصة لإثبات الذات، وهذه النوعية من التحديات هي ما يصنع شخصية اللاعب الكبير”.
وخلص عزيز البلغيتي إلى أن “اللاعبين المغاربة في أوروبا لم يعودوا مجرد ظاهرة عابرة، بل صاروا رقماً صعباً في حسابات الأندية”، مؤكدا أن ميركاتو 2025، “أعطى إشارة قوية بأننا أمام جيل قادر على حمل مشعل الاحتراف لسنوات، وهذا ما سيعود بالنفع على المنتخب الوطني الذي يستعد لتحديات قارية وعالمية مهمة”.