story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

الله على راحة !

ص ص

شاهدنا أمس باهتمام بالغ المباراة “الماراطونية” بين منتخبي الإمارات العربية والجزائر، برسم ربع نهائي كأس العرب، والسبب كان طبعا أن هذه المواجهة كانت ستفرز الفائز الذي سيتأهل لدور النصف ومواجهة المنتخب الوطني.

الحقيقة أن الكثير من المغاربة (ومنهم كاتب هذه السطور) تمنوا إقصاء الجزائر وكانوا يفضلون مرور منتخب الإمارات، ليس نزولا إلى مستوى بعض المرضى الجزائريين الذين يفضلون تشجيع “والو” على تشجيع المنتخب المغربي، كما قال أحدهم في برنامج مباشر دون أن يرف له جفن.. وإنما لأن مواجهة كروية مغربية جزائرية في هذه الفترة الحساسة كرويا وسياسيا لن تفيد في شيء سوى أنها ستزيد من منسوب الأحقاد والكراهية بين شعبين ننتظر أن يفتح الله بصيرتهم على مصالحهم المشتركة ، بدل هذا الحمق العدائي الذي لا ينتهي.

لنتخيل مواجهة مغربية جزائرية في نصف نهائي كأس العرب، قد تتطور فيها الأمور فوق رقعة الملعب، أو في المدرجات، سيما في وجود جمهور كبير من البلدين هناك في الدوحة، ونحن نستعد لاستقبال “الكان”، وآلاف من المشجعين الجزائريين سيتوافدون على المغرب لمساندة منتخبهم، ولكم أن تتوقعوا ما الذي سيحدث في الشوارع والأسواق ووسائل النقل إذا ما خلفت مباراة كأس العرب من نزالات موازية بين الجمهورين.

الأمر بدون أدنى شك ستكون له تداعيات سياسية أيضا، فنظام الجنرالات في الجزائر على “سبة” كما نقول في دارجتنا المعبرة، وهو الذي ينتظر أي مبرر تافه ، لاتهام المغرب بالكيد للجزائر والتآمر عليها، وحدوث أي “مطايفة” معزولة أثناء كأس إفريقيا، قد تدفعهم للتنصل من كل التزام دولي ل”تطبيع” العلاقة بين نظامي البلدين، خصوصا بعد أن وجد حكام قصر المرادية أنفسهم محاصرين في الزاوية التي استطاعت الدبلوماسية المغربية أن تحشرهم فيها خلال الشهور الأخيرة.

إقصاء الجزائر، ربما فيه خير للجميع، باستثناء الذين تنتعش عائداتهم البنكية من إذكاء الفتنة والعداوة بين جارين تضيع مصالحهما المشتركة منذ عقود من أجل لاشيء.