story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رأي |

الفراغ السياسي… موسم الحصاد

ص ص

في البدء لا تهم المسميات ، و حتى الاوصاف وكل ما قد يتبادر للذهن من قراءات،  لاجدوى منها في ظل غياب الاسئلة و بؤس الاجوبة الحالة محلها .. يمكن القول بكثير من التحفظ بأنها  تعبيرات شبابية ، قديمة جديدة ، بصيغ مختلفة و في واقع مغاير ، بأحلام و تطلعات أكثر ارتباطا بالحاضر و المستقبل ، مفاجئة ، صادمة ، مستفزة ، و لكنها في ذات الوقت صورة لبواعث قلق كبير ، و ثقة مشوبة بفعل الشك، في علاقة  بين الشباب و المسؤولين عن تدبير الشأن العام في وطننا العزيز .. تحفظ مرده بالأساس عدم تحقق الصورة المكتملة بخصوص الفعل الشبابي الجديد ، و إمكانية ربط ذلك بإنبعاث جديد لروح حركة  20   فبراير، لا سيما في ظل صمت رهيب للشبيبات الحزبية و كذا الاحزاب السياسية المطوقة بالفصل السابع من الدستور، اللهم حزب وحيد عبر عن دعمه للفعل الشبابي الجديد في بلاغ صادر عنه و عن منظمته الشباببة .. من يزرع الريح يحصد العاصفة ، أتذكر أنني قلت نفس العبارة في مداخلة بمجلس النواب في الجلسة المخصصة للقانون الاطار المتعلق بالتربية و التكوين . و إن كان السياق مختلف نوعا ما ، فإن الحصاد نفسه اليوم ، إذ و في ظل واقع متسم بعمل حكومي مساعد على رفع منسوب الاحتقان الشعبي ، و في ظل الضغط الكبير الذي تعيش على وقعه شرائح واسعة داخل المجتمع بسبب ارتفاع الاسعار ، ضعف الخدمات في مجالات كثيرة ليس قطاع الصحة سوى جزء منها ، لا يمكن إلا أن يكون فعل الاحتجاج ضرورة في مصلحة الوطن المواطن ، فمن جهة هو متنفس يحول دون الوطن و لحظة انفجار كببر ، و من جهة أخرى جرس إنذار من أجل تدارك النقائص و الخصاص في قطاعات كثيرة و مد مسار الاصلاح في مغربنا الحبيب بجرعات و حقن أمل هو ركن أساس في أي تغيير منشود …

هذا الجيل الذي يمارس اليوم حقه في التعبير ، و الذي سيكون من الجرم في حقه و حق الوطن التعاطي مع تعبيراته بعقلية أمنية عنوانها القمع و الاعتقال ، كما حدث بالأمس ، يجب الانتباه بحكمة و نضج كبيرين لمطالبه و رؤيته للمغرب الذي يريد ، مثلما يجب الإنصات له و قراءة التحولات المجتمعية ، التي هو ركن أساسي فيها ، بروح المسؤولية و إرادة الاصلاح .. هذا الجيل ، لمن يتغاظى عن ذلك ، ولد مع حكومة التناوب ، و مع العهد الجديد ، و طيلة حوالي ثلاثة عقود يرى نفس الاوجه من وزراء و رؤساء أحزاب ، و يستمع لنفس الخطاب ، و يتابع نفس الاكاذيب و الوعود من قيادات حزبية فاقدة للمصداقية ، و يميز بذكاء بين سرعات التغيير و الاصلاح في مغربنا الحبيب ، كوابحها و الشروط المطلوب توفرها لتحقيق غلبة الثقة على الشك … هذا جيل يغني ، يرقص ، يحب ، يتحدث لغات مختلفة ، يحلم ، يبادر ، يمارس حريته بمسؤولية و بشغب طبيعي حسب العمر و تقدمه ، و حسب المحيط الاجتماعي ، لذلك وجب حسن الانصات اليه ، و عدم تحميله مسؤولية فراغ سياسي تتحمل الدولة و كثير من قيادات الاحزاب مسؤوليته ، مثلما يجب عدم التوهم بأن منطق التضييق و القمع و الترهيب يمكن أن يقيد قدرته على التعبير .. شخصيا أومن بأن صمت الشباب هو مدخل لإنفجار وشيك ، أما تعبيراته فهي عنوان لمسار طبيعي في مغرب يشق طريقه صوب المستقبل بآماله و إشكالات واقعه.