العصبة الوطنية تحدد بشكل رسمي موعد انطلاق الموسم الكروي المقبل
حُسم بشكل رسمي موعد انطلاق منافسات البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” لكرة القدم للموسم الرياضي 2025-2026، وذلك عقب اجتماع تنسيقي ترأسه عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، مساء الاثنين 16 يونيو 2025، بحضور رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، وممثلي أندية القسم الأول.
وخلص الاجتماع، الذي خُصص لتدارس الاستعدادات التنظيمية واللوجستيكية للموسم المقبل، إلى تحديد يوم الجمعة 22 غشت 2025 موعدًا لانطلاق البطولة الاحترافية الأولى، على أن تنطلق منافسات القسم الثاني يوم الجمعة 5 شتنبر 2025.
وشكلت البرمجة أحد المحاور الأساسية خلال النقاش، في ظل تعدد الاستحقاقات القارية والدولية التي تنتظر الأندية والمنتخبات المغربية، ومن ضمنها كأس إفريقيا للاعبين المحليين، وكأس العرب، وكأس الأمم الإفريقية، وكأس العالم، إذ تم التأكيد على ضرورة إعداد جدول زمني يأخذ بعين الاعتبار هذه التظاهرات الكبرى، بما يضمن توازن المنافسات الوطنية مع التزامات الأندية واللاعبين على الساحة الدولية.
كما تم التشديد على أهمية إنهاء الموسم المحلي قبل انطلاق مونديال 2026، التزامًا بالتوجيهات التنظيمية للاتحاد الدولي لكرة القدم، ولتمكين الفرق من العمل في ظروف مناسبة تُراعي الجوانب التقنية والبدنية للاعبين.
ويُرتقب أن يشكّل الموسم المقبل محطة مهمة في مسار الاحتراف الكروي بالمغرب، بالنظر إلى الزخم الدولي الذي سيشهده، والتحديات التنظيمية التي تتطلب تنسيقًا محكمًا بين العصبة، الجامعة، والأندية لضمان نجاح الموسم على كافة المستويات.
ويأتي هذا الاجتماع بالتزامن مع توقيع العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية اتفاقية شراكة استراتيجية مع رابطة الدوري الإسباني “لاليغا”، في خطوة وُصفت بالمحورية ضمن مسار تحديث كرة القدم الوطنية وتعزيز مقومات الاحتراف في المغرب.
وقد جرت مراسم التوقيع في أجواء احتفالية بمركب محمد السادس- المعمورة بسلا، بحضور رفيع ضم رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وسفير المملكة الإسبانية، وأعضاء المكتب المديري للعصبة، ورؤساء الأندية، إلى جانب وفد إسباني يمثل أعلى هيئات “لاليغا”.
وتأتي الاتفاقية، التي تشمل عدة مجالات، في سياق رؤية استراتيجية تنهجها العصبة، تروم الرفع من كفاءة التسيير الإداري والمالي داخل الأندية، وتوسيع نطاق التكوين والتبادل المهني، من خلال الاستفادة من التجربة الإسبانية الرائدة في مجالات التسويق والتنظيم وتطوير الفئات السنية.
وأكد عبد السلام بلقشور في كلمته بالمناسبة، أن الاتفاق يجسّد شراكة حقيقية تقوم على مبادئ الحكامة الجيدة والاحترافية والروح الرياضية، مشيرًا إلى أنه ثمرة تشخيص دقيق لمكامن القوة والضعف في المنظومة الوطنية.
وشدد بلقشور على أن هذه الخطوة تسعى إلى بلورة خارطة طريق لتطوير منظومة كرة القدم على مختلف المستويات، من الأندية إلى البنية التحتية والتكوين، كما أنها تمثل فرصة لتعزيز العلامات التجارية للأندية وتحسين آليات الترويج الإعلامي للبطولة الوطنية، بما يسهم في جذب الاستثمارات ورفع القيمة السوقية للمنافسات المحلية.
وتُعد هذه الاتفاقية واحدة من أبرز محطات التعاون الدولي التي وقعتها العصبة الوطنية في السنوات الأخيرة، ضمن سعيها لترسيخ نموذج احترافي متقدم، يتماشى مع التحولات الكبرى التي يشهدها عالم كرة القدم، ويعزز موقع المغرب كفاعل محوري في الساحة الكروية الإقليمية والدولية.
