العثماني: “الرحلة” للمرزوقي مؤلف تأملات أكثر من كونه مذكرات
قال عز الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، إن ما يميز كتاب “الرحلة: مذكرات آدمية” للرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، هو تجاوزه لمجرد كونه مذكرات إلى كونه فضاء واسعًا للتأملات.
وأضاف العثماني، خلال فعاليات اللقاء الذي نظمته صحيفة “صوت المغرب” يوم السبت 06 دجنبر 2025 بمناسبة ذكرى تأسيسها، أن المؤلَّف يوحي بأنه سيرة ذاتية لكنه ليس كذلك تماما، موضحًا في مداخلته التي عنونها بـ “بين السيرة المرتبة والفيض المتدفق” أن الكتاب يشكل فيضًا من المشاعر والتأملات والنظرات.
وأوضح أن من أهم ما يميز العمل سيطرة البعد التأملي عليه، فهو ليس كتابًا عقلانيًا، بل يمزج بين التأمل في الواقع الحقوقي والسياسي والثقافي، ويطرح في مختلف صفحاته أسئلة وجودية عميقة.
وقدم مثالًا عن ذلك ببعض الأسئلة التي يتناولها الكتاب، من قبيل: ما معنى أن نكون أحياء وأحرارًا؟ ما علاقة الفكر بالجسد؟ وما معنى الإنسان؟، مؤكدًا أن هذه التأملات المتناثرة تبرز مسار النضال والصراع مع الواقع.
وتابع العثماني أن الكتاب يعد أيضًا انعكاسًا لوجودنا الإنساني، بما يحمله من تأملات فلسفية في قالب يمزج بين الرواية والشاعرية والانطلاق من الواقع، ويعكس في الوقت نفسه مزيجًا من الحيرة والقلق والحرية والإحباط والفرح، وهو ما يجعل هذه المذكرات مرآة للنفس البشرية.
ومن جانب آخر، لفت رئيس الحكومة السابق، إلى أن فهم أي عمل يستدعي معرفة صاحبه، لأن شخصيته توجه رؤيتنا للنص.
وفي هذا الإطار، أبرز أن المرزوقي مناضل شرس دفع ثمنًا غاليًا في الماضي والحاضر دفاعًا عن قيم الكرامة والحرية والديمقراطية في بلده.
وأكد أن هذه السيرة النضالية انعكست بوضوح في الكتاب، بما يحمله من أثر الألم الذي عاشه ويعيشه المرزوقي، وهو ما يميز دائمًا هموم المصلحين؛، مبرزا أنهم حين يسعون لتطبيق مبادئهم يصطدمون بصعوبات، لأن الواقع كثيرًا ما يكون مختلفًا عمّا يأملونه، وهذا، بحسب العثماني، ما يساعد على فهم جوهر الكتاب.