الصليب الأحمر: العمليات الإنسانية في غزة على وشك الانهيار التام

حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة 02 ماي 2025، من أن العمليات الإنسانية في قطاع غزة “على وشك الانهيار التام”، بعد شهرين من قرار إسرائيل منع دخول جميع إمدادات المساعدات إلى القطاع.
وقالت اللجنة في بيان، “إذا لم ت ستأنف إمدادات الإغاثة على الفور، لن تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الحصول على الغذاء والأدوية والإمدادات الأساسية التي تحتاج إليها لمواصلة الكثير من البرامج التي تديرها في غزة”.
وتتحكم إسرائيل بشكل تام بجميع المساعدات الدولية الحيوية التي تصل لحوالى 2,4 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
ومنذ بدء فرض الحصار، حذرت الأمم المتحدة بشكل متكرر من وقوع كارثة إنسانية، في ظل ظهور خطر المجاعة مجددا.
وقال باسكال هوندت نائب مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان الجمعة، “يواجه المدنيون في غزة صراعا يوميا هائلا من أجل البقاء في مواجهة مخاطر القتال، والتعامل مع النزوح المستمر، وتحمل عواقب الحرمان من المساعدات الإنسانية العاجلة”.
وأضاف “لا ينبغي ولا يمكن السماح بأن يشهد هذا الوضع تصعيدا أكبر”.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنه بموجب القانون الدولي فإن “إسرائيل ملزمة باستخدام جميع الوسائل المتاحة لضمان تلبية الحاجات الأساسية للسكان المدنيين الخاضعين لسيطرتها”.
وحذرت من أنه “في حال استمرار الحصار، فإن برامج – مثل المطابخ المشتركة التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر والذي يوفر في كثير من الأحيان الوجبة الوحيدة التي يتلقاها الناس يوميا – لن تتمكن من العمل إلا لبضعة أسابيع”.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن قبل أسبوع أنه “استنفد آخر مخزوناته الغذائية المتبقية”.
من ناحية أخرى، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن المستشفى الميداني الذي تديره في غزة يعاني أيضا من “انخفاض خطر في الإمدادات الغذائية والطبية، في ظل استنفاد بعض الأدوية والمواد الاستهلاكية الأساسية”.
فضلا عن ذلك، أشارت اللجنة إلى أن “تعطل شبكات المياه، بما في ذلك إغلاق قساطل المياه وتدمير شاحنات الصرف الصحي، تسبب بمخاطر عالية وغير مقبولة للإصابة بأمراض منقولة بالمياه”.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن هذا الوضع الخطر تفاقم بسبب الهجمات المتكررة التي أثرت على عمل مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها.
وسلطت الضوء على مقتل 15 من العاملين في المجال الإنساني والطبي الشهر الماضي، بما في ذلك ثمانية من العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني، وأضرار جسيمة لحقت بالمستشفيات في الأسابيع الأخيرة، محذرة من أن هذا الأمر “أدى إلى مزيد من الشلل في النظام الصحي المنهار في غزة”.
وأشارت اللجنة إلى أن “القانون الإنساني الدولي واضح: يجب احترام وحماية العاملين في المجال الطبي والمرافق الطبية في جميع الظروف”.
وشددت على أنه “يجب السماح بدخول المساعدات إلى غزة. ويجب إطلاق سراح الرهائن. ويجب حماية المدنيين”.
وأكدت أنه “بدون اتخاذ إجراءات فورية، ستنحدر غزة إلى مزيد من الفوضى التي لن تتمكن الجهود الإنسانية من التخفيف منها”.