story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

الصحافي أبو طروق يصارع الموت وعقبات إدارية تُعيق زراعة رئةٍ تنقذ حياته

ص ص

أطلقت عائلة الصحافي محمد أبو طروق نداء استغاثة لإنقاذ حياة ابنها الذي يعاني من مرض تنفسي خطير منذ 3 سنوات، ويتطلب إجراء عملية زراعة رئة عاجلة خارج المغرب.

كما ناشدت أصوات إعلامية وحقوقية عديدة الجهات المعنية من أجل التدخل العاجل لمساندة ودعم الصحافي أبوطروق، الذي أفنى سنوات عمره في خدمة مهنة المتاعب بكل تفانٍ وإخلاص.

وأمام الحاجة الملحة لهذه العملية، تواجه العائلة صعوبات إدارية كبيرة، خاصة بعد طلب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وثائق رسمية من مستشفيات خارجية تتضمن تفاصيل مالية وجدولاً زمنياً للعملية، وهو ما رفضت هذه المستشفيات تقديمه قبل دراسة حالة المريض مباشرة، ما أدى إلى تجميد ملف التكفل بالعلاج في الخارج.

ويعاني محمد، البالغ من العمر 42 سنة، مرضًا مزمنًا ومعقدًا ناجمًا عن توسع القصبات الهوائية (DDB) يرافقه قصور تنفسي حاد، حيث أن هذا المرض دفعه إلى الاعتماد على العلاج بالأوكسجين المنزلي بشكل مستمر منذ عام 2022، وحالته تتدهور يومًا بعد يوم ما جعله في حاجة ماسة إلى عملية زرع رئة عاجلة لإنقاذ حياته.

وفي السياق، أشارت أخت الصحافي محمد أبو طروق إلى أن الحالة الصحية لشقيقها تعرف تدهورًا مستمرًا يومًا بعد يوم، مبرزة أنه يعاني من أزمة تنفسية حادة، تستوجب ربطه بجهاز التنفس الاصطناعي طيلة 24 ساعة دون انقطاع، بسبب مشاكل خطيرة على مستوى الرئتين والجهاز التنفسي.

وأوضحت أخت أبوطروق أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) سلّمها وثيقة مخصصة لطلب العلاج خارج أرض الوطن، مطالبًا إياها بملئها، إلى جانب تقديم شهادة طبية رسمية من الطبيب المعالج تؤكد ضرورة خضوع شقيقها لعملية زرع الرئة، وعدم إمكانية إجرائها داخل المغرب.

رفض إصدار عروض مالية

وشددت على أن مصالح الصندوق طلبت أيضًا إحضار وثيقة رسمية من إحدى المستشفيات الأجنبية التي من المقرر أن تُجرى بها العملية، تتضمن تفاصيل دقيقة حول موعد العملية والتكلفة المالية المتوقعة، باعتبارها شرطًا أساسيًا لدراسة إمكانية التكفّل بمصاريف العلاج.

وفي هذا السياق، أكدت الطبيبة المشرفة على حالة محمد أبوطروق بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، في شهادة طبية رسمية، أن المعني بالأمر يخضع للعلاج منذ سنوات بسبب فشل تنفسي مزمن ناجم عن توسع القصبات الهوائية (DDB)، وهو في حاجة ماسة وعاجلة إلى زراعة رئة.

وأوضحت البروفيسورة، رئيسة قسم أمراض الرئة بمستشفى مولاي يوسف بمدينة السلّ، أن هذا النوع من العمليات غير متوفر حاليًا داخل المغرب، ما يفرض ضرورة نقله إلى الخارج للاستفادة من العلاج المناسب وإنقاذ حياته.

غير أن أخت أبو طروق لفتت إلى أن جميع المستشفيات التي تواصلت معها، سواء في فرنسا أو إسبانيا أو غيرها، رفضت إصدار أي وثيقة رسمية أو عرض مالي تقديري للعملية، مشيرة إلى أن هذه المؤسسات تشترط أوّلًا دراسة الملف الطبي بشكل ميداني وإجراء فحوصات مباشرة للمريض قبل اتخاذ أي قرار بشأن العملية أو تحديد تكلفتها.

وأضافت المتحدثة بأسف أن هذا الوضع أدى إلى تجميد ملف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الذي لم يتمكن بدوره من استكمال إجراءات التكفل أو الموافقة على إخراج شقيقها للعلاج، بسبب عدم توفر الشروط المطلوبة، وفي مقدمتها العرض المالي الرسمي وتاريخ العملية من المستشفى الأجنبي.

وشددت على أن الوضع الصحي لأخيها لا يحتمل مزيدًا من التأخير، داعية الجهات المسؤولة إلى إيجاد حلول إنسانية مرنة تتناسب مع الحالات الحرجة، خصوصًا عندما تكون حياة مريض على المحك وتُعطّل الإجراءات الإدارية فرص إنقاذه.

مناشدة للجهات الرسمية

ولفتت إلى أنها حاولت التواصل مع عدد من الجهات على أمل إيصال صوت العائلة إلى من بيده القرار، مضيفة أن “قضيتنا تحتاج إلى من يتعامل معها بما تستحقه من رعاية واهتمام، لكننا لم ننجح في إيصال نداءنا إلى جلالة الملك محمد السادس، الذي عهدناه دائمًا بمواقفه الإنسانية النبيلة”، حسب تعبيرها.

وأكدت أنها تلتمس من الملك، ومن كافة الجهات الوصية، وعلى رأسها المجلس الوطني للصحافة ووزارة الاتصال، التدخل العاجل من أجل إنقاذ حياة شقيقها، مشيرة إلى إمكانية وجود تنسيق أولي يجري مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية للتكفل بالملف الصحي للصحفي المريض.

وأبرزت المتحدثة أن هذا التنسيق يبعث على الأمل، معبّرة عن أملها في أن “يتوسع ليشمل وزارة الصحة، بل ويصل إلى الملك”، بما يتيح نقل أخيها إلى الخارج من أجل إجراء عملية زرع الرئة وهي عملية جراحية دقيقة ومعقدة، لا تُجرى حاليًا داخل المستشفيات المغربية.

وشددت على أن العملية مكلفة جدًا وتفوق بكثير إمكانيات الأسرة، رغم أنها قامت بمحاولات للتواصل مع عدد من المؤسسات الاستشفائية في فرنسا وإسبانيا، سواء بشكل شخصي أو بمساعدة الطبيبة التي تتابع الوضع الصحي للصحفي عن كثب.

وأكدت على أن العائلة “لا تطالب بالمستحيل، بل تناشد الجهات المختصة أن تدرس الحالة بكل جدية، وأن تواكبها بما تستحقه من العناية”، موضحة أن الأسرة مستعدة لتحمّل جزء من التكاليف في حال تم تأكيد إمكانية إجراء العملية.

وختمت بالقول: “الأولوية اليوم هي إنقاذ حياة أخي، الذي أفنى سنوات عمره في خدمة مهنته الصحفية بإخلاص وتفانٍ”.

وضعيته بالغة التعقيد

من جانبه أوضح الطبيب المسؤول عن متابعة حالة الصحفي محمد أبو طروق، في تصريح طبي رسمي، أن وضعيته الصحية بالغة التعقيد وتستدعي تدخلًا استثنائيًا لا يتوفر حاليًا داخل المغرب، مشيرًا إلى أن الملخص السريري للمريض يُظهر أنه يُعاني من توسع كيسي في القصبات الهوائية (DDB) مصحوبًا بقصور تنفسي مزمن حاد، وارتفاع ملحوظ في نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، مما يجعله مرتبطًا بشكل دائم بجهاز الأوكسجين المنزلي وغير قادر على الاستغناء عنه حتى لفترات قصيرة.

وأبرز الطبيب أن الحالة الصحية الحالية للمريض تُصنّف ضمن المرحلة النهائية من قصور الجهاز التنفسي، وهي وضعية لا يُمكن التعامل معها علاجيًا إلا عبر زرع الرئة، وهو التدخل الطبي الذي لا يزال غير متاح في المستشفيات المغربية.

وأضاف الطبيب أن المريض يُعاني من فشل في الجهة اليمنى للقلب نتيجة المضاعفات التنفسية المزمنة، إلى جانب علامات واضحة على تدهور الحالة التغذوية، مع مؤشر كتلة جسم منخفض جدًا، مشددًا على أن هذه العوامل مجتمعة ترفع من درجة خطورة الحالة وتُحتّم التدخل العلاجي في أقرب الآجال.

كما أشار إلى أن المريض غير قادر على التنقل أو تأمين رعايته الذاتية، ويحتاج بشكل ضروري إلى مرافقة طبية وإنسانية مستمرة من طرف شخص آخر، خلال مراحل السفر والإقامة والعلاج خارج الوطن، نظرًا لانخفاض كبير في نسبة تشبع الأوكسجين في الهواء الطلق (75%)، وظهور علامات إرهاق تنفسي حاد حتى في وضعية الراحة.