story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أحزاب |

الخلفي: العدالة والتنمية يستمد مستقبله من إرثه الإصلاحي ومراجعاته النقدية

ص ص

اعتبر مصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن سؤال «بماذا سيذكرنا التاريخ؟» يمثل اليوم البوصلة التي توجه تفكير حزب “المصباح” في المستقبل، بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على تأسيسه.

وأوضح الخلفي، خلال ندوة حول «حزب العدالة والتنمية وسؤال المستقبل؟» نظمتها شبيبة الحزب يوم السبت 20 شتنبر 2025 بمناسبة ملتقاها الوطني التاسع عشر ببوزنيقة، أن تحديد الميزة التنافسية للحزب أمام المواطنين، وخاصة الشباب، يمر عبر استحضار ستة عناصر أساسية شكّلت مساره.

وأشار هنا إلى رفع لواء المرجعية الإسلامية في السياسة، والنزاهة وخدمة المواطن، والدفاع عن الاستقرار والمؤسسات، وإنجاز إصلاحات كبرى، وإطلاق الدعم الاجتماعي المباشر، ثم ممارسة النقد الذاتي والمراجعة المستمرة.

وأشار المتحدث إلى أن محطة انتخابات 2021 شكّلت لحظة فارقة بعد التراجع الكبير الذي عرفه الحزب، وهو ما دفعه إلى إطلاق مشروع لإعادة البناء لا يزال مستمراً، “محققاً بعض النتائج الإيجابية رغم التحديات القائمة”.

كما أبرز المتحدث أهمية المؤتمر الوطني التاسع للحزب الذي صادق على مراجعة الوثيقة المرجعية بعد عشرين سنة، وعلى أطروحة سياسية جديدة بعد ثلاثة عشر عاماً من آخر مراجعة، “مما أسس لتموقع سياسي جديد يوجه خطوات الحزب المقبلة”.

وتابع الوزير السابق أن مسار الحزب لا يمكن اختزاله في هذه المحطات فقط، “بل ينبغي وضعه في سياق أشمل منذ بداياته في أوائل التسعينيات، مروراً بالمؤتمرات الحاسمة، وتجربته في المعارضة خلال 2002 و2007، ثم قيادة العمل الحكومي في 2011 و2016، وصولاً إلى عودته إلى المعارضة بعد انتخابات 2021”.

وفي عرضه لمكاسب الحزب، توقف الخلفي عند إصلاحات اعتبرها “جوهرية”، مثل “إنقاذ صناديق التقاعد التي همّت 400 ألف أسرة، إصلاح قطاع الكهرباء سنة 2014، وإنقاذ المالية العمومية في 2012 لتفادي فقدان استقلال القرار الوطني”.

كما ذكّر بمبادرات الحزب في “جعل المواطن أولوية للسياسات العمومية”، من خلال إطلاق برامج الدعم الاجتماعي، وفي مقدمتها دعم الأرامل.

كما شدّد المتحدث على أن الحزب لم يتردد في ممارسة النقد الذاتي حيال عدد من القضايا، “مثل اللغة العربية في التعليم، وتقنين القنب الهندي، وموضوع التطبيع مع إسرائيل، وكذلك مسألة القاسم الانتخابي، وكذا تسقيف أسعار المحروقات”، مؤكداً أن هذا السلوك “يعكس هويته كحزب ديمقراطي داخلياً، لا يجد حرجاً في الاعتراف بأخطائه وتصحيح مساره”.

وخلص الخلفي إلى أن حزب العدالة والتنمية يعيش اليوم مساراً متجدداً يقوم على ثلاث سيرورات متوازية: نقاش فكري عمّق هويته المرجعية والسياسية، تدافع سياسي جعله رغم محدودية تمثيله البرلماني يقود المعارضة في قضايا كبرى، وتدافع حضاري ظهر بوضوح في مواقفه من قضيتي الأسرة وفلسطين.

وأكد أن مستقبل الحزب يظل رهيناً بقدرته على التمسك برصيده التاريخي، وتطوير أدواته الفكرية والسياسية والتنظيمية، في مواجهة التحديات المتصاعدة داخلياً وخارجياً.