story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مدن وجهات |

الجديدة تحتضن فعاليات الدورة الثامنة لمنتدى البحر

ص ص

انطلقت مساء أمس الخميس 08 ماي 2025، فعاليات الدورة الثامنة لمنتدى البحر بمدينة الجديدة، مسلطة الضوء على القضايا الجوهرية المتعلقة بحماية المحيطات والتنوع البيولوجي البحري. ويهدف هذا الحدث الهام، الذي يستمر حتى 11 ماي الجاري، إلى إعادة التفكير في علاقتنا بالبحر من منظور التنمية المستدامة، وذلك تحت شعار “البحر، مستقبل الأرض”.

ويشكل المنتدى، الذي ينظم على مدار أربعة أيام، منصة حيوية للتبادل والتفكير والعمل المشترك، حيث يستقطب نخبة من الخبراء، وممثلين عن مؤسسات حكومية ومنظمات غير حكومية، بالإضافة إلى فعاليات اقتصادية وفنية، لمناقشة أبرز التحديات البيئية والبحرية الراهنة.

وتتميز هذه الدورة بحلول فرنسا كضيف شرف، وهو ما يعكس الإرادة القوية لتعزيز التعاون الثنائي وتوطيد الجهود المشتركة في مجال التدبير المستدام للقضايا البحرية والبيئية بين البلدين.

وقد شهد حفل الافتتاح حضوراً وازناً لشخصيات بارزة، من بينهم وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، والقنصل العام لفرنسا بالدار البيضاء، باسكال تريمباش، وعامل إقليم الجديدة، امحمد عطفاوي.

وفي كلمته الافتتاحية، شدد مؤسس منتدى البحر، مهدي العلوي المدغري، على الأهمية القصوى لإدراج قضية البحر كأولوية محورية في صلب السياسات العمومية، بهدف ضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة. وأكد على ضرورة تضافر جهود جميع الفاعلين من أجل إرساء دعائم حكامة مستدامة للمحيطات، معتبراً أن “هذا المنتدى يشكل دعوة للعمل بشكل مشترك لمواجهة هذا التحدي العالمي الذي يهمنا جميعاً”.

من جهتها، أشارت القنصل العام لفرنسا بالدار البيضاء إلى الدور الاستراتيجي الذي تلعبه الفضاءات البحرية كموارد حيوية للاقتصاد والأمن الغذائي، مشيدة بالتزام المملكة المغربية الراسخ بحماية المحيطات وبالتعاون المؤسساتي “النموذجي” الذي يجمع بين باريس والرباط في هذا المجال الحيوي.

كما أبرزت تريمباش “المساهمة الفعالة” للمغرب في التحضير للمؤتمر الدولي حول المحيطات المقرر عقده في شهر يونيو القادم بمدينة نيس الفرنسية، مؤكدة على الدور المحوري الذي يلعبه البلدان، باعتبارهما “بلدين بحريين مهمين”، في الحفاظ على “الذهب الأزرق” في وجه التهديدات المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ والاستغلال المفرط للموارد البحرية.

بدوره، سلط سفير المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العمراني، الضوء على التحديات الكبيرة المرتبطة بتعزيز التعاون عبر المحيط الأطلسي، باعتباره فضاءً استراتيجياً بالغ الأهمية. وفي كلمة مسجلة تم بثها خلال حفل الافتتاح، أكد أن “المبادرة الملكية الأطلسية، التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحمل رؤية طموحة لأفريقيا: رؤية تعاون أطلسي شامل وسيادي يهدف إلى تحقيق التنمية المشتركة”.

واعتبر العمراني أن “هذه المقاربة المبتكرة تحول الإكراهات الجغرافية إلى ممرات استراتيجية واعدة، وتضع دول الجنوب في قلب الديناميات العالمية المتسارعة”، مضيفاً أن “المغرب يقدم نموذجاً رائداً للتنمية المستدامة، المنفتحة والمتضامنة، حيث يصبح الجنوب محركاً فاعلاً للتقدم الإقليمي والدولي”.

من جانبه، أكد عامل إقليم الجديدة، في معرض حديثه عن الرهانات الكبرى للمنتدى، على الأهمية الاستراتيجية لهذا الموعد السنوي الهام بالنسبة للفاعلين البحريين في المغرب. وأبرز أن هذا الحدث يسلط الضوء بشكل خاص على المؤهلات البحرية الهائلة التي تزخر بها مدينة الجديدة، التي تتميز بشريط ساحلي يمتد على طول 145 كيلومتراً، و16 شاطئاً غنياً بالتنوع البيولوجي الفريد، بالإضافة إلى ميناء الجرف الأصفر الصناعي الذي يعد محركاً رئيسياً للتنمية الاقتصادية على المستوى الجهوي.

كما شدد عطفاوي على الحاجة الملحة لتعزيز الاقتصاد الأزرق الشامل، الذي يرتكز على التثمين المستدام للموارد البحرية، مؤكداً في الوقت ذاته على الضرورة القصوى للحفاظ على المنظومة الساحلية الحساسة في مواجهة التهديدات المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ والتلوث بأنواعه والصيد الجائر، داعياً إلى تبني تدبير متكامل ومسؤول وجماعي للتراث البحري الغني.

وتتمحور فعاليات دورة هذا العام من منتدى البحر حول ستة محاور رئيسية ذات أهمية بالغة، تشمل قضايا الغذاء والصحة المرتبطة بالبحر، والحفاظ على البيئة البحرية، وتعزيز التجارة المستدامة، وتكريس الحوار والتعاون الدولي، وتطوير السياسات البيئية الفعالة، بالإضافة إلى تشجيع الابتكار والاستغلال المسؤول للموارد البحرية. كما يتضمن برنامج الدورة مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية التي تثري النقاشات وتعزز الوعي بأهمية الحفاظ على محيطاتنا، بما في ذلك المعارض الفنية والعروض السينمائية والفعاليات الترفيهية الهادفة.

*الاحبابي سناء – صحافية متدربة