story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
البطولة الوطنية |

البطولة الاحترافية..موسم مثير انتهى بتتويج تاريخي لبركان وهبوط قاس لتطوان والمحمدية

ص ص

أسدل الستار على موسم مثير من البطولة الاحترافية “إنوي” لكرة القدم، حمل في طياته تحولات دراماتيكية، وصراعات استمرت حتى الجولات الأخيرة سواء على مستوى القمة طمعا في اللقب أو على مستوى القاع خشية جحيظ الهبوط.

ولعل أبرز ما ميز هذه النسخة، هو إدراج نظام مباريات السد، الذي أعطى جرعة إضافية من التشويق حتى آخر أنفاس الدوري.

وحسم نهضة بركان لقب البطولة لأول مرة في تاريخه بعدما أنهى الموسم بـ70 نقطة، متفوقًا بفارق مريح عن الجيش الملكي الذي جاء ثانيًا بـ57 نقطة، ليعود الفريق العسكري مجدداً للمشاركة القارية من باب دوري أبطال إفريقيا.

وفي هذا السياق، اعتبر الإطار الوطني عبد الغني العثماني، في حديثه مع صحيفة “صوت المغرب”، أن المنطق احترم في فوز نهضة بركان بلقب الدوري، مضيفًا أن “التسيير العقلاني والاحترافي” للفريق كان عاملًا حاسمًا في هذا التتويج، الذي وصفه بـ”المستحق”.

وبالنسبة للجيش الملكي، أكد العثماني أنه خاض موسمًا صعبا، توجه بنيل البطاقة الثانية للمشاركة المغربية بمسابقة عصبة الأبطال الإفريقية.

ومن جهته، نجح الوداد الرياضي في خطف المركز الثالث بعد فوزه في الجولة الأخيرة على نهضة الزمامرة بهدفين دون رد، ضامنا بذلك مشاركته في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.

وأوضح المحلل الرياضي أن الصراع على المقعد الإفريقي كان من أكثر مشاهد البطولة إثارة، ولم يُحسم إلا في الجولة الأخيرة، بعد منافسة شرسة بين الوداد والجيش على بطاقة دوري الأبطال.

وفي تحليله للأداء العام للبطولة، اعتبر العثماني أن “نهضة الزمامرة والفتح الرباطي هما الحصان الأسود لهذا الموسم بدون منازع”، موضحا أن الزمامرة بصم على بداية رائعة مع المدرب محمد أمين بنهاشم ونافس على المراكز الأولى لفترة طويلة، مستفيدًا من الاستقرار التقني والبشري، رغم التراجع الذي عرفه الفريق لاحقًا بعد رحيل مدربه.

وبخصوص الفتح، نوه المتحدث بعمل المدرب سعيد شيبا الذي غير وجه الفريق، وأثبت أن “الثقة في اللاعبين الشباب” تصنع الفارق، مشيرًا إلى أن الفوز الكبير في الجولة الأخيرة على النادي المكناسي بثلاثية يؤكد الصحوة والانسجام داخل المجموعة.

وفي الجهة المقابلة شهد أسفل الترتيب أكثر لحظات البطولة تشويقا، انتهت بهبوط المغرب التطواني وشباب المحمدية إلى القسم الوطني الثاني.

ورغم الصحوة المتأخرة لتطوان، إلا أن الخسارة القاسية على ملعبه بثلاثية أمام شباب السوالم أنهت تواجده في القسم الأول الموسم المقبل.

وعلق العثماني على هذه النتيجة بقوله: “من غير المنطقي أن نرى فريقًا مثل المغرب التطواني يغادر للقسم الأول للبطولة، بعدما عاد في الجولات الأخيرة لتحقيق نتائج إيجابية، غير أن ذلك لم يسعفه في تفادي شبح الهبوط”.

ومن جهة أخرى، أشاد المتحدث بانتصار شباب السوالم خارج الديار، مؤكدًا أن “الفريق بدا عازمًا على التشبث بمكانه بين الكبار”، وسيخوض مباراة سد ضد أحد فرق القسم الثاني لحسم مستقبله.

وأكد العثماني أن “نظام مباريات السد المطبق هذا الموسم أعطى البطولة نفسًا جديدًا”، مشيرًا إلى أن “الفرق لم تكن ضامنة لبقائها، ولا لمشاركاتها الإفريقية، حتى آخر جولتين”، وهو ما عزز من الإثارة والتشويق، ورفع من قيمة المباريات، حسب المتحدث.

على صعيد الأرقام الفردية، تقاسم مهاجم الوداد محمد الرايحي ويوسف الفحلي لاعب الجيش الملكي صدارة هدافي البطولة بـ11 هدفًا لكل منهما، متقدمين على مجموعة من اللاعبين أبرزهم أنس المهراوي، أيوب مولوعة، عبد الله ديارا وأسامة المليوي بـ10 أهداف

وبالعودة إلى قطبي الدار البيضاء، لم تكن الطريق مفروشة بالورود أمام نادي الوداد الرياضي هذا الموسم، إذ عانى الفريق من حالة من التخبّط التكتيكي وعدم الاستقرار، تحت قيادة المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، إذ أدى تكرار تغييرات التشكيلة، وانعدام الانسجام بين اللاعبين، إلى تراجع الأداء، في وقت كان فيه الفريق مطالبًا بالحفاظ على موقعه في مقدمة الترتيب والمنافسة على التأهل لدوري أبطال إفريقيا.

ورغم فلسفة المدرب القائمة على تنويع الحلول الهجومية والضغط في الأطراف، إلا أن غياب الفاعلية وعدم توفر الأسماء المناسبة لتنفيذ خططه، وضع الوداد أمام واقع معقد، ساهم في زعزعة ثقة الجماهير.

وكانت الضغوط النفسية التي لاحقت المدرب الجنوب إفريقي قد بلغت ذروتها، ليقرر النادي منحه “عطلة استثنائية” قبل نهاية الموسم، تمهيدًا للانفصال الرسمي عنه.

أما الرجاء الرياضي، فلم تكن بدايته بدورها موفقة، بعد موسم استثنائي تُوج فيه الفريق بثنائية تاريخية، حيث بصم على انطلاقة مخيبة للآمال، بهزيمتين متتاليتين أمام نهضة بركان واتحاد طنجة، في ظل غياب الاستقرار الفني عقب رحيل المدرب الألماني جوزيف زينباور.

ولم يسعف تعيين البوسني روسمير زفيكو الفريق في استعادة توازنه، بل زاد من حالة الغموض التي أحاطت بالفريق، خاصة في ظل المشاكل الإدارية التي تفجرت باعتقال الرئيس السابق محمد بودريقة، وتأثيرها المباشر على التسيير.

وعجل توالي النتائج السلبية باتخاذ المكتب المديري لقرار الاستقالة الجماعية، في خطوة تعكس حجم الأزمة التي مر منها الرجاء على مختلف المستويات، خاصة وأن الفريق الذي صنع الاستثناء قبل أشهر، وجد نفسه في مهب رياح متقلبة.

وبهذا الشكل، اختتم موسم استثنائي من البطولة، أكدت فيه فرق مثل نهضة بركان والفتح الرياضي نهجًا احترافيًا واستقرارًا تقنيًا، بينما دفعت فرق أخرى، مثل المغرب التطواني وشباب المحمدية، وحتى الرجاء رغم تحسن أدائه في آخر الجولات تحت قيادة لسعد الشابي، -دفعت- ثمن سوء التدبير والمشاكل المالية.

وينتظر أن تلعب مساء الإثنين 12 ماي 2025، آخر مباريات البطولة، حين يواجه فريق الرجاء البيضاوي فريق شباب المحمدية، على أرضية ملعب البشير بالمحمدية انطلاقا من الساعة الثامنة مساء بتوقيت المغرب.