story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

الإستعانة بالكبار

ص ص

لم يكن أحد يتوقع أن يكون الفصل الأخير في المسيرة الطويلة  للمدرب الإيطالي الكبير كلاوديو رانييري بهذه القوة. الرجل الذي كان قد  أعلن اعتزاله التدريب بعد مشوار حافل بالألقاب والإنجازات مع أندية أوربية مختلفة،  وذهب إلى تقاعده المريح، عاد فجأة إلى كراسي الإحتياط في نونبر من العام الماضي، تلبية لنداء نادي روما، الذي كان يمر بواحدة من أسوأ فتراته منذ سنوات.

وقتها، بدا أن الفريق يتجه نحو موسم صفري أو اندحار غير مألوف لنادي العاصمة الإيطالية العريق إلى القسم الثاني لدوري الكالشيو، لكن رانييري – كما فعل في ليستر سيتي قبل أعوام – قلب المعادلة، وكتب فصول معجزة كروية جديدة كان عنوانها الأبرز.. كيف تحول فريقا يقاوم شبح النزول إلى واحد من المتنافسين على كوكبة مقدمة الترتيب في بضع دورات.

عند توليه المسؤولية، كان “الذئاب” في المركز الثاني عشر. الفريق يفتقر للثقة، يعاني من الإصابات، وتضيع هويته التكتيكية مع كل جولة. لكن رانييري لم يحتاج إلى وعود طويلة، بل إلى أداء فوري. قال ببساطة: “أنا هنا لأقدم كل ما لدي. لا أفكر في المستقبل، فقط في إنقاذ الحاضر.”

النتائج تجاوزت التوقعات. تحت قيادته، حقق روما سلسلة من 19 مباراة دون خسارة، منها 14 فوزًا، ليصعد الفريق إلى المركز الرابع ويصبح حلم دوري الأبطال قريب المنال بعد سبع سنوات من الغياب.

المثير أن رانييري لم يعتمد على نجومه الكبار فحسب – فقد غاب ديبالا لأشهر – بل أخرج أفضل ما لدى لاعبين لم يكونوا في دائرة الضوء. الأوكراني أرتيم دوفبيك تألق بشكل لافت، والمدافع الألماني ماتس هوملز استعاد وهجه.

صحيفة كوريري ديلو سبورت وصفت ما يفعله بـ”التحفة الأخيرة”، بينما كتبت فوتبول إيطاليا: “روما يعيش حلمًا متأخرًا. رانييري أثبت أن العمر مجرد رقم حين يكون الشغف حاضرًا.”

ورغم كل هذا، ظل رانييري وفيًا لكلمته. قال منذ البداية: “سأغادر في نهاية الموسم، مهما كانت النتائج. هذه ليست بداية جديدة، بل نهاية تليق برجل أحب روما.” ذلك الموقف النزيه أصبح وقودًا للاعبين، الذين باتوا يقاتلون من أجل مدربهم بقدر ما يقاتلون من أجل قميص النادي.

ومع اقتراب الجولات الحاسمة أمام أتالانتا، ميلان وتورينو، يبقى الأمل معلقًا بأن يُمنح رانييري الوداع الذي يستحقه – وداع الكبار، من الباب الأوروبي.