الأشبال أمام سيراليون لخطف تأشيرة العبور لنصف نهائي “الكان”

يخوض المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة، الإثنين 12 ماي 2025، مباراة حاسمة أمام نظيره السيراليوني، برسم ربع نهائي كأس أمم إفريقيا للشباب لكرة القدم، المقامة حاليًا في مصر، وذلك على أرضية ملعب “30 يونيو” بالعاصمة القاهرة، انطلاقًا من الساعة الرابعة عصرً بتوقيت المغرب.
ويطمح “أشبال الأطلس” إلى مواصلة المشوار القاري وضمان مقعد في نصف النهائي، ما يعني التأهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم لأقل من 20 سنة، التي ستقام في تشيلي، خلال الفترة من 27 سبتمبر وحتى 19 أكتوبر 2025، في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين أمام منتخب سيراليون، أحد مفاجآت النسخة الحالية من البطولة.
وبلغ المنتخب المغربي هذا الدور بعد تصدره للمجموعة الثانية برصيد سبع نقاط، من فوزين على كينيا (3-2) وتونس (3-1)، وتعادل دون أهداف أمام نيجيريا، محققًا أفضل معدل تهديفي في مرحلة المجموعات (6 أهداف)، مع خمس مباريات بشباك نظيفة في آخر سبع مواجهات بالبطولة القارية.
وفي المقابل، حقق المنتخب السيراليوني تأهلًا تاريخيًا إلى ربع النهائي في أول مشاركة له، بعدما حل ثانيًا في المجموعة الأولى، حيث تعادل مع زامبيا (0-0)، وفاز على مصر (4-1) وتنزانيا (1-0)، قبل أن يسقط أمام جنوب إفريقيا في الجولة الأخيرة (1-4)، في مباراة أراح فيها مدربه سبعة لاعبين أساسيين.
وهبي: لا مجال للحسابات وسيراليون منافس قوي
وعبر مدرب المنتخب الوطني، محمد وهبي، عن فخره بما قدمه لاعبوه في دور المجموعات، مؤكدًا أن المباراة أمام سيراليون تُعد نهائيًا مصغرًا “هي مباراة فاصلة، لا مجال فيها للحسابات: الفوز يؤهلك، والخسارة تعني العودة إلى الوطن. سيراليون منتخب قوي وخطير، يملك أرقاما كبيرة على مستوى الهجوم، ولديه عناصر متمرسة شاركت مع منتخب الكبار”.
وأضاف في الندوة التي تسبق المباراة: “نحن نحترم المنافس، لكننا نثق في قدراتنا وطموحنا لم يتغير.. لقد بنينا هذا الفريق منذ سنتين، ووصلنا إلى هذه المرحلة بفضل العمل والانضباط. هدفنا هو التأهل إلى كأس العالم والمضي قدمًا في البطولة”.
وأكد وهبي أن جميع اللاعبين في حالة بدنية جيدة، باستثناء ياسر زبيري الذي تأكد غيابه حتى نهاية البطولة، وعبد الحميد آيت بودلال الذي يواصل التأهيل، مع إمكانية جاهزيته في حال تحسنت حالته قبل الموعد.
وشدد المدرب على أن “الاستقرار الذهني والانضباط التكتيكي” سيكونان مفتاح التفوق في هذه المواجهة، خاصة أمام خصم يتميز باللعب القوي والاندفاعي.
رمرم: تأهل يعكس نضج التكوين ويزرع ثقافة الفوز
ومن جهته، اعتبر المحلل الرياضي هشام رمرم أن تأهل المنتخب المغربي إلى ربع النهائي يشكل محطة مهمة في مسار تطوير فئة الشباب، وقال في تصريح لـصحيفة “صوت المغرب”، إن “هذا التأهل لا يعكس فقط الجانب الرياضي، بل أيضًا ثمرة عمل طويل في التكوين وبناء شخصية اللاعب الدولي”.
وأضاف أنه “كلما تقدّم هؤلاء اللاعبون في المنافسات، كلما راكموا خبرةً تؤهلهم للارتقاء إلى مستويات أعلى داخل المنتخبات الوطنية. ثقافة الفوز بدأت تترسخ، لم نعد نكتفي بالحضور بل نلعب على الانتصارات والألقاب”.
وأكد رمرم أن مثل هذه البطولات تُكسب اللاعبين بعدًا نفسيًا ومعنويًا كبيرًا، مردفا أن “الفوز يمنحهم الثقة، ويصنع جيلًا مؤهلا للمنافسة القارية والدولية. لقد تخلصنا من عقدة نقص الاحتكاك، وبات لاعبونا يعرفون جيدًا طبيعة التنافس الإفريقي”.
وختم بالقول: “جيل اليوم هو امتداد طبيعي لنجاحات الكرة المغربية، والتقدم في كأس إفريقيا للشباب سيكون خطوة إضافية نحو بناء منتخب أول قوي في المستقبل”.
سيراليون.. الحصان الأسود في أول مشاركة
وفي المقابل، يخوض منتخب سيراليون المواجهة مدفوعاً برغبة صناعة إنجاز تاريخي، بعدما فاجأ الجميع في أول ظهور له بكأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة، حيث حل الفريق ثانياً في المجموعة الأولى خلف جنوب إفريقيا، وحقق فوزين مثيرين على مصر (4-1) وتنزانيا (1-0)، وتعادل سلباً مع زامبيا، قبل أن يتلقى هزيمته الوحيدة أمام جنوب إفريقيا (4-1) بعد إراحة سبعة من لاعبيه الأساسيين.
ويُعتبر المهاجم الشاب موموه كامارا (18 سنة) أبرز نجوم الفريق، حيث يتصدر قائمة هدافي البطولة برصيد أربعة أهداف، كلها سُجلت بعد الدقيقة 63، في مؤشر على القوة الذهنية للفريق في الأشواط الثانية.
ويُعد سيراليون أول منتخب وافد جديد يصل إلى الأدوار الإقصائية منذ أوغندا 2021، وأول منتخب يُحقق انتصارين متتاليين في دور المجموعات منذ غانا سنة 1991.
وتحمل هذه المباراة أيضًا طابعًا خاصًا للمنتخب الوطني، الذي يبحث عن أول تأهل إلى نصف النهائي منذ نسخة 1997 التي توج بلقبها، وعن رد الاعتبار بعد إقصائه في ربع نهائي نسخة 2021 بركلات الترجيح أمام تونس.