استطلاع: 53% من المغاربة الراغبين في الهجرة يفكرون في طريقة غير قانونية

على الرغم من كل مآسي الهجرة التي تابعها المغاربة على مدى العقدين الماضيين، لا زال حلم الهجرة غير الشرعية يراود خيالهم، وبنسب كبيرة، ليجعل منهم أكثر الشعوب العربية، اقتناعا بالهجرة بدون أوراق إدارية.
وفي السياق ذاته، أكشف استطلاع الرأي العام تجاه الهجرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي أنجزه البارومتر العربي، أن من ضمن المغاربة الطامحين للهجرة، فإن أكثر من نصفهم، وتحديدا 53 بالمائة منهم لديهم استعداد لخوض التجربة بطريقة غير شرعية، وبدون الأوراق المطلوبة.
هذه النسبة هي الأعلى في العالم العربي، حيث سجلت موريتانيا 44 بالمائة، وتونس 42 بالمائة وانخفضت في فلسطين إلى 30 بالمائة ثم 19 بالمائة في الأردن فـ17 بالمائة في لبنان.
وحسب المصدر ذاته، فإنه من بين المهاجرين المحتملين، يميل الحاصلون على التعليم الثانوي فقط أو أقل إلى التفكير في الهجرة دون توفر الأوراق الرسمية أكثر من أقرانهم المتعلمين جامعيا، غير أن الفارق بينهما يبقى بسيطا.
وتشير المعطيات إلى أن 40 بالمائة من الراغبين في الهجرة من الحاصلين عل ىشهادات جامعية، يدعمون خيار الهجرة غير الشرعية، مقابل 58 بالمائة في صفوف المتعلمين إلى المستوى الثانوي أو دونه.
يواجه المغرب تحديات اقتصادية جسيمة، أدت إلى زيادة معدلات الهجرة نحو إسبانيا نتيجة عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. وفي تقرير حديث، برز المغرب كنقطة انطلاق استراتيجية نحو أوروبا، متشابكا بثلاثة مسارات رئيسية مع إسبانيا: الممرات البرية إلى سبتة ومليلية، والطريق البحري إلى البر الرئيسي الإسباني، والطريق البحري إلى جزر الكناري.
ورغم التشديدات الأمنية، كشف تقرير حديث الصادر عن المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية لشهر يونيو 2024، عن زيادة ملحوظة في عدد الوافدين المغاربة إلى إسبانيا خلال عام 2023، مسلطا الضوء على التحديات الأمنية والاقتصادية التي تؤجج هذا التدفق البشري.
في الوقت ذاته، يسجل التقرير انخفاضا في أعداد الوافدين على سبتة ومليلية المحتلتين، وارتفاعا طفيفا في جزر الكناري، ما يعكس تعقيدات الوضع الأمني والمأساة الإنسانية المستمرة على الحدود.
وأشار التقرير إلى أن “أعدادا كبيرة من المهاجرين تعبر الحدود بين المغرب والجزائر، مما يضيف تعقيدا إضافيا للوضع الأمني في المنطقة”. وجاء في ذات التقرير أن “عام 2023 شهد استقرارا واسع النطاق في اتجاهات تهريب البشر في المغرب رغم اختلاف الديناميكيات حسب المسار، وحدث انتعاش كبير في التحركات من شمال المغرب إلى إسبانيا عبر بحر البوران ومضيق جبل طارق”.