story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

اختفوا في البحر منذ أسبوع.. نداء عاجل للسلطات المغربية للعثور على 51 مهاجرا

ص ص

في السواحل الجنوبية للمملكة، حيث تتكرّر قصص المآسي الإنسانية نفسها، وإن كانت بأسماء مختلفة، قوارب صغيرة تقل شبابا، ضاقت بهم السبل في وطن لم يجدوا فيه ما يكفي من أمل، فاختاروا المجهول طريقا إلى “الفردوس الأوروبي”، عبر جزر الكناري المحتلة، لكن مصير رحلتهم هذه المرة ظل غامضا، بعدما اختفى قارب منذ أسبوع في عرض البحر، كان يقلّ 51 شخصا، بينهم نساء وأطفال.

بدأت تفاصيل هذا الحادث المؤلم من مدينة سيدي إفني، حيث انطلق القارب فجر الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 نحو جزر الكناري، وعلى متنه 51 شخصًا، بينهم ثلاث نساء وطفلان وخمسة مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، قبل أن ينقطع الاتصال بهم بشكل كامل، ودون أن يعرف مصيرهم حتى يوم 20 أكتوبر 2025.

القارب الذي غادر الشاطئ في ساعات الصباح الأولى، كان يُفترض أن يقطع مسافة تقارب 120 كيلومترا قبل بلوغ جزيرة لانزاروت بالأرخبيل المحتل، غير أن الاتصال انقطع بالمهاجرين بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي، لتبدأ رحلة قاسية من القلق والبحث لدى العائلات التي لم تتلقَّ أي خبر منذ ذلك الحين.

صحيفة “صوت المغرب” تواصلت مع أخت أحد المفقودين على متن القارب، والتي فضلت عدم ذكر اسمها، أكدت أن شقيقها البالغ من العمر 23 سنة كان ضمن الركاب، موردة “تواصلنا معه آخر مرة يوم الأربعاء، ومنذ ذلك الحين انقطع الاتصال تمامًا، رغم محاولاتنا المستمرة للاتصال به وبمن معه”.

وأوضحت المتحدثة في تصريحها أن “صديق شقيقها، الذي كان بدوره على متن القارب، أرسل رسالة إلى أخيه، أخبره فيها أن الرحلة قطعت ست ساعات في البحر، وأن منظّم الرحلة كان يطمئن الركاب ويؤكد لهم أنهم اقتربوا من الوصول”.

وأضافت أن “آخر تواصل جرى بين قائد القارب ومنظّم الرحلة كان يوم الأربعاء على الساعة الرابعة مساءً، حيث قال إن الركاب حاولوا الاعتداء عليه وكسر هاتفه، وأنهم على بعد 120 كيلومترًا فقط من جزيرة لانزاروت، قبل أن ينقطع الاتصال بشكل نهائي”.

ووفقًا لشهادتها، تقول المتحدثة، “إن جميع الرحلات التي غادرت سيدي إفني بعد يومين من تلك الواقعة وصلت إلى وجهتها، باستثناء هذه الرحلة التي ما يزال مصيرها مجهولًا بعد مرور أسبوع كامل”.

وذكرت أن “أسر المفقودين تواصلت مرارًا مع السلطات الإسبانية التي استجابت وأطلقت عمليات تمشيط جوية وبحرية بحثًا عن القارب، لكنها لم تسفر عن أية نتيجة، “في حين لم تتلقَّ العائلات أي تفاعل فعلي من الجانب المغربي رغم نداءاتها المتكررة”.

وقالت إن “السلطات المغربية تطلب منا إشارة من داخل البحر، وهذا مستحيل، لأن المهاجرين لا يملكون أجهزة إرسال أو هواتف وسط البحر، نريد فقط أن تتحرك عمليات البحث قبل فوات الأوان”.

ولم تتوقف الأسر عند هذا الحد، إذ أشارت أخت المفقود إلى أن “العائلات توجهت يوم الاثنين 20 أكادير 2025 إلى مدينة أكادير بحثًا عن أية معلومة حول مصير أبنائها، غير أن السلطات المحلية هناك أخبرتهم بأنها لا تملك أية معطيات بشأن القارب المفقود”.

وأضافت أن السلطات وجهتهم إلى مدينة طانطان لتقديم بلاغات جديدة، موردة أن الأسر قررت الانتقال إلى طانطان، على أمل أن تشرع فرق الإنقاذ في البحث عن القارب”.

وطالبت المتحدثة من السلطات المغربية بالتحرك العاجل، مشيرة إلى أن السلطات الإسبانية تقوم بعمليات بحث مستمرة، لكنها لا تستطيع اختراق المياه المغربية للتمشيط، ما يجعل تدخل الجانب المغربي ضروريًا للعثور على القارب والمفقودين، منذ أسبوع في عرض الأطلسي.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد أوردت، في تقرير لها شهر ماي الماضي، أن طريق المحيط الأطلسي لغرب إفريقيا المؤدي إلى جزر الكناري، سجل خلال سنة 2024، أعلى حصيلة وفيات له على الإطلاق، حيث تم تسجيل 1,095 حالة وفاة واختفاء، من بينهم 138 قبالة سواحل المغرب.

وتعكس هذه الزيادة الحادة، وفقاً للتقرير، تحولاً مقلقاً نحو رحلات بحرية أطول وأكثر خطورة إلى جزر الكناري، في ظل محدودية البدائل الآمنة التي تدفع الأفراد إلى المجازفة بحياتهم.

ولفتت المنظمة الدولية للهجرة الانتباه إلى أن العديد من الوفيات على الطرق البرية تبقى غير مرئية، خاصة في مناطق مثل الصحراء الكبرى، حيث يصعب الوصول وتكون إمكانيات الإبلاغ محدودة بشدة.