احتجاجات “جيل Z”.. بنعبد الله: تنبيه للحكومة من أجل تصحيح المسار

قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن احتجاجات “جيل Z” تشكل “تنبيهاً للحكومة”، محذراً هذه الأخيرة من الاستمرار في “نهج التعالي والغرور”، الذي يجعلها تروج لإنجازات وأرقام لا تنعكس على الواقع الملموس.
واعتبر بنعبد الله، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن ما يعيشه المواطنون اليوم من تعبيرات احتجاجية هو نتيجة مباشرة لغياب حلول عملية لمشكلات أساسية، على رأسها وضعية المستشفيات والمدارس العمومية، إضافة إلى صعوبات الولوج إلى الماء والخدمات الاجتماعية.
ويرى الأمين العام لحزب “الكتاب” أن هذه التعبيرات الشعبية تمثل فرصة حقيقية لتصحيح المسار، داعياً الحكومة إلى الاستماع الجيد لانتظارات المواطنين، خصوصاً فئة الشباب التي تتطلع إلى سياسات عمومية ناجعة.
وأضاف أن ما يشهده الشارع من مظاهرات هو “تعبير إيجابي وسلمي وطبيعي” ينسجم مع ما يتيحه الدستور من حقوق، مشدداً على ضرورة أن تتعامل السلطات مع هذه الدينامية بأريحية، وأن تُطلق سراح كافة المعتقلين على خلفية هذه الحركة الاحتجاجاية.
وختم بنعبد الله تصريحه بالتأكيد على أهمية تمكين المواطنين من التعبير عن أنفسهم بحرية، حتى تشكل هذه الاحتجاجات متنفساً للمجتمع، محذراً من الانزلاق نحو أوضاع أكثر خطورة في حال غياب المعالجة السليمة.
وأمسى الشارع المغربي، يوم السبت 27 شتنبر 2025، على وقع احتجاجات عارمة اجتاحت مختلف مدن البلاد، مطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية في عدة قطاعات، أبرزها التعليم والصحة.
هذه الاحتجاجات، التي يقودها “جيل Z”، واجهت تدخلاً أمنياً لتفريق المتظاهرين بالقوة، قبل أن تتحول إلى مطاردات وتوقيفات واسعة.
ورفع المحتجون شعارات تعبر عن رفضهم لاستضافة كأس العالم في وقت يتواصل فيه التهميش والفساد، من قبيل: “الصحة أولا، ما بغيناش كاس العالم”، و”التيرانات بأحسن تصميم، ولا صحة لا تعليم”، و”مغرب سريع في التهميش والتضييع”، فضلاً عن الشعار الأبرز: “حرية، كرامة، عدالة اجتماعية”.
الجهة الداعية للمظاهرات، التي تتواصل لليوم الثاني على التوالي، تؤكد بحسب بلاغ على حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، أن حركتها سلمية وأن مطالبها اجتماعية مشروعة. وتتمحور هذه المطالب حول التعليم والصحة، والحكم والعدالة، والاقتصاد والعمل، والعيش الكريم والبنية التحتية.
كما يدعو شباب “جيل Z” إلى محاربة الفساد وتفعيل المحاسبة، وإرساء قضاء مستقل ونزيه، وضمان انتخابات شفافة، إضافة إلى حرية التعبير، وإعلام مستقل، وشفافية مالية شاملة.
أما في التعليم، فيعتبرون أن التعليم أساس كل إصلاح، إذ “لا يمكن لبلد أن يتقدم إذا بقيت مدارسه مكتظة”. ويطالبون بتعليم مجاني وذي جودة للجميع، مع سد الخصاص وتحديث المناهج لتواكب الاقتصاد الرقمي والعلوم الحديثة، وإدماج مواد عملية مثل البرمجة والذكاء الاصطناعي.
وفي قطاع الصحة، يرى المحتجون أن الصحة “حق أساسي، والواقع الحالي لا يليق بمواطن مغربي في القرن 21”. لذلك يطالبون بنظام صحي عمومي قوي ومتاح للجميع، وزيادة عدد الأطباء والممرضين وفق المعدلات الدولية، وتجهيز المستشفيات بالأدوية والأجهزة الحديثة.
أما في ما يخص العيش الكريم، فيؤكد “جيل Z” أن هذا المطلب “ليس رفاهية بل أساس للاستقرار”. ومن بين مطالبهم: السكن اللائق، الماء الصالح للشرب، تحسين النقل وفك العزلة عن القرى.
هذا ويؤكد الشباب أن الاقتصاد المغربي بدوره “لا يخلق ما يكفي من فرص”، وأن البطالة تضرب خصوصاً صفوف الشباب. وطالبوا بفرص عمل حقيقية، ودعم المقاولات، وتشجيع الاستثمار المحلي، ومحاربة الاحتكار.
ويشدد المحتجون على ضرورة وقف خوصصة القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والماء والكهرباء، ومنح الأولوية للاستثمار في الشركات الوطنية بدل الاعتماد المفرط على الأجنبية، إضافة إلى وضع خطة وطنية لتقليص الدين الخارجي وربط أي قرض بمشاريع تنموية واضحة.