ابن كيران: لولا “طوفان الأقصى” لانتهت القضية الفلسطينية
قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله ابن كيران، إنه لولا ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر 2023، في إشارة إلى معركة “طوفان الأقصى” “وهجومها على ما يُسمّى بإسرائيل، (…) لكانت القضية الفلسطينية قد طُويت وانتهت”.
وأرجع ابن كيران هذا الأمر، في كلمته خلال اللقاء التواصلي مع الهيئات المجالية لحزب العدالة والتنمية بجهة مراكش آسفي، الأحد 07 دجنبر 2025، “إلى عقيدة الدولة الصهيونية التي تقوم، على أنهم أسّسوا دولتهم في أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، مؤكدا أنها عقيدة لا تعترف بوجود الفلسطينيين أصلا.
وأضاف رئيس الحكومة الأسبق، “أن هؤلاء لا يمكن التفاهم معهم، فهم يريدون القضاء على كل ما يرتبط بفلسطين والفلسطينيين، لولا ذلك العقل الجبار، والإيمان الذي يزن جبال الأرض، والشجاعة الفريدة التي دفعت بيحيى السنوار ومحمد الضيف ورفاقهما إلى توجيه تلك الضربة القاسية والشجاعة لتلك الدولة التي كانت، قبل ذلك، ترصد حتى مرور ذبابة عند السور العازل بين غزة وضفّتها، حيث يقيم الفلسطينيون”.
وتابع قائلا خلال اللقاء المنظم تحت شعار: “تعبئة شاملة ونضال مستمر من أجل الوطن”، إنه “لولا ذلك، لكانت قضية فلسطين قد انتهت نهائيًا، لأن الإسرائيليين قبل الطوفان كانوا يدخلون إلى الحرم متى شاؤوا، ويقتلون الفلسطينيين في الشوارع، في وقت لا تقوم فيه الدول العربية بأي خطوة لردع هذا الطغيان”.
وفي غضون ذلك، أكد ابن كيران أنه كان بإمكانه اعتزال السياسة، وهو يرغب في ذلك، لكنه يشعر بالمسؤولية تجاه ما يجري، وبالواجب أمام الله، قائلا “هؤلاء الناس وما يقع لهم إذا كنا فعلًا أمة واحدة، لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي ونواصل حياتنا بشكل عادي وكأن شيئًا لم يحدث”.
وأبرز أن “هناك من ابتلانا الله بهم ويريدون أن يجعلوا منا إسرائيليين”، معتبرًا ذلك قمّة البجاحة والخيانة وفقدان الصواب، لأن المغرب، وإن كان دولة قائمة بذاتها، فلم يكن يومًا دولة منفصلة عن أمّته، بل جزءًا من أمّة كبيرة وعميقة الجذور عبر التاريخ، ولن تزول رغم كل السوء الذي يُراد بها”.
وفي هذا السياق شدد المتحدث على ضرورة استعادة الوحدة بين الدول العربية، “لأن الجميع مهدد الآن وفي خطر، لكنها لا تحرك ساكنا”، متساءلا، أين هي الإنسانية وأين هي البشرية؟
وأوضح أنه “رغم أن المغاربة لا يقومون اليوم بشيء كبير تجاه الفلسطينيين، إلا أنهم على الأقل يتحدثون عنهم ويخرجون في مسيرات”، داعيًا المواطنين إلى الاستمرار في التظاهر ودعم الفلسطينيين بكل الوسائل المتاحة.
وخلص رئيس الحكومة الأسبق إلى التأكيد على أن “ما يراه الفلسطينيون، الذين يجمعهم بنا نفس الدم واللغة والانتماء، من مآسٍ وتعذيب على يد الاحتلال، يفوق ما قد يخطر على البال”.