ابنة مارادونا: الرعاية المنزلية كانت حكمًا بالإعدام على والدي

اتهمت جيانينا مارادونا، ابنة أسطورة كرة القدم الراحل دييغو مارادونا، الطبيب المعالج لوالدها ليوبولدو لوكي، بعدم قدرته على شرح خطة العلاج التي كان يتلقاها، محملة إياه مسؤولية قرار نقله إلى الرعاية المنزلية قبيل وفاته عام 2020.
وفي جلسة استماع جديدة، نقلتها وسائل أرجنتينية الأربعاء 14 ماي 2025، قالت جيانينا إن حالة والدها كانت “تتدهور بشكل واضح” قبل وفاته، وأكدت أنها أبلغت الطبيب لوكي بذلك مرارًا، دون أن تتلقى ردودًا مقنعة.
وأضافت: “أخبرته أن والدي بدا تائهًا، غير قادر على المشي، ولا يشعر بالسعادة… وكان يرد بأن حالته تمر بأيام جيدة وأخرى سيئة”، مشيرة إلى أن الطبيب لم يقدم أي توضيحات دقيقة بشأن العلاج المتبع.
ويُحاكم لوكي، وهو جراح أعصاب، إلى جانب ستة من العاملين في القطاع الطبي، بتهمة القتل غير العمد نتيجة الإهمال، في قضية وفاة مارادونا، التي هزت الرأي العام الأرجنتيني والدولي.
وتصل عقوبة التهمة الموجهة إليهم إلى 25 عامًا من السجن، في محاكمة مستمرة منذ 11 مارس الماضي، ومن المرتقب أن تمتد حتى يوليوز المقبل.
وأشارت جيانينا إلى أن قرار الرعاية المنزلية اقترحه كل من لوكي والطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف، والأخصائي النفسي كارلوس دياز، وهم من بين المتهمين، مؤكدة أنها قبلت بالخطة رغم شكوكها، اعتمادًا على ثقتها في الفريق الطبي.
وأضافت : “الآن، عندما أنظر إلى الوراء، أشعر أنهم عزلوا والدي في مكان قبيح ومظلم ووحيد”.
ومن جهته، أدلى فرناندو فيلاريخو، رئيس وحدة العناية المركزة في عيادة “أوليفوس”، بشهادة صادمة قال فيها إن نقل مارادونا إلى منزل خاص كان قرارًا خاطئًا وخطيرًا، لكون حالته كانت معقدة، وتستدعي إشرافًا طبياً دائماً داخل مؤسسة متخصصة، خاصة أنه كان يعاني من اضطرابات مرتبطة بالإدمان وسلوكيات يصعب ضبطها خارج بيئة استشفائية.
وأكد فيلاريخو أن الطاقم الطبي تفاجأ بإجراء عملية إزالة الورم الدموي دون الفحوص اللازمة، مضيفًا أن المنزل الذي نُقل إليه مارادونا لم يكن مجهزًا، ولا تتوفر فيه أدنى شروط السلامة أو المتابعة الطبية، بل وصف الأجواء فيه بـ”المحرجة”، مشيرًا إلى أن كل شيء كان مسموحًا في غرفة مارادونا، بما في ذلك تناول الوجبات غير الصحية.
وأوضح أن اقتراح الرعاية المنزلية جاء من لوكي وكوساتشوف، وأنه شعر بأنه مجرد طرف ثانوي في قراراتهم، قائلاً: “لم أكن أملك سلطة حقيقية، وكل ما حدث هناك كان خارجًا عن السيطرة”.
وفي وقت سابق، قدمت دالما مارادونا، الابنة الكبرى للنجم الراحل، شهادة أكدت فيها أن الفريق الطبي خدع العائلة، موهمًا إياها بأن الرعاية ستكون متكاملة.
وأضافت بالقول: “أخبرونا أن كل شيء تحت السيطرة، لكن الواقع كان مأساويًا… لم تكن هناك معدات، ولا سيارة إسعاف، ولا مراقبة طبية فعلية”.
وحملت دالما المسؤولية مباشرة إلى لوكي وكوساتشوف ودياس، مؤكدة أنهم كانوا يمنعون الزيارات العائلية لأسباب غريبة.
وكان مارادونا قد خضع لجراحة دقيقة في الدماغ في نونبر 2020، ونُقل بعد أسبوع من خروجه من العناية المركزة إلى منزل خاص بمنطقة تيغري، حيث توفي في 25 نونبر إثر أزمة قلبية حادة، عن عمر ناهز الستين عامًا.