إيران ترفع راية “الانتقام الحمراء” بعد الهجوم الإسرائيلي

رفعت إيران راية “الانتقام الحمراء” فوق قبة مسجد جمكران في مدينة قم، الجمعة 13 يونيو 2025، وذلك بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشآت نووية وعسكرية في طهران ومناطق أخرى من البلاد، وأدى إلى مقتل عدد من كبار قادة الجيش والعلماء النوويين الإيرانيين.
ويعد هذا الإجراء الذي أعلنته وكالة أنباء “فارس” الرسمية، مؤشرًا رمزيًا قويًا على دخول إيران في حالة “ثأر مفتوح”، ويُنبئ برد محتمل على الهجوم الذي وُصف بأنه الأخطر منذ سنوات، خصوصا وأنها لم ترفع إلا مرات معدودات في التاريخ الحديث.
ما معنى الراية الحمراء؟
ويحمل رفع العلم الأحمر في إيران، وخصوصًا في السياق الديني الشيعي، دلالات عميقة تتصل بالثأر والانتقام، فهو إعلان رمزي عن نية الأخذ بالثأر للدماء التي سُفكت ظلمًا، ويُشير إلى أن “الصفحة لم تُطوَ بعد”، وأن القصاص قادم.
وفي التقليد الشيعي، ترتبط الراية الحمراء برمزية واقعة كربلاء، وتُعد دعوة لردّ المظالم، ويُنظر إليها كموقف وطني وديني في آنٍ واحد، يعكس الحزن والغضب والالتزام بالانتقام.
ورُفعت الراية، يوم الجمعة 13 يونيو 2025، فوق قبة مسجد جمكران بمدينة قم جنوب طهران، وهو مسجد ذو رمزية دينية كبيرة، ويُعد أحد أهم المزارات الدينية لدى الشيعة في إيران، ويرتبط تقليديًا بالإمام المهدي في المعتقدات الشيعية.
هل سبق أن رفع راية الانتقام؟
لم تكن هذه المرة الأولى التي تُرفع فيها راية “الانتقام الحمراء”، بل سبق أن رُفعت في عدة مناسبات ذات طابع مأساوي، حيث رفعت في يناير 2020، عقب اغتيال اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في غارة أمريكية قرب مطار بغداد.
ورفغعت أيضا في يناير 2024، خلال إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال قاسم سليماني، إثر تفجير دموي في ضريحه بمحافظة كرمان أسفر عن مقتل حوالي 100 شخص، كما رُفعت قبل وبعد عمليات “الوعد الصادق 1 و2” سنة 2024 التي شنّتها إيران على إسرائيل.
ورفعت أيضًا بعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية -حماس- “بحسب ما تناقلته وسائل إعلام إيرانية حينها” كجزء من حالة “الرد المفتوح” التي تعلنها طهران عند استهداف قيادات حليفة أو بارزة.
في البعد التاريخي والثقافي الإيراني، اللون الأحمر يمثل القوة والشجاعة في مواجهة الأعداء، وهو أحد ألوان العلم الإيراني إلى جانب الأخضر (الإسلام) والأبيض (السلام).
وفي الثقافة الشعبية القديمة، كانت العائلات التي فقدت أحد أبنائها في ظروف غادرة ترفع راية حمراء على بيتها، ولا تُنزلها إلا بعد أخذ الثأر، وهو ما يُضفي بعدًا اجتماعيًا وشعبيًا على هذا الرمز.
هجوم كاسح
وشنت إسرائيل في وقت مبكّر من الجمعة 13 يونيو 2025، سلسلة ضربات واسعة على مواقع نووية وعسكرية في إيران، مما أدى إلى مقتل قادة عسكريين بارزين، في حين توعد المرشد الإيراني علي خامنيئي تل أبيب “بمصير مرير ومؤلم”.
وأتت هذه الضربات قبل يومين من جولة مباحثات جديدة بشأن الملف النووي مقررة بين طهران وواشنطن في العاصمة العمانية مسقط.
وقتل ستة علماء نوويين في الضربات الواسعة النطاق التي شنتها إسرائيل على إيران، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية في الجمهورية الإسلامية.
وعقب ذلك أكدت القوات المسلحة الإيرانية أن “لا حدود” في الرد على إسرائيل عقب الضربات الواسعة، وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة “الآن وقد تجاوز النظام المحتل للقدس كل الخطوط الحمر… (لن تكون ثمة) حدود في الرد على هذه الجريمة”.