story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

إنجاز البارصا !

ص ص

عندما ستنتهي حسرة إقصاء البارصا مساء أمس أمام إنتر ميلانو في نصف نهاية دوري الأبطال الأوروبي، سيتفطن لاعبوها ومسيروها وجمهورها أن ما يقدمونه  من متعة كروية أنيقة, وأن وصولهم إلى هذا الدور أمام أندية قوية وعريقة، وفوزهم بلقب كأس الملك وكأس السوبر الإسباني، واحتلال صدارة ترتيب “لاليغا” حتى الآن، هو في حد ذاته إنجاز خارق لم يكن أشد المتفائلين في النادي الكتلاني يتوقعه أن يحدث خلال هذا الموسم.

قد يقول البعض إن البارصا ناد عملاق بتاريخه ونتائجه وألقابه، وما ظهر عليه من تطور كبير هو شيء عادي جدا وليس غريبا عنه وعن قيمته الكروية، ولكن عندما نتذكر أن هذا الفريق الفتي المتألق الذي يتغلب على الصغار والكبار في إسبانيا وأوروبا، كان إلى غاية نهاية الموسم الماضي مهزوزا يسهل هزمه من طرف “من والا” في لاليغا، ويقصى من المسابقات الأوروبية في الأدوار المبكرة، وجمهوره يبيع تذاكره إلى جماهير الخصوم بعدما فقد الثقة في لاعبيه.. سنتأكد أن ما تحققه البارصا هذا الموسم هو أكبر من كل الألقاب والكؤوس.

لقد تسلم هانزي فليك الفريق من يد تشاڤي هيرنانديز، الذي كان قد أقالته إدارة النادي الكتلاني، بعد خروج إعلامي في نهاية الموسم الماضي تحدث فيه بصراحة مفرطة عن المستقبل الحالك الذي ينتظر البارصا في ظل أزمته المالية العميقة.. وهو الخروج الذي كان قد اعتبرته إدارة لابورتا محاولة للتملص من المسؤولية، ورغبة في ترك تدريب الفريق بعدما عجز عن فرض شخصيته على مستودع الملابس الذي كان يعرف الكثير من الإنشقاقات والولاءات، وبعض تمردات اللاعبين على خططه التكتيكية.

قدوم الداهية فليك بعقليته الألمانية الصارمة، فرض قَطْعاً مع كل ما كانت تعيشه البارصا في عهد تشاڤي ومن قبله، حيث ألزم الجميع ببرنامج يومي “عسكري” عنوانه الإنضباط واحترام الطاقم التقني وتعليماته، مع إضفاء الكثير من علاقات الحب والإحترام والتشجيع مع اللاعبين خصوصا صغار السن، وهو ما أعاد الثقة للكثير منهم، وساعد في تألقهم خبرة فليك في الإختيارات التكتيكية، وحسن توظيفه لما لديه من المواهب والطاقات.. فكانت النتيجة هو التحول السريع إلى فريق ممتع، يُضرَب له ألف حساب، وهذا الصعود اللافت في قيمة لاعبيه وأسهمهم من جديد بعدما كان الجميع  قبل الصيف الماضي يتخبط في الحضيض ويختنق بأزمة المال والنتائج.

البارصا تلعب هذا الموسم بنفسيةِ الذي لاشيء لديه يخسره. فتجاوزُ السنوات القاحلة تقنيا وتدبيريا، وإعادةُ الهيبة لإسمه، وبدايةُ استرجاع القيمة الكروية التي كان عليها الفريق الكتلاني خلال سنوات الإكتساح و”التيكي تاكا” وجيل ميسي الذهبي، هو أكبر رهان نجح في إحرازه هانزي فليك و “أطفاله”، أما الكؤوس والألقاب ستأتي لا محالة خلال المواسم القادمة، إذا ما واصلوا الطريق بنفس العزيمة وروح الإنتصار التي تسكنهم.