story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

إفريقيا في مغربها

ص ص

قرعة كأس إفريقيا للأمم 2025 التي ستجرى مساء هذا اليوم بمسرح محمد الخامس بالرباط، سيكون الحدث الذي ستدخل به البلاد إلى أجواء النهائيات على بعد عشرة أشهر من انطلاقها، وسيبدأ المغاربة بشكل فعلي في ملامسة ذلك الشعور العام بعودة بلادهم إلى حضن القارة السمراء، بعد أن تسببت الحسابات السياسية والدبلوماسية للعهد القديم في غياب أو تغييب المغرب عن المؤسسات الإفريقية المؤثرة.

سنوات طويلة كان بإمكان المغرب أن ينال تنظيم كأس إفريقيا للأمم بعد المرة الأولى التي استضاف فيها دورة 1988 في آخر لحظة بعد اعتذار زامبيا والجزائر، لكن القرار الدبلوماسي للدولة بالإنسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية، ونهج سياسة الكرسي الفارغ، كان بمثابة قطع الصلة نهائيا بالمؤسسات القارية، وكان أول الممتطثلين له في المغرب، هي جامعة كرة القدم التي تركت هي الأخرى أي حضور في اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وفي لجانها التقريرية.

الغياب عن مركز القرار الكروي الإفريقي لسنوات طويلة، حرم المغرب من تسجيل اسمه في الكثير من المناسبات التاريخية داخل القارة السمراء، ودفعه إلى إبداء عدم اهتمامه باستضافة المسابقات الإفريقية المهمة، في الوقت الذي كانت فيه بلدان أخرى تسعى إلى تنظيمها سعيا، وتستغل عاملي الأرض والجمهور و”الدفيعات” الأخرى للكاف، من أجل الفوز باللقب وتسجيله ضمن رصيدها التاريخي من المنجزات والكؤوس.

غياب المغرب عن أجهزة الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، تسبب في مرور الكثير من القرارات المجحفة في حقه، دون أن يجد من كانوا يتحكمون في لجانه، ويخدمون بلدانهم بالأساليب المعروفة، صوتا يحتج على أفاعيلهم ، مثل تعيينات الحكام الفاسدين، وبرمجة المباريات في ظروف وأجواء كانت تهزم المنتخب الوطني والأندية المغربية قبل الدخول إلى أرضية الملعب، والمغاربة لازالوا يتذكرون بحسرة مواجهات خسرناها “صحة” وبكثير من التعسف والظلم، والحقيقة المؤسفة الأخرى من وراء كل هذا، أن المنتخب المغربي على الخصوص مرت به أجيال عديدة كانت تستحق على الأقل لقبا إفريقيا لو وجدت من يحميها في الأجهزة التقريرية للإتحاد الإفريقي.

البكاء على الميت خسارة، كما يردد المغاربة، والمغرب تدارك خلال السنوات الأخيرة خطأه التاريخي وعاد إلى حضن القارة الإفريقية، وصنع له كلمة مسموعة عند جل بلدانها، وطرح أوجها كثيرة للتعاون معها، وأبرز مجالات التعاون تلك، هي كرة القدم التي يتشرف المغرب من اليوم وإلى غاية نهاية شهر يناير 2026 بالتحول إلى عاصمة كروية إفريقية بمناسبة “الكان”، وهي المناسبة التي من المطلوب أن تعيد ربط البلاد بجذورها القارية، وبشكل أكثر قوة ومتانة.