إعادة فتح متحف اللوفر ورئيسته تدلي بإفادتها بعد سرقة مجوهرات تاريخية

بعدما لزمت الصمت منذ الأحد الماضي، تمثل رئيسة متحف اللوفر لورانس دي كار، يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025، أمام البرلمانيين الفرنسيين لتشرح كيف نجح لصوص في سرقة مجوهرات تاريخية تعود إلى التاج الملكي من أحد أشهر المتاحف في العالم.
وبعد ثلاثة أيام من الإغلاق من ضمنها يوم الاغلاق الاعتيادي، الذي يصادف يوم الثلاثاء، أعاد متحف اللوفر فتح أبوابه أمام الزوار صباح اليوم الأربعاء في الساعة التاسعة (السابعة ت غ).
وقالت فاني التي قدمت مع ابنتها من مونبولييه بجنوب فرنسا “كنا نأمل كثيرا أن نجده مفتوحا. سبق أن حجزنا زيارة لليوم، ولم يكن سيتسنى لنا العودة”.
ويتواصل التحقيق بحثا عن اللصوص الأربعة الذين نفذوا عملية السطو في قاعة أبولون ووضعوا يدهم على غنيمة ثمينة من المجوهرات من التراث الفرنسي، ما أثار ذهولا في فرنسا والعالم، وتسبب بعاصفة سياسية وإعلامية حول تدابير حماية القطع الفنية والأثرية في اللوفر.
وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، خلال اجتماع لمجلس الوزراء أنه “يجري نشر تدابير لضمان أمن اللوفر” وأنه طلب “تسريعها”، على ما أعلنت المتحدثة باسم الحكومة مود بريجون للصحافيين.
“ملء الثقة”
وأكد وزير الداخلية لوران نونيز عبر شبكة سي نيوز وإذاعة أوروب 1، أن التحقيق “يتقدم” مشيرا إلى تعبئة “أكثر من مئة محقق”.
وأضاف “لدي ملء الثقة… بأننا سنعثر على مرتكبي” عملية السرقة.
وبعدما أعلنت السلطات الفرنسية في بادئ الأمر أن الجواهر المسروقة لا تقدر بثمن، أعلنت إدارة المتحف أن قيمتها تبلغ “88 مليون يورو”، وهو رقم لا يأخذ بالاعتبار قيمتها التراثية.
وبذلك تكون هذه أكبر عملية سرقة لتحف فنية في العقود الأخيرة، ولو أن القيمة تبقى أدنى بكثير من قيمة المسروقات خلال عملية السطو في متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في بوسطن عام 1990، حين قدر ثمن الأعمال المسلوبة بأقل بقليل من نصف مليار دولار.
وبعدما انصبت الانتقادات والمساءلات على وزيرة الثقافة رشيدة داتي منذ الأحد الماضي، تسلط الأضواء الأربعاء على رئيسة المتحف ومديرته إذ تدلي بإفادتها بعدما امتنعت عن القيام بأي تصريح علني منذ السرقة.
وسيتم الاستماع إليها في الساعة 16,30 (14,30 ت غ) أمام لجنة الثقافة في مجلس الشيوخ، في لحظة حقيقة بالنسبة للمسؤولة التي أصبحت في ماي 2021 أول امرأة تتولى رئاسة اللوفر، المتحف الذي يلقى أكبر قدر من الإقبال في العالم، واستقبل تسعة ملايين زائر عام 2024، 80% منهم أجانب.
وأوردت صحيفة لو فيغارو المحافظة أن دي كار قدمت استقالتها بعد السرقة، لكنه تم رفضها وتلقت دعما من الرئيس إيمانويل ماكرون.
ولم يشأ المتحف التعليق على هذه المعلومات ردا على أسئلة لوكالة “فرانس برس”.
وسيتم استجواب دي كار حول التدابير الأمنية في قاعة أبولون التي تضم 800 قطعة مجوهرات من حلي التاج الإمبراطوري.
وبقيت أبواب القاعة مغلقة الأربعاء ونصبت أمامها ثلاثة ألواح رمادية.
لا “ثغرات”
وبين القطع الثماني المسروقة تاج الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث، إمبراطور فرنسا بين 1852 و1871،المرصع بحوالى ألفي ماسة، وعقد من الياقوت للإمبراطورة ماري أميلي زوجة لوي فيليب الأول، ملك فرنسا من 1830 إلى 1848.
واستبعدت رشيدة داتي أمام النواب أي “ثغرة أمنية داخل” المتحف، مؤكدة أن التدابير “أدت وظيفتها”، مشيرة في المقابل إلى غياب الإجراءات الأمنية “في الشارع”، ما سمح للصوص باستقدام رافعة استخدموها للدخول من إحدى النوافذ.
وأقرت داتي، مرشحة اليمين لرئاسة بلدية باريس في الانتخابات المقررة في مارس المقبل، بأنه “أسيء تقدير أمن الأعمال الفنية لفترة طويلة جدا” مضيفة أن “الأولوية أعطيت بالأحرى لأمن الجمهور”.
وفي مسودة تقرير اطلعت عليها وكالة “فرانس برس” أول أمس الإثنين، ندد ديوان المحاسبة المكلف الإشراف على استخدام الأموال العامة، بـ”تأخير في نشر المعدات الرامية لضمان حماية التحف” في المتحف.
ولورانس دي كار اختصاصية في فن القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، لها خبرة طويلة في المتاحف إذ سبق أن ترأست في باريس متحف أورسي، ومتحف لورانجوري لفناني الانطباعية وما بعد الانطباعية، ومن الأعمال المعروضة فيه لوحة “نامفيا” الضخمة للرسام مونيه.