story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

إعادة فتح السفارة المغربية في دمشق.. “خطوة نحو بناء منظومة عربية منسجمة”

ص ص

أعلن الملك محمد السادس، السبت 17 ماي 2025، إعادة فتح السفارة المغربية في العاصمة السورية دمشق، بعد إغلاق دام 13 عامًا، وذلك على هامش الدورة 34 للقمة العربية المنعقدة بالعاصمة العراقية بغداد.

وفي قراءة لهذه الخطوة، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن إدماج “سوريا الجديدة” ضمن منظومة التحالف التقليدي الذي يجمع المغرب مع الدول العربية المعتدلة، لا سيما الملكيات منها، يشكّل خطوة استراتيجية لإعادة بناء منظومة عربية منسجمة، تقوم على التفاهم والتكامل بدلًا من التنافر والتصادم الذي ميز بعض التجارب السابقة، خاصة في ظل الخطاب “الممانع” الذي تبناه النظام السوري السابق.

وأكد الشيات، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن العلاقات المغربية-السورية تشهد تحولًا كبيرًا، في ظل المرحلة الانتقالية التي تعيشها دمشق، بعد انهيار نظام بشار الأسد وصعود قوى المعارضة السابقة إلى سدة الحكم، حيث تقود هذه الأخيرة مرحلة انتقالية تمهّد لمسار سياسي جديد في البلاد.

وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن هذا التحول يتماشى مع المواقف التي عبّر عنها المغرب منذ اندلاع الثورة السورية سنة 2011، “إذ كان دائمًا في صف الشعب السوري، داعمًا لتطلعاته ومعبّرًا عن تضامن مستمر في مختلف المحطات المفصلية التي عرفتها البلاد”.

ويضيف أن هذا التقارب الجديد يعتبر فرصة لتجاوز التوترات السابقة التي طبعت العلاقة بين الرباط ودمشق، خاصة على خلفية الموقف العدائي للنظام السوري السابق من قضية الصحراء المغربية، “ودعمه لجماعات مسلحة موالية لجبهة البوليساريو الانفصالية، حيث تم التأكد من احتضان دمشق لمعسكرات تدريب لهذه الجماعات، وهو ما برز بشكل أوضح بعد انهيار نظام الأسد”.

وفي ظل المتغيرات الإقليمية المتلاحقة، رأى الأستاذ الجامعي أن المرحلة الراهنة تتيح آفاقًا مناسبة لبناء علاقات مغربية-سورية حديثة، تقوم على رؤية جديدة تُراعي التحولات التي يعرفها العالم العربي، الذي لم تعد سوريا استثناءً ضمنه، في ظل ما تعانيه عدة دول من عدم استقرار، كما هو الشأن في السودان، وليبيا، واليمن، والصومال، ولبنان.

واعتبر أن تعزيز العلاقات العربية-العربية، مدخلًا حاسمًا لتفعيل العمل العربي المشترك، خاصة في ضوء تقاطع المصالح بين العديد من الدول، وفي مقدمتها دول الخليج التي كانت من أبرز الداعمين للمعارضة السورية خلال فترة الحرب، وأصبحت اليوم أكثر قربًا من النظام السوري الجديد.

وفي هذا الإطار، يضيف الشيات أن متانة العلاقات المغربية-الخليجية يمكن أن تشكل عامل دعم إضافي للمرحلة الانتقالية في سوريا، بما ينسجم مع التوجهات الاستراتيجية للمملكة وحلفائها في المنطقة.

كما لا يغيب عن هذا المشهد الدولي أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في تخفيف حدة عقوباتها على دمشق، في ما يبدو أنه مؤشر على مراجعة تدريجية للموقف الأميركي تجاه سوريا، “وهو ما يفتح المجال لتقارب أكبر بين التوجهات المغربية وتوجهات القوى الإقليمية والدولية” يوضح الأستاذ الجامعي خالد الشيات.

وفي هذا السياق، قال الملك محمد السادس، في رسالة وجهها للمشاركين في القمة العربية المنعقدة اليوم ببغداد والتي تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، إن المملكة المغربية “تجدد التأكيد على موقفها التاريخي الثابت، والذي سبق وأن عبرنا عنه في رسالتنا لأخينا فخامة الرئيس أحمد الشرع”.

وأشار الملك إلى أن هذا الموقف يتمثل في “دعم ومساندة الشعب السوري الأبي لتحقيق تطلعاته إلى الحرية والأمن والاستقرار، والحفاظ على الوحدة الترابية لسوريا وسيادتها الوطنية”.

وأضاف قائلاً: “تجسيداً لهذا الموقف إزاء أشقائنا في سوريا، ودعماً لهذا المسار الواعد، فإن المملكة المغربية قررت إعادة فتح سفارتها بدمشق، التي تم إغلاقها سنة 2012″، معتبراً أن هذا القرار من شأنه المساهمة في فتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وجددت الرسالة الملكية التأكيد على استعداد المملكة المغربية الكامل للانخراط في أي دينامية من شأنها أن ترتقي بالعمل العربي المشترك، بما يسهم في تحقيق تطلعات شعوب المنطقة إلى المزيد من الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.