إسرائيل تقبل مقترح واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة

وافقت الحكومة الإسرائيلية على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، في الوقت الذي تدرس فيه حركة حماس المقترح.
وحسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الخميس 29 ماي 2025، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن المحتجزين في غزة بأن إسرائيل قبلت اقتراح وقف إطلاق النار الجديد الذي قدمه ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.
في غضون ذلك، أعلنت حركة حماس الخميس أنها تدرس ذات المقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك في وقت قتل 44 شخصا على الأقل في غارات إسرائيلية، وفقا للدفاع المدني في القطاع.
بعد هدنة استمرت شهرين، استأنفت إسرائيل هجومها في منتصف مارس على قطاع غزة، وكثفت عملياتها العسكرية في 17 ماي قائلة إن الهدف من ذلك هو القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن الذين لا يزالون في القطاع وخطفوا خلال هجوم الحركة غير المسبوق على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقالت حماس في بيان مقتضب على منصة تلغرام إنها تسلمت المقترح الأميركي الجديد من الوسطاء، مضيفة أنها “تقوم بدراسته بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع”.
ميدانيا، قتل 44 شخصا على الأقل في غارات إسرائيلية منذ الفجر على مناطق متفرقة من قطاع غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من 600 يوم، وحيث اقتحم آلاف الفلسطينيين مساء الأربعاء مخزنا تابعا لبرنامج الأغذية العالمي وسط أزمة جوع مستفحلة.
والخميس، قال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير في بيان “نقل 44 شهيدا جراء غارات اسرائيلية منذ فجر اليوم على قطاع غزة”. وأشار البيان إلى وقوع “23 شهيدا وإصابات وعدد من المفقودين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة القريناوي شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة”.
وقال أبو عدي “صديقي هو وزوجته وأولاده تحت الركام”، بينما كان عدد من الفلسطينيين يبحثون عن ضحايا تحت أنقاض المبنى المدمر.
وفي جنوب قطاع غزة، قتل شخصان “بنيران قوات الاحتلال” قرب مركز “مساعدات الشركة الأميركية في محور موراج”، واثنان آخران في جنوب مدينة خان يونس، وآخر في منطقة “قيزان النجار”، وفق المصدر نفسه.
وفي دير البلح وسط قطاع غزة، قتل “طفل” وأصيب آخرون في قصف جوي على خيمة تؤوي نازحين في منطقة البركة، كما انتشل “شهيد وعدد من الإصابات” في “استهداف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو الكاس” في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
وردا على استفسار لوكالة فرانس برس بشأن قصف مخيم البريج وإطلاق النار قرب مركز المساعدات، قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من هذه الحوادث.
وأوضح في بيان أنه ضرب “عشرات الأهداف الإرهابية في مختلف أنحاء قطاع غزة” خلال اليوم الماضي.
وأشار البيان إلى أن موظفا في شركة مقاولات تنفذ أعمالا هندسية لصالح الجيش الإسرائيلي نيابة عن وزارة الدفاع قتل الخميس في شمال قطاع غزة.
ورفعت إسرائيل جزئيا الأسبوع الماضي الحصار المطبق الذي تفرضه على قطاع غزة منذ الثاني من مارس وتمنع من خلاله دخول أي امدادات إليه ما تسبب بنقص حاد بالمواد الغذائية والأدوية والوقود.
ومساء الأربعاء “اندفعت حشود من الجياع إلى المستودع… بحثا عن إمدادات غذائية معد ة مسبقا للتوزيع”، وفق ما أفاد برنامج الأغذية العالمي في بيان داعيا إلى “وصول إنساني آمن ومن دون عوائق، للسماح بتوزيع الغذاء فورا وبشكل منظم” في قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أن برنامج الأغذية العالمي يحاول التأكد من تقارير تفيد عن مقتل شخصين وإصابة آخرين في الواقعة.
وأضاف البيان “لطالما حذر برنامج الأغذية العالمي من تدهور الوضع (..) والمخاطر التي يتسبب بها الحد من المساعدات الإنسانية بالنسبة الى أشخاص جياع يحتاجون إلى مساعدة بشكل ملح”.
وأظهرت لقطات صورتها وكالة فرانس برس حشودا من الفلسطينيين يحملون أكياسا وصناديق وحزما من الإمدادات الغذائية، بينما س مع دوي إطلاق نار.
من جهته، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس بالهجمات الإسرائيلية على غزة التي اعتبرها بمثابة “عقاب جماعي للسكان المدنيين”، في انتقاد روسي شديد لإسرائيل.
وقال إن “الإجراءات التي ات خذتها إسرائيل” ردا على هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس على الدولة العبرية “يمث ل عقابا جماعيا للسكان المدنيين”، معتبرا ما يحصل في غزة “غير مفهوم ولا يمكن وصفه”.
والثلاثاء أصيب 47 شخصا بجروح في مركز توزيع مساعدات تابع ل”مؤسسة غزة الإنسانية” وهي منظمة جديدة مدعومة اميركيا وإسرائيليا وضعت نظاما جديدا لتوزيع الإعانات اعتبرته الأمم المتحدة مخالفا للمبادئ الإنسانية.
وأقر الجيش الإسرائيلي بأن جنوده “اطلقوا النار تحذيرا في الهواء”، “خارج” مركز التوزيع التابع لمؤسسة غزة الإنسانية “لكن ليس باتجاه الناس”. ونفت المؤسسة كذلك أي إطلاق نار على الحشود مباشرة.
وقال احد السكان صالح الشاعر “هناك 200 كرتونة لـ20 ألف شخص. وصلت الساعة 4 صباحا ولم يكن أحد موجودا. عند الرابعة والنصف كل هؤلاء كانوا قد أتوا” مشيرا إلى الحشود.
واورد صبحي عارف “ما يحصل لنا إذلال (…) نحن نضحي بأرواحنا من أجل الحصول على الطحين لإطعام أولادنا”.
على الصعيد العسكري، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء أن إسرائيل قتلت محمد السنوار الذي يعتبر قائد حماس في قطاع غزة. وقد استهدف بضربة إسرائيلية في 13 ماي في خان يونس في جنوب القطاع.
وقال جوليان ليريسون رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إسرائيل والأراضي المحتلة، “يتعي ن علينا أن نكون يقظين باستمرار لتحييد المدنيين… إنها ضرورة أخلاقية”.
وأدى هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، إلى مقتل 1218 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية. ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، لا يزال 57 في غزة، أكد الجيش وفاة 34 منهم على الأقل.
ومن أصل 251 شخصا اختطفوا من جنوب إسرائيل في هجوم السابع من أكتوبر 2023 واقتيدوا إلى غزة حيث احتجزوا رهائن لا يزال 57 منهم في القطاع الفلسطيني.
وفي المقابل، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في غزة عن مقتل أكثر من 54249 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.